رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

وامعتصماه ..!!

جريدة الدستور


لدى سؤال دائما ما أقوم بطرحه على نفسى وعلى من حولى عندما أذوق الأمرين بأحدى المصالح الحكومية .. متى نجد المسئول الكفء والأمين صاحب الضمير الذي لا يقبل الرشاوى والإتاوات .. ولا يقف عند حد عدم قبولها بل يعمل على القضاء عليها وأجتثاثها من الجذور ومعها يجتث كل من يشجع عليها ويرضى بها قياسا على الخمر.. صانعها وبائعها وحاملها وحاضر مجلسها وأزيد على ذلك وكل المتفننين في طرق (الإتاوة) من عسكرى المرور وأصغر موظف أو ضابط أو مدير إلى أكبر مسئول!?
يبدو للجميع أن السؤال صعب والإجابة عليه أصعب ولا يمتلكها أحد مسئولينا حماهم الله .. الذين يجلسون على كراس من الجلد الفاخرة في مكاتبهم الفارهة ويركبون سيارات الوزارت والمصالح ذات اللون الأسود وآخر موديل.. ومنهم بالطبع من لا يريد أن يقضي على (الرشاوى) ولكنه يقنع نفسه قبل الآخرين بأنه لا يستطيع مجابهتها، وبالتالي فهو يحبذ أنتهاج طريقة ( التغافل والتعامي).. ومنهم من ينظر إلى (الرشاوى) من زاوية (نفع وأستنفع ) التي يجب أن تكون وتستمر ويفضل أن يكون تحت الترابيزة بعيدا عن العيون .. وداخلا في المكاسب خارجا من الخسائر !!
قضيتنا هذه متفاقمه ومشكلتنا كبيرة فعلاً ..وحتى هيئة الرقابة نلاحظ أن عينها تبصر كل شئ يحدث ولكن للأسف (العين بصيرة واليد قصيرة) .. والرشاوى حبالها طويلة.. وممارسيها تعلّموا وأجادوا وأبدعوا وتفننوا فيها وباتوا ينتظرون من يقول لهمم (برفكت) أحسنتم .. بأشارة أصعب اليد .. ويجدون بكل تأكيد من يقول لهم ذلك وأكثر منه.. ومن النادر أن يجدوا من يقول لهم مثلي مرتشين .. متلاعبين بأقوات المواطنين .. أفسدتم الأدارات يا ملاعين .. فهم حسب التوقيت المحلي للشفافية ومحاربة الفساد والقضاء على المفسدين ملتزمون بالموعد بدقة متناهية.. ولا شاردة أو واردة أو صغيرة كانت أم كبيرة تمر دون أن يفتحوا دراج مكاتبهم أو يتحسسوا جيوبهم على أساس المثل القائل (أن القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود والبني والرمادي والبنفسجي .. وعلى كل لون يا بتسطا !!
أينما ذهبنا وجدنا (الإتاوة) مسيطرةً.. وتتحكم في جميع الأمور من كل اتجاه.. وأصحابها يفرضون سيطرة تامة وينفذون حصاراً محكماً على كل من يبحث عن حق أو يريد أن يدفع عنه الضرر.. أو يصل إلى ما تقره الشريعة ويمنحه القانون وتؤكد عليه الأنظمة واللوائح..!
خذوا مثلاً بسيطاً ما هو حاصل في المحاكم والمستشفيات وكيف أن (أصحاب العيون الحمرا اللى تتفض فيها الرصاصة ) حولوها إلى منافذ للدخل غير المشروع ولزيادة إيرادات (الرشاوى وفرض الإتاوات) التي تذهب للجيوب والبطون التي لا تشبع ولا تقنع من أكل السحت والحرام.. وكم هي المرات التي حاول فيها قليل من المسئولين أن يجتثوا أصحابها من جذورهم المتشعبه ولا فائدة.. وعندما نقول .. يامنت كريم يا رب جانا الفرج .. ما هي إلا أيام ونتأكد بأن لا فرج نزل علينا .. ولا حل .. ونذهب في حالة البؤس والدهشة والحيرة ونضرب أخماس فى أسداس و نفتش عن هذه الأسباب القهرية التي منعت.. والأحوال التي وقفت ضد أصلاح وتصحيح الأوضاع .. وأقتلاع السرطان ومن وراءه!!من المؤكد لا بد لنا من حلول.. والحل عند المنتظر فارس القضاء على الفساد والمفسدين الذى سينال الثناء والدعوات والتي سيلهج بها الكبار من آبائنا وأمهاتنا له ولما فعله وسيفعله.. فهل سيظهر من يجعل دعوات الناس والثناء والتقدير موصولين له على ألسنة الناس كبيرهم وصغيرهم ..! ننتظره ونحن معه لن نخذله.. فقط عليه أن لا يخذلنا.