رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«داعش» والخطاب الإعلامى


من خلال متابعة الخطاب الإعلامى لوكالات الأنباء الغربية تبرز ملحوظة مهمة جداً تتعلق بما قام به الغرب من تغيير اسم «داعش» من «ISIS» إلى «ISIL» الاسم الأول هو مختصر تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام، الاسم الجديد هو مختصر تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام الكبير المعروف بـ «LEVANT» والذى يعد اسماً تاريخياً لجزء من المشرق العربى ويمتد من الساحل الشرقى للبحر الأبيض إلى حدود بلاد الرافدين.

وتشكّل هذه المنطقة اليوم إقليم العراق و كلا من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين التاريخية وهى الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضى التى اُنشئت عليها إسرائيل عام  1948، بالإضافة إلى مناطق حدودية مجاورة مثل منطقتى الجوف والحدود الشمالية فى المملكة العربية السعودية والمناطق السورية التى ضُمت إلى تركيا إبان الانتداب الفرنسى على سوريا وقسمًا من شرق مصر بما فيها جزء من شبه جزيرة سيناء ويعتقد البعض أن المنطقة تتسع لتشمل جزيرة قبرص أيضاً بعبارة أخرى هى المنطقة الممتدة من جنوب جبال توروس شمالاً حتى شمال السعودية وشرق البحر المتوسط جنوباً، إذن هذا التنظيم الإرهابى لم يعد مقصوراً على العراق والشام فقط.

والسؤال لماذا تم التغيير إعلامياً على الأقل وعلى أى أسانيد سياسية؟ وألا يعكس هذا التغيير تنسيقاً ممنهجاً بين هذا التنظيم أو الدول الغربية من خلال اتصالات مع أجهزة المخابرات فيها ما دفع وسائل الإعلام الأوروبى والأمريكى إلى استخدام تعبير «ISIL» بدلاً من تعبير «ISIS» فى الرسائل الإعلامية الموجهة إلى منطقة الشرق الأوسط؟ وتأخذ أجهزة الإعلام العربية عنها دون تدقيق فى مضمون هذه التعبيرات، حيث يتم الترويج لهذا المشروع الإرهابى بأيدينا وتلك طامة كبرى ليست جديدة على إعلامنا العربى فقد كانت مشكلة ضبط المصطلح إحدى أهم المشكلات التحريرية خاصة مع تقدم الوسائل التحريرية، فلم يعد القلم يستخدم فى ترجمة وتحرير الأخبار إنما أصبحت الوسائط المتعددة وأدواتها الإليكترونية سريعة الإنجاز وسيلة تحرير الأخبار ليس فى مصر وحدها إنما فى كل الدول العربية الناطقة بلغة الضاد ومنذ أشهر قليلة كان تعبير تنظيم الدولة الإسلامية يتم تداوله فى وسائل الإعلام العربية دون تحليل لمضمونه حتى نبهت أنا وغيرى من المهمومين بتطوير الخطاب الإعلامى واستيقظت المؤسسات المسئولة عن الخطاب الدينى وأفتت بعدم جواز استخدام هذا التعبير الذى يناقض الفهم المستنير لصحيح ديننا الحنيف. ومرة أخرى نجد محاولة لترهيب شعوب المنطقة باستخدام تعبير «ISIL» الذى يوسع النطاق الجغرافى لهذه المنظمة الإرهابية والحقيقة أن الذى وقع فى الخطأ نوافذ الإعلام الناطقة بغير العربية فى حين مازالت النوافذ الناطقة باللغة العربية تستخدم تعبير تنظيم «داعش» الإرهابى مثل القنوات المصرية فى حين تستخدم القنوات الفضائية العربية تعبير تنظيم الدولة دون اتباع لفظ الدولة بأى صفة، بينما تستخدم القنوات الناطقة بالإنجليزية التعبير الجديد ومنها بالطبع قناة الجزيرة الدولية. ونعود إلى تحليل مضمون هذا التعبير حيث نلاحظ أن استخدام «LEVANT» للدلالة على بقية دول منطقة الشام والشرق الأوسط بما فيها مصر يوضح خطورة ممارسات الإرهابيين على الأرض بعدما لم تعد الأطماع مقصورة على العراق وسوريا فقط ولفت نظرى خبر تناولته وكالات الأنباء، حيث قال مسئول عسكرى أمريكى بارز (إن ما سموه تنظيم «الدولة الإسلامية» أقام معسكرات تدريب شرقى ليبيا وكان الغرب قد عبر عن قلقه من أن تشكل الأوضاع غير المستقرة فى ليبيا تربة خصبة للمتطرفين الإسلاميين،

إعلامى وكاتب مستقل