رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

ألا قوة العرب

جريدة الدستور

التوقُّعات الغير منطقية التي أطلقها ويطلقها يوما بعد يوم المحلّلون السياسيون الذين وقعوا في الأخطاء الفادحة مازالت تتدففق وبغزارة في وسائل الإعلام دون أدنى عقلانية ولا ضمير، ناهيك عن الشفافيه والموضوعية والحيادية، وقد بات الهرج والمرج مجالا للمتنطّعين الذين يحاولون الحديث عن مصر دون معرفة حقيقية بتراث وتاريخ مصر العريق الذي لا حدود له على الإطلاق؛ ولأن من يجهل ذلك الشموخ والعز المصرى فإنه دون أدنى شك سيقع في الخطأ الذي يجعل منه محط سخرية وتندر من الكثيرين .
إن الموضوعية والحيادية والمهنية بل وميثاق الشرف يفرض على وسائل الإعلام الالتزام الصارم في الاختيار الذي يعزّز مفهوم الموضوعية والمهنية ولا يجوز أن تكون وسائل الإعلام أداة من أدوات تخريب الشعوب، وهنا ينبغي أن نقولها بصريح العبارة: يكفي الإعلام هذياناً من أجل تنفيذ المخطّطات العدوانية على الوطن العربي، ولابد من إعادة الرؤية في استراتيجية الإعلام العربي الذي ينبغي أن ينطلق من الإرث الحضاري والإنساني لإنسان الوطن الذي ساد الكون ما قبل ثلاثة آلاف سنة من ميلاد المسيح عليه السلام.
إن المحاولات البائسة التي تطال المساس بالهوية العربية وجذورها التاريخية المتصلة بالحضارة المصرية القديمة ومحاولات الفصل بين الحضارة المصرية القديمة التي كان لها السيطرة العملية على الجزء الأكبر من آسيا وأفريقيا والاتصال المباشر مع الحضارة الأوروبية تُعد من المحاولات الأخطر على الهوية العربية، وتعد الأخطر على مستقبل الوحدة العربية، ولذلك نحذّر من تمادي بعض وسائل الإعلام من الاستمرار في ممارسة الهدم الممنهج للهوية العربية، ولا يجوز السكوت عن ذلك مطلقاً؛ لأن ما نشاهده من التناولات الإعلامية لا يخدم الوحدة العربية بقدر ما يخدم القوى الاستعمارية التي ترغب في طمس معالم الهوية العربية.
إن المحاولات المستمرة للتقليل من الفكر الاستراتيجي المصرى في مجال الوحدة العربية أحد المداخل التي رسمتها القوى الصهيونية للنيل من الوحدة العربية وتجميع عناصر القوة القومية للوطن العربي الكبير؛ ولذلك على المفكّرين والفلاسفة والباحثين والمحلّلين السياسيين أن يدركوا هذه الحقيقية من أجل أن تكون الوحدة العربية الكبرى نصب أعينهم جميعاً؛ لأن القوة الحقيقية التي تجعل للعرب مكانة في العلاقات الكونية.
لقد أصبحت المخطّطات الاستعمارية التي نالت من جسد الوحدة العربية بارزة للعيان ولا تحتاج إلى ما هو أكثر من القائم على الأرض ليدرك الإنسان العربي أنه مستهدف في وحدته وأنه مهدّد بضرب كيانه العربي الواحد والموحّد؛ ولذلك ينبغي على الإعلام الوطني في كل قطر عربي أن يجسّد الوحدة العربية وأن يعتز بتاريخ الوطن العربي القديم باعتباره الثروة التي ينبغي الحفاظ عليها، وليدرك الجميع أن من لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له، والماضي المصرى العربي قوة موحدة بإذن الله.