رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تظاهروا يوم 28 نوفمبر" أخر صيحات "أبو إسماعيل" عندما يصطاد في الماء العكر

حازم أبو إسماعيل
حازم أبو إسماعيل

بعد مشوار طويل في أروقة القانون وتخبطات عديدة في الفكر الإسلامي، تمثلت سيرته الذاتية بين الشيء ونقيضه، إطلاق التصريح والتراجع فيه، تحريضات وأقوال مأثورة تدعو للعنف ومزيد من الدماء، رغم كونه رجل دين ومتحدثًا عن الشريعة، إلا أن العنف والدماء لا تثير في نفسه أي اشمئزاز، يظهر فقط كلما شعر بأن النسيان يقترب منه أو التجاهل السياسي يأكل من هيبته المزعومة.
بمجرد أن تضع كلمات "حازم أبو إسماعيل" يحرض على محرك البحث جوجل تجد مئات الاختيارات ومئات التحريضات الخارجة منه، جاءت معظمها منصبة على الجيش والشرطة، والدعوة الدائمة لقتالهم، وأخرى تتفق مع مصالحه الشخصية.
كانت آخر صيحات حاز أبو إسماعيل التحريضية، ما أطلقه أمس، على لسان "محمد الصغير" القيادي بالجماعة الإسلامية، نقل رسالة من حازم صلاح أبو إسماعيل من داخل محبسه، يحرض فيها على النزول ليوم 28 نوفمبر المسمى بيوم "انتفاضة الشاب المسلم"، عبر موقع التواصل الاجتماعي.
"تظاهروا يوم 28 فالمليون لا تتسع له السجون، والمليون أقل من الـ 90 المعتقلين الآن"، كانت أخر رسائل أبو إسماعيل التحريضية لم يكن ليقف مكتوف الأيدي أمام أي تظاهرات ومبادرات تدعو للعنف ومزيد من الدماء، وتمثلت تصريحاته كأنه يستغل الأحداث لتأجيج الموقف، لينطبق عليه المثل الشعبي "يصطاد في الماء العكر".
"إذا الجيش نزل للانقلاب على الدستور سنواجه"، كانت أولى تحريضات أبو إسماعيل قبل ثورة 30 يونيو أثناء استضافته على قناة "القاهرة والناس"، وكانت هناك دعوات للنزول يوم 30 يونيو للمطالبة برحيل المعزول مرسي وإجراء انتخابات.
وزعم أبو إسماعيل في تحريضه أن الشعب كله سيواجه الجيش حال الانقلاب على الدستور أو الدعوة لثورة من أجل وقف تلك الجريمة على حد زعمه.
وحين أصدرت المحكمة ضده حكم بالحبس لمدة 7 سنوات في قضية تزوير محرر رسمي واستعماله ، أطلق أبو إسماعيل رسالة تحريضية إلى تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، يسأل فيها عن تعدادهم والسلاح الذي يمتلكونه وأموالهم، ويطالبهم بمواصلة الجهاد في مصر والحشد لذلك، حتى يسقط النظام الحالي والعودة إلى الحكم الإسلامي مرة أخرى قاصدًا عهد المعزول محمد مرسي.
دعوات للتظاهري والاعتصام في ميدان التحرير خرجت من المحرض الأكبر أبو إسماعيل، يوم 2 يونيو عام 2012، بحجة الاحتجاج على حكم المؤبد الصادر في قضية مبارك وقتل المتظاهرين.
ليستغل أبوإسماعيل تلك الفرصة كي يطالب المتظاهرين بالتصدي لما أسماه محاولة العسكر تزوير الانتخابات، في فيديو شهير له على القناة القطرية الجزيرة مباشر مصر، وشبه العسكر بالشيطان العدو لهم.
ووصف المجلس العسكري الحاكم في ذلك الوقت بأنه أعدائه وخصوم للشعب المصري ويجب محاربتهم، وحرض الشعب المصري على أخذهم كأنهم أعداء وخصوم، وطالب الجموع بعدم مغادرة الميدان وهتف ضد المجلس العسكري قائلًا: "لدي كلمة لأصفع بها مسامع المجلس العسكري: "ارحل أرحل.. أنتم تحتلون الوطن ومرسي سيصبح رئيس جمهوريتنا".
كانت بداية ظهور حاز أبو إسماعيل ولمعان اسمه في الوسط السياسي، عندما أثيرت تلك الإشكالية حول جنسية والدته، الأمر الذي كذب بشأنه أبو إسماعيل كثيرًا، لم يفعل شئ زقتها غير أنه ملئ القنوات الفضائية صراخًا ونفيًا لحملها الجنسية الأمريكية.
وتناثرت وعوده حوله بتقديم أوراق رسمية تثبت صحة كلامه وإثبات صدقه، دون أن يظهر أي ورق رسمي يثبت به جنسية والدته، كي تخرجه من تلك الشبهات التي تحيط به، الكذاب الأكبر الذي تلاعب بأوراق رسمية من أجل البحث عن منصب وسلطة وجاه، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكم ضده بالحبس 7 سنوات بسبب تزويره لجنسية والدته إبان تقديمه أوراق ترشحه.
"التنصل" كان مبدأ أبو إسماعيل أثناء دعوته للعديد من الأحزاب والحركات الإسلامية مظاهرة حاشدة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بدعوى قيام بعض القنوات الإعلامية بدور ''مشبوه'' في تأجيج المشاعر تجاه مؤسسات الدولة الشرعية تحقيقًا لمصالح وأهواء داخلية وخارجية.
والتي تخصصت لها دعوات عديدة من صفحات مؤيدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تحت شعار "هنحاصر مدينة الإنتاج الإعلامي، وقنوات الفتنة، وسبب الخراب، سبب الدمار سبب الدم" تزامنًا مع دعوات للتظاهر يوم 30 يونيو تطالب المعزول بالرحيل.
ليخرج بعدها المفكر الإسلامي متسائلًا: "من دعى إلى حصار مدينة الانتاج الإعلامي"، في حواره ببرنامج "مع الشباب" على قناة "الرحمة"، واصفًا أن مشهد حصار المدينة يدعو إلى تصعيد دعوات الحرق والعنف ويجب على من يقوم بفعل الجريمة أن يعلم أن هناك قوة ستكف يده عن ذلك.
كان أبو إسماعيل قبيل دعواته لمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي ملقب بأنه "الرجل الأكثر ظهورًا بالفضائيات"، وكانت حلقاته مع كبار الذين اتهمهم بعد ذلك بالضلال، وكان يطلق خلال لقائه بهم عبارات مدح وإشادة بأدائهم وصدقهم.
وموقفه من جماعة الإخوان الإرهابية معروف منذ ظهوره وباعترافه أثناء احد لقاءاته على قناة الجزيرة القطرية عام 2011، الذي أكد خلاله أنه "إخواني وزيادة، لأن الإخوان لحم ودم"، على حد قوله آنذاك.
ظلت أقوال أبو إسماعيل تتأرجح بين التناقض والتنصل والخوف أحيانًا كثيرة، ولكن ظلت الدعوة للعنف والتحريض سمة أساسية في تصريحات وأقوال المحرض الأكبر "حازم صلاح أبو إسماعيل".