رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على هامش حوادث الطرق


الهيئة العامة للطرق والكبارى تتبنى مفهوماً جديداً لحوادث الطرق وهو «حوادث السيارات على الطرق» فرغم سوء حالتها فمساهماتها فى الحوادث تقل عن 10% والخطأ البشرى60% وأمن متانة السيارات30%. نتمنى أن يكون هناك اهتمام من كل أجهزة الدولة بهذه المشكلة الكبيرة طوال العام وليس فقط وقت وقوع الكارثة وخاصة الاهتمام الإعلامى لمنع وقوع الحادث أى الوقاية منه وأن يكون إعلام فعل وليس رد فعل ومناسبات. إذا انتظم المرور وتحسنت الطرق فى مصر فإن مطار القاهرة لن يخلو من المستثمرين لأن الطرق والمرور هما عنوان البلد وهذا هو فكر د سعد الجيوشى ــ رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى ــ الحد من الحوادث على الطرق المصرية مسئولية كل أجهزة الدولة وأول هيئة مسئولة هى التربية والتعليم لو أن مدارسنا عملت الطفل منذ الصغر كيفية احترام الطريق والقانون وآداب القيادة السليمة والمحافظة على حقوق الآخرين، لن نرى هذه الفوضى فى الشارع المصرى، فالتعليم مسئول والإعلام والفن والثقافة والجمارك لمنع استيراد قطاع غيار السيارات الفاسدة بالإضافة طبعاً لمسئولية وزارتى الداخلية والنقل، ثم يأتى دور وزارة الصحة فى علاج المصابين.تغليظ العقوبة لن يمنع الحوادث.. بالعكس قد يؤدى إلى ارتفاع نسبة الفساد والرشاوى مع ضعاف النفوس فى حالة عدم تطبيق القانون ومصر أكبر دولة فى العالم فيها قوانين ولكنها لا تنفذ على أرض الواقع!! وبالتالى يصبح القانون لا قيمة ولا احترام له، أتمنى أن يتم تطبيق نظام المراقبة الذكية فى مصر بوضع كاميرات على كل الطرق وهو ليس اختراعاً جديداً فهو معمول به فى كل دول العالم، فمن مميزات هذا النظام أنه يمنع العنصر البشرى فى التعامل مع المخالفين وبالتالى لا يوجد مجال للمجاملة والواسطة والمحسوبية أو الرشوة، فالذى سيتم ضبطه إلكترونياً سوف يعاقب فوراً وطالما أن المخالف يعلم أنه لن يفلت من العقاب سوف يلتزم رغماً عنه وبالتالى تنخفض نسبة الحوادث.ولاية الهيئة العامة للطرق الكبارى فقط على ٢٥٪ من الطرق فى مصر وأكثر من ثلثى الطرق تحت ولاية الحكم المحلى وهذا وضع شائك يجب حسمه بحيث تكون هناك هيئة أو وزارة واحدة هى المسئولة عن كل الطرق حتى تكون المسئولية محددة وليست على الشيوع، جهود كبيرة تقوم بها وزارة الداخلية للقضاء على الفوضى المرورية ويومياً يتم ضبط آلاف المخالفين وأتمنى أن يأتى اليوم الذى لا يضبط فيه مخالف واحد فهذا هو قمة النجاح بمنع وقوع المخالفة فكثرة عدد المخالفين دليل على عدم انضباط الشعب، أزمة المرور وكثرة الحوادث مشكلتان لا يمكن فصلهما عن مشاكل مصر كلها والحلول المطروحة هى مجرد مسكنات والحل النهائى الذى يجب أن تفكر فيه كل أجهزة الدولة وخبرائها وعلمائها هو كيفية الخروج من هذا الوادى الضيق الذى نسكنه منذ آلاف السنين إلى الصحراء الشاسعة الواسعة فليس من المنطقى أن نعيش على ٥٪ فقط من أرضنا تاركين الـ 95٪ هكذا بدون عمار أو تنمية.

مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية