رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناسبات تحمل الأمل


حضرت فى الأسبوع الماضى مناسبتين، تحمل كل منهما أملا للشباب وللمرأة، وهما من المناسبات التى تستجيب للدستور، وتعين كثيرا فى بناء الوطن والمستقبل. المناسبة الأولى، كانت يوم الأحد 30 نوفمبر فى فندق كونراد، حيث إجتمع عدد كبير من الشخصيات المعروفة التى تمثل شتى قطاعات الشعب، من الفلاحين والعمال والمثقفين والفنانين والمفكرين والكتاب والاعلاميين وأساتذة الجامعات وحقوق الانسان – من الرجال والنساء – لتدشين أول حزب شبابى بإسم مستقبل وطن ، وشعاره: شباب يبنى مستقبل وطن ،وهناك هدف واضح للحزب الشبابى عن القيم، يجب أن يتحقق حتى يكون أساسا متيننا ويتحمل الارتفاع والتطور والتقدم ومن ثم التفوق.وهو: نسعى أن نضع القيم أسسا وثوابت لأنفسنا. وكلمة أنفسنا، هنا، تشير الى أن نلتزم بتلك القيم أنفسنا أولا، حتى نكون قدوة للوطن ونموذجاً يحتذى .

 لن أحدثك أيها القارئ عن حسن التنظيم ، وحسن الانصات من الحضور للمتحدثين، ولا عن جمال التقديم لوقائع المؤتمر ، ولا الشباب المتطوع من الذكور والاناث، الذى يسهر على خدمة الحضور بنفس راضية، وابتسامة آسرة، وما يعرض على شاشة العرض، وكأنك فى مؤتمر فى أرقى دول العالم تنظيما وترتيباً. ولن أحدثك عن كلمات الثناء على هذا المشروع، حتى من بعض المنافسين من قيادات الاحزاب السياسية العريقة تاريخا ونضالا. إختار الحزب الجديد، مستقبل وطن فى أولى مطبوعاته آيات قرآنية تعلم الحزب ومن يريد من الشعب كله، مجموعة من القيم العظيمة . الآيات هى " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً * وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً"

هذه الآيات القرآنية تعلمنا أن نتكلم عن علم فقط، ونترك الجهل أو التجاهل وراء ظهورنا . وأول العلم وأهم العلم، أن نعلم أنه لا إله إلا الله، وبذلك نعالج الأمية أو الجهل المنتشر فى المجتمع -  قيمة عظمى كبيرة – وهذه الآيات تعلمنا القيمة الثانية ، وهى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عواتقنا، والتى تتضح من وراء أهمية السمع والبصر والفؤاد، أى السلوك الايجابى، واستخدام هذه النعم فيما يرضى الله تعالى وما يفيد المجتمع. أما القيمة الثالثة هى عدم الاغترار أو الزهو بالنجاح أو الانجاز مهما كان ، إذ أنه جميعا من فضل الله تعالى على الانسان، وكذلك، لأن الانسان مهما نجح فى الحياة الدنيا ، فلن يخرق الأرض، ولن يبلغ، كإنسان، الجبال طولا.

هذا الحزب، مستقبل وطن، حزب جديد له تاريخ قصير، ولكننى أراه عميقا، حيث ، بدأ بعد الثورة بل الثورتين، شأنه شأن العديد من الاحزاب التى لا يعرف الشعب لبعضها إسما ولا رسما، ولا هوية ، أما هذا الحزب، فيقوم على أداء وسمعة حملة مستقبل وطن الفاعلة فى الوقائع التى أسهمت فى إختيار الرئيس، بعد أن أسهمت فى الاستفتاء على الدستور، وقد نشأ الحزب الجديد من رحم ثورتى يناير ويونيو المجيدتين، ويضم الحزب 5300 مؤسس، وأعضاؤه من شتى محافظات الجمهورية، وله 40 مقراً بكل المحافظات ، ويؤمن الحزب أولا بأمن الوطن وسلامته، وتمكين الشباب عن فكر ووعى وتدريب وتثقيف وتأهيل وذلك بالاستفادة من الخبرات الكبيرة، لا يعتمد على قبلية ولا عشائرية ولا تغذيه خارجية.

 قلت لهم فى كلمتى المقتضبة التى دعونى إليها مشاركة مع غيرى من المتحدثين الذين يدعمون الحزب، أمامكم ثلاث تحديات هى: محاربة الارهاب، وتعميق الديموقراطية ، والخروج من التخلف القائم، وهذا طبعا مجرد رصد يحتاج الى استراتيجيات وخطط للانجاز.

رئيس الحزب، وقد يكون ذلك أول مرة فى تاريخ الاحزاب السياسية فى العالم كله، هو الشاب المجتهد محمد بدران، الذى عملنا سويا حيث كان عضوا أساسيا عن الشباب والطلاب فى لجنة الخمسين للتعديلات الدستورية، وكان رئيسا لاتحاد طلاب مصر. هذه هى المناسبة الأولى، أما المناسبة الثانية بشأن المرأة، فسأكتب عنها فى "الصباح"حرصا على المساحة  المتاحة. والله الموفق