رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

2014.. سقطات أردوغان لا تتوقف

أردوغان
أردوغان

دخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في منافسة مع أبرز الأحداث التي رآها العالم في 2014، ويبدو أن أردوغان قد نوى خلع قناع التظاهر بالإسلام، ليرتدي زي التطرف والإرهاب، حيث تشير معظم التقارير الاستخباراتية، إلى دعمه العديد من تنظيماته بالمنطقة، ليظل في مأمن من ضرباتها، ولتبقى بعض الدول العربية والإسلامية غارقة، في بحور من دماء أبنائها، الذين يستهدفهم الإرهاب يومًا بعد يوم.
شهد العام الجاري انتقادات واسعة للرئيس التركي، لمختلف الملفات، وعلى رأسها "داعش" والخلافات الداخلية مع الحكومة، واختتمها بالقصر الرئاسي، الذي تكلف أكثر من 750 مليون دولار.
-التقاعس عن مواجهة "داعش"
تعد أهم الملفات الخارجية، وأكثرها مدعاة للنقد، حيث تظل العديد من علامات الاستفهام، في انتظار من يجيب عليها، بشأن دور تركيا في دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة وخاصة "داعش"، والتي تشير معظم التقارير الاستخباراتية إلى توفير أنقرة للدعم المادي واللوجيستي للتنظيم الإرهابي، للحد الذي وصل بتركيا لأن تكون محطة رئيسية لأي أعضاء جدد ينون الانضمام لـ"داعش".
وإذا كانت التقارير الاستخباراتية والإعلامية التي تشيل إلى ضلوع تركيا في دعم "داعش"، لا تعد دليلًا على دورها في دعم الإرهاب، فإن تصريحات بعض مسئولي تركيا ومواقفهم من بعض الملفات المتعلقة بـ "داعش" في سوريا والعراق، تمثل دليلًا واضحًا على وقوفها خلف كافة الجرائم الإرهابية التي يرتكبها التنظيم في تلك البلدان، وكان أبرز تلك التصريحات هي التي خرجت عن بولند ارينج نائب رئيس الحكومة التركية، والتي أكد خلالها موافقته على ما صرحت به الخارجية التركية، خلال بيانًا أوضحت فيه أن "داعش" ليست خصمًا لأنقرة، وهو الأمر الذي لا يستدعي وقوفها في مواجهة التنظيم الإرهابي، أو حتى السماح للمقاتلين الأكراد بالدفاع عن مدينة "كوباني" السورية، والتي لا يفصلها عن الحدود التركية سوى كيلومترات بسيطة.
وشنت العديد من الأوساط السياسية الدولية، وخاصة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والذي قد يناقش في الأيام القادمة إمكانية إلغاء العضوية التركية من الحلف، بعد تقاعسها عن أداء دورها في التحالف الدولي لضرب "داعش"، إذ لم تقم القوات التركية بأي عملية جوية على مواقع التنظيم الإرهابي بسوريا والعراق.
-استياء تركي من دعم أردوغان للإرهاب في ليبيا
كشفت صحيفة "توداي زمان"، حقيقة دور تركيا في الأوضاع الأمنية غير المستقرة في ليبيا، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا بعد ثورات الربيع العربي.
وأوضحت الصحيفة التركية، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن الغرب بات في حال نفور من الموقف التركي في دعم المليشيات الإرهابية ليبيا، مشيرة إلى أن الانتقادات المستمرة للحكومة الليبية المعترف بها غربيًا، أدى إلى إثارة الشكوك الغربية حول الدور التركي في دعم المليشيات الإرهابية.
وفي السياق ذاته، قال "ه.أ هيلير" المتخصص في سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكيجز الأمريكي، إن توقف تركيا عن انتقاد الحكومة الليبية، قد يحسن من موقفها السيء في عيون الغرب، مشيرًا إلى أن تركيا ماتزال لديها الفرصة للظهور بصورة أكثر أخلاقية من الوضع الحالي.
-القصر الرئاسي "القصر الأبيض"
واحد من أهم ملفات الانتقاد للرئيس التركي، حيث فوجيء العالم بتكلفة بناء القصر الرئاسي حيث هاجمت المعارضة - خلال اجتماع الكتلة البرلمانية - القصر الرئاسي الجديد، الذي تطلق وسائل الإعلام التركية عليه اسم "القصر الأبيض"، مشيرة إلى أن القصر مقام دون ترخيص وبتكاليف باهظة بلغت 1.370 مليار ليرة تركية أي أكثر من 750 مليون دولار.

ونقلت وكالة أنباء "جيهان" التركية اليوم الخميس، عن كليجدار أوغلو قوله "إن هذا القصر الفخم الذي تم بناؤه بأموال ضرائب الشعب أعاد إلى الأذهان ما قاله أبو ذر الغفاري لوالي الشام معاوية بن أبي سفيان، أول من بني قصرا في تاريخ الإسلام، حيث كان معاوية يشيد لنفسه قصرا أخضر في الشام، وكان يتابع بنفسه مراحل البناء، كما كان يبذل جهدا كبيرا حتى يخرج القصر في أبهى صوره".
-قمع الصحافة وحرية التعبير
فالأزمة لدى الرئيس التركي لا تكمن في كونه يتعرض لضغوطات خارجية بشأن موقفه المتخاذل من تنظيم "داعش"، إلا أن أردوغان يعاني كثيرًا من الأزمات الداخلية مع حكومته، تتعلق برغبته في السيطرة على كل شيء في الحكم، وحرية التعبير في بلاده.
وغالبًا ما تلعب تصريحات أردوغان دورًا ضده، فالرئيس التركي دائمًا ما يؤكد تمتع بلاده بحرية التعبير، إلا أن فاتح ألطايلي الصحفي التركي، أكبر مثال على انعدام حرية التعبير والصحافة في تركيا، حيث حاول الصحفي التركي الكشف عن فساد الحكومة التركية في أحد مشروعات التطوير المتعلقة ببناء مطار ثالث في إسطنبول، مؤكدًا أن الأرض التي يتم إنشاء المطار عليها يجب أن تتغير.
واتهم أردوغان الصحفي التركي بالعمالة، وتنفيذ حملة صحفية مدبرة على الحكومة التركية، تهدف للنيل منها ومما وصفه بالإنجازات التركية، إلا أن ألطايلي أكد أن تلك الانتقادات مبنية على حقائق ومسح للمنطقة التي من المفترض أن يقام بها المشروع.
وأوضح الصحفي التركي أنه كان يتطلع للحصول على إجازة لفترة وجيزة، إلا أن زيادة الضغوط عليه في الآونة الأخيرة، على خلفية انتقاده للمشروع، جعلته يعجل بتلك الإجازة، غير أنه أكد استئنافه للعمل الصحفي فور عودته للبلاد، من الرحلة التي سوف يقوم بها الصحفي التركي في أمريكا اللاتينية.
وحاول الرئيس التركي أن يقدم آخر حلقات القمع الصحفي في البلاد، بعد أن داهمت الشرطة التركية مقرات صحيفة "توداي زمان" المعارضة للنظام، بعد أن شنت الأخيرة حربًا ضارية ضد الرئيس التركي وتصرفاته في الآونة الأخيرة.

-قرارات انفعالية بعد الاجتماع الثلاثي
أصاب التحالف الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحالة من الجنون، جعلته يتخذ العديد من القرارات العدوانية تجاه قبرص، بعد أن أعطى الرئيس التركي أوامر مباشرة بالتعامل مع أية عراقيل تقابل أسطوله المتواجد في المياه الإقليمية بقبرص بمنتهى القسوة والعدوانية.

وذكر موقع "جريك ريبورتر" اليوناني، أن التوتر قائم بين قبرص وتركيا في الآونة الأخيرة، بعد أن اتخذ الرئيس التركي قرارات جديدة، على خلفية الاجتماع الذي قاده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الجانب القبرصي واليوناني.

فيما أكد رئيس القوات البحرية التركية الموجودة داخل المياه الإقليمية لقبرص، أن تعليمات جديدة قد وصلته بشأن تواجده في تلك المنطقة، وأهمها البدء في تأسيس محطة لاستخراج الغاز في البحر.

كما أوضح المسئول العسكري، أن الأوامر التي أصدرها أردوغان كانت صريحة، بالتعامل العنيف مع أية معوقات لهذا العمل، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤجج التوتر الموجود بين تركيا وقبرص، بعد سيطرتها على جزءا كبيرا من المياه الإقليمية للأخيرة.
وأصابت تحركات مصر نحو تحالف ثلاثي مع اليونان وقبرص فيما يتعلق بالتعاون على مستوى الطاقة، غضب الرئيس التركي، الذي بدأ في اتخاذ إجراءات انفعالية للتصدي لهذا التحالف.