رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تسونامي الهبوط يضرب البورصة.. ومحللون: ضبابية المشهد تثير "الرعب"

جريدة الدستور

تعرضت أسعار النفط العالمية لزلزال مدمر تسبب في تسونامي أطاح بجميع أسواق العالم وكان للبورصات العربية النصيب الأكبر من الهزات التي أدت لتراجعها الحاد خاصة دبي والسعودي وقطر والبحرين، وليس السوق المصري ببعيد عن الأحداث فقد خسر رأس المال السوقي اليوم حوالي 21 مليار جنيه وهي أكبر خسارة يومية منذ ما يقرب من 6 أشهر .
وتعرض المستثمرين أمام شاشات التداول لصدمة قوية في ظل الهبوط العنيف، وأصيب بعضهم بالانهيار مع ضياع محافظهم الاستثمارية .
أما خبراء سوق المال فأجمعوا على أن البورصة قد تتعرض لمزيد من الخسائر خلال الجلسات القادمة مع حالة الضبابية التي تسيطر على أسواق العالم والتوقعات التي تشير إلى استمرار تراجع أسعار النفط العالمية وبالتالي فالتأثير سيكون سلبي على الأسواق العربية وبالتالي فقد يتجه المستثمرين العرب إلى استمرار البيع في السوق المصري.
أكد الدكتور وائل النحاس المحلل المالي وخبير أسواق المال أنه حذر الأسبوع الماضي من أن البورصة قد تتعرض لهزة عنيفة ستطيح بمؤشراتها، وهو ما حدث في ظل المؤشرات السلبية التي حدثت خلال الفترة الماضية والتي كان يجب أن نقف أمامها لتحليلها بدلا من أن نفاجئ بما حدث، موضحا أن كل المؤشرات تدل على أن هناك كارثة ستحدث في القطاع المصرفي وسوق المال في ظل تراجع الاحتياطي النقدي وتراجع الميزان التجاري وهو ما يعني تراجع الصادرات المصرية وزيادة الودائع في البنوك بالإضافة إلى التضخم هذا بجانب إغلاق السفارات وهو ما يعني أن هناك شيء يتم الترتيب له "والفزاعة" بالطبع ما سوف يحدث في 25 يناير القادم.
وقال النحاس إن البورصة تأثرت بالطبع بهبوط أسعار النفط العالمية ولكن هذا يؤثر على الأسواق الخليجية التي تعتمد على البترول ولكن في مصر الوضع مختلف فمعنى هبوط الأسواق الخليجية سيؤدي لسحب الاستثمارات الخليجية في مصر لتغطية الخسائر هناك بالإضافة.
وهاجم النحاس، القائمين على سوق المال موضحا أن على هيئة الرقابة المالية وإدارة البورصة أن تتدخل فورا في حال انتشار أي شائعات قد تؤثر على حركة الأسهم موضحا أن سهم القلعة تعرض لهبوط حاد لم يشهده منذ عام 2008 بسبب بعض الشائعات حول هروب رئيس مجلس الإدارة خارج البلاد وهو ما أدى إلى حالة الذعر وكان يجب أن تصدر البورصة بيان توضيحي حتى لا يتأثر السهم والسوق ككل.
وتوقع أن يواصل المؤشر النزيف النقاط خلال الأيام القادمة في ظل حالة عدم الاستقرار سواء في الاقتصاد المصري أو الأسواق العالمية والخليجية موضحا أن المؤشر الرئيسي للبورصة قد يصل إلى النقطة 7700 .
من جانبه أكد الدكتور محمد أحمد جاد المحلل المالي ومدير فرع سيتي ستارز لتداول الأوراق المالية أن هبوط اليوم وخسارة البورصة حوالي 21 مليار جنيه، كان متوقعا في ظل تراجع الأسواق العالمية وهبوط أسعار النفط مما أثر على الأسواق الخليجية، وأشار جاد إلى أن عمليات البيع العشوائي هي التي أدت إلى تفاقم خسائر السوق.
وقال محمد جاد إنه على الرغم من النظرة التشاؤمية التي تتحدث عن هبوط المؤشرات لمستويات دنيا إلا أني أرى أنه قد تدخل قوى شرائية في التعاملات المتأخرة لجلسة الغد ستؤدي إلى تخفيف حدة الهبوط المتوقع مع بداية جلسة التعاملات.
وأوضح أنه لا يقتنع بالتحليل الفني الذي يتحدث عن نقاط دعم ومقاومة مشيرا إلى مقولة يعتمد عليها وهي "الخبر يقتل الشارت" مما يعني أن الخبر الجوهري أقوى من أي رسومات للتحليل الفني، مؤكدا أن ما يحدث حاليا هو حالة "فزع " مما يحدث سواء على مستوى الأسواق الخليجية أو العالمية وستنتهي هذه الحالة وستعود البورصة للارتفاع من جديد .
ولفت محمد جاد إلى أن البورصة مازالت تمتلك المقومات لجاذبيتها مما يعطيها فرصة لتحقيق المكاسب مع بداية العام الجديد في ظل تراجع معظم أسعار الأسهم لمستويات متدنية للغاية وهو ما يعني أن السوق مازال جاذب للشراء.
ونصح المستثمرين بالابتعاد تماما عن الكريديت أو البيع موضحا أن الخسارة تأتي دائما بسبب حصول العميل على الكريديت ويكون مرغم على البيع حال استمر الهبوط وذلك لسداد المديونية.
في حين أكد محمد الغريب محلل فني ومدير محافظ بالمجموعة الاقتصادية أن هبوط السوق اليوم جاء مواكبة مع الهبوط الحاد الذي أصاب الأسواق الخليجية خاصة بورصة دبي التي تراجعت بأكثر من 7% موضحا أننا لسنا منفصلين عن الأسواق المحيطة.
وقال الشهير بـ"الشيخ غريب" أن الهبوط كان فرصة لعمليات جني أرباح بعد الارتفاعات القوية التي حققتها البورصة خلال الشهور الماضية، موضحا أن السوق قد يواصل هبوطه خلال الجلستين القادمين على أن يرتد من يوم الأربعاء المقبل من عند مستوى 8500 ليعاود الارتفاع من جديد.
ونصح الشيخ غريب المستثمرين بتكوين مراكز مالية جديد مستفيدين من هذا الهبوط تمهيدا لصعود السوق بعد هذا التراجع التصحيحي، مشيرا إلى أن البورصة مازالت تستهدف مستويات قياسية جديدة خاصة وأننا في موجه صاعدة على المدى الطويل قد تصل بالمؤشر إلى مستوى الـ 12400 نفطة، موضحا أن ما يحدث حاليا مجرد تصحيح عنيف ساعد عليه هبوط أسعار النفط والذي أثر على أداء الأسواق الخليجية.
يذكر أن اليوم أطلق عليه الأحد الأسود بعد أن أنهت مؤشرات البورصة على هبوط حاد، مدفوعة بعمليات بيع من جانب المستثمرين العرب والأجانب، وخسر رأس المال السوقي للأسهم 21.44 مليار جنيه، واضطرت إدارة البورصة إلى إيقاف التداول على 85 سهمًا، لمدة نصف ساعة بسبب تجاوزها نسبة التراجع والارتفاع المسموح بها خلال الجلسة عند 5%. وأغلق مؤشر البورصة الرئيسي على تراجع بـ 5.2%.