رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عامي "الإحراق" و"الإغلاق"..

"النكسة و2014" عامي الإحراق والإغلاق.. السنوات الأكثر سوادًا في تاريخ الأقصى

جريدة الدستور

دائما ما يظهر الاحتلال الصهيوني تعسفا وقسوة أمام الشعب الفلسطيني، ويكشر أنيابه فى وجه المسلمين، ولكن، رغم كل تلك الطغيان التى يظهره الكيان الإسرائيلي، يظل المسجد الأقصى ملجأً وملاذًا للمسلمين من شرور الاحتلال وجبروته.
تلك الوجهة المشرفة التي يحتمي بها الفلسطينيون من طغيان الاحتلال الصهيوني، لم يرحمها الإسرائيليون من تدنيسهم، فالجرائم التي يرتكبونها لا تحصى ولا تعد، حتى الصلاة التي يتضرع فيها أهالي غزة داخل المسجد تم منعهم منها، فالانتهاكات داخل الأقصى أصبح عرضا مستمرا وليس وليد اللحظة.
يعد عام 1967، من أكثر الأعوام القاسية التي مرت على المسجد الأقصى منذ احتلاله، بسبب ما مارسه الاحتلال من اعتداءات وممارسات لا تليق بالمقدسات الدينية داخل وخارج المسجد، وكان أشهر الأحداث على الإطلاق في ذلك العام "حريق المسجد الأقصى وإغلاقه أيضًا".
عام 1967 "الإحراق والإغلاق..بداية النكسة":
الاعتداء الصهيوني في حق المسجد الاقصى مرت بسلسلة تاريخية طويلة بدأت، كان أبشعها ما حدث خلال عام النكسة 67، يوم 7 يونيو 1967 أي بعد بداية حرب النكسة بثلاثة أيام فقط، دخل أحد جنرالات اليهود وهو "مورخاي جور" ومعه جنوده إلى المسجد الأقصى، وقاموا برفع العلم الإسرئيلي على ذلك المقدس الديني الشريف.
وكانت أول مرة يمنع فيها المصلين من دخول المسجد الأقصى، بسبب مصادرة "مورخاي" مفاتيح أبوابه كلها، وإغلاقه على مدى أسبوع كامل، منعوا خلاله الصلاة والأذان.
وعندما عادوا مرة أخرى لفتح الأبواب استثنوا منه "باب المغاربة"، الذي لم يُفتح حتى يومنا هذا بسبب الرفض الإسرائيلي، فاستخدموه لإدخال اليهود والمتطرفين إلى المسجد، بدون إذن وزارة الأوقاف.
ولم يكتف اليهود بما فعلوه في ذلك العام الأسود، بل قاموا بالاستيلاء على حائط البراق، وتحويله إلى مزار لليهود؛ بينما منع المسلمين من دخوله.
وفي يوم 15 يونيو 1967 أقام الحاخام "شلومو غورن" أحد حاخامات اليهود، وخمسون من أتباعه صلاة اليهودية في ساحة المسجد الأقصى، وبعدها بأيام شب في الجناح الشرقي للمسجد حريق ضخم.
التهمت النيران فيه كامل محتويات الجناح بما فيه ذلك المنبر التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة، كما فجر ذلك الحادث ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجًا على الحريق.
عام "2014 إحراق وإغلاق..كلاكيت تاني مرة":
حمل عام 2014 اعتداءات كثيرة من قبل الاحتلال الصهيوني على المسجد الأقصى، ليسجل مع عام النكسة تاريخ أسود في حياة المسجد الشريف.
مطلع عام 2014، قام أكثر من 20 جنديا إسرائيليا بزيهم العسكري، و16 عنصرًا من مخابرات الاحتلال، وأكثر من عشرين مستوطنًا، باقتحام المسجد وسط أجواء مشحونة بالتوتر والغضب في بداية العام.
وفي شهر يونيو الماضي، أدى آلاف المواطنين، صلاة الفجر في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات المسجد الأقصى والقدس القديمة بعد فرض قوات الاحتلال قيودًا مشددة على الصلاة في الأقصى.
وكذلك قامت مجموعة من اليهود بتمزيق المصاحف الموجودة في المسجد الأقصى، وعناصر أخرى من شرطة الاحتلال الإسرائيلي يشربون الخمر داخل المسجد، فضلًا عن وجود شبكة أنفاق تحت المسجد.
وتكرر مشهد الإغلاق مرة أخرى يوم 8 أكتوبر الماضي، حيث منعت قوات الاحتلال المصلين الفلسطينيين من دخول باحات المسجد الأقصى للصلاة، بمناسبة ما يمسى عيد "العرش أو السكوت" العبري؛ أسفرت عن إصابة ومقتل العشرات من المسلمين.
وتكرر مشهد الإحراق ذاته في محاولة من الاحتلال الإسرئيلي لإشعال النيران بالمسجد الأقصى مرة أخرى، في يوم 9 أكتوبر الماضي، أقدم الاحتلال الإسرائيلي على حرق سجاد المسجد الأقصى، محاولة منهم ليشعلوا النيران به.
فأصبح العام الحالي وعام النكسة، هم الأكثر سوادًا في تاريخ الأقصى كله، فاشتراكا في الإحراق والإغلاق أيضًا، بعد ما حدث أمس.