رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تونس".. المسمار الأخير في نعش أردوغان

أردوغان
أردوغان

"تونس هي الفصل الأخير في كتاب هزيمة أردوغان" .. هذا ما نشره معهد التحليلات السياسية "جاتسنون" الأمريكي في مقالة تحليلية له اليوم، حيث أعلن عن الهزيمة النكراء لخطة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من تكوين إمبراطورية عثمانية جديدة والتحكم بها.
وقال المعهد، إنه لا يوجد بالشرق الأوسط بأكمله سوء حليفين فقط لتركيا وهم قطر، والتي تعتبر مصدر تمويل أساسي لامتلاكها الغاز، وحماس، وهي منظمة إرهابية، بحد وصف المعهد.
وأشار المعهد أيضًا إلى أن تونس مهد ثورات الربيع العربي، والتي أصبحت الفصل الأخير في كتاب هزيمة أردوغان، بعد إجراء الانتخابات وفوز حزب النداء التونسي برئاسة، السبسي، وهو التحالف المدني، في حين حل في المركز الثاني حزب النهضة، المنتمي لجماعة الإخوان.
وابتكر الأتراك خطة بعد ثورات الربيع العربي، من شأنها تمكين البلاد لتكوين إمبراطورية عثمانية جديدة، متعمدين وبشكل منهجي معاداة إسرائيل، حيث أراد الأتراك استبدال النظام الشيعي الذي يسيطر عليه النظام السوري برئاسة "بشار الأسد" مع قاعدة سنية صديقة لتركيا ودعم السنة في العراق ولبنان وتعزيز نفوذهم السياسي، ودعم حركة حماس في الأراضي الفلسطينية، والتهييج ضد أعمال عنف ضد إسرائيل.
وأراد الأتراك أيضًا التأكد من حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمصر وتونس وليبيا، وفي نهاية المطاف، تتجمع حكم كل تلك البلاد تحت الإمبراطورية العثمانية التركية.
وأكد المعهد فشل تلك الخطة، حيث قال: "بعد ما يقرب من أربع سنوات، يحكم سوريا الأسد ويجلس مرتاحًا في قصره الرئاسي في دمشق وربما يضحك على الفوضى، التي خلقها الأتراك من خلال دعم الجهاديين في سوريا فهؤلاء الجهاديين قد عاثوا فسادًا فقط على طول حدود تركيا والتي تقدر بـ 900 متر".
أما الشيعة في العراق فأصبحوا أقوى بكثير عن ذي قبل، في حين أنه في ليبيا لا أحد حتى الآن يعرف من سيحكمها بعد سقوط القذافي، ولكن كل الفصائل المتحاربة لا يريدون أي تدخل من الأتراك.
وفي الوقت نفسه، ثورة 30 يونيه 2013 في مصر، والتي أطاحت بالمعزول "محمد مرسي"، وقُضى على حكم الإخوان، تلك الثورة التي أغضبت المصريين تجاه ما يفعله الأتراك من تأييد لحكم المعزول حتى أن المنتجات التركية أصبحت غير مرغوب فيها بمصر.
ومن جانب آخر، ذكر المعهد إساءة "أردوغان" للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال جلسة الأمم المتحدة، والتي على إثرها تم إلغاء المقابلة بين وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيره التركي، وتفاقمت الأزمة بين الجانبين المصري والتركي.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت القاهرة، أنها لن تجدد اتفاقية تجارة الترانزيت لمدة ثلاث سنوات مع تركيا، هذا القرار الذي يشير إلى تفاقم العلاقات الثنائية.
ووصف المعهد خطوة تركيا العدائية ضد مصر بـ "الصدمة"، مؤكدًا ذلك أحد سفراء الاتحاد الأوروبي بأنقرة.