رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاولة جنونية صهيونية لاعادة سيناريو اغلاق المسجد الابراهيمى

لأول مرة في التاريخ .. إسرائيل تغلق المسجد الأقصى.. ومصر تُطالب باحترام حقوق الفلسطنيين

جريدة الدستور

يبدو أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أصابها الجنون، بعدما أعلنت إغلاقها المسجد الأقصى لحين إشعار آخر، وذلك بعدما استشعرت تل أبيب أن الأمة العربية مفككة، وهو ما منح الكيان الصهيوني قوة، استمدها من ضعف مهين للبلدان العربية التي دائمًا ما تكتفى بعبارات الشجب واستنكار مقابل تدنيس المقدسات الدينية.
إغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل، سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967، حيث أقبلت السلطات الإسرائيلية على ذلك فجر اليوم الخميس، ولم تسمح للمصلين بالدخول إليه، بعد إطلاق النار على حاخام يهودي، وإصابته بجروح بالغة مساء أمس الأربعاء، في عملية وصفتها الإذاعة الإسرائيلية العامة بأنها "محاولة اغتيال".
وذكرت "لوبا السمري" الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، أنه بعد جلسة تقييم أمنية عقب محاولة اغتيال الحاخام، وعلى ضوء الاستخبارات وتوصيات الجهات الأمنية ذات الصلة، تقرر إغلاق الحرم القدسي الشريف أمام الزائرين، وأيضًا المصلين المسلمين، حتى إشعار آخر.
ومن جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها هي خط أحمر، لن يقبل المساس بها.
وحمل نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية مسئولية التصعيد الخطير في مدينة القدس المحتلة، والذي وصل ذروته بإغلاق المسجد الأقصى.
واعتبر القرار تحديًا سافرًا وتصرفًا خطيرًا، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة، مشيرًا إلى أن فلسطين ستتخذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل، لوقف هذه الاعتداءات المتكررة.
كما طالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة، المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الفورية لوقف هذا العدوان، لأن استمرار هذه الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي الخطير هو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته وعلى الأمتين العربية والإسلامية.
وقال يوسف ادعيس، وزير الأوقاف والشئون الدينية - في بيان صحفي له - إن إغلاق المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال سابقة لم تحدث منذ احتلال القدس عام 1967، واعتبر ذلك مؤامرة جديدة لتقسيمه زمنيًا ومكانيًا.
وأشار إلى أن عملية إغلاق المسجد جاءت تحت حجج واهية تعيد للأذهان الممارسات الإسرائيلية، التي تمت بعد المجزرة المؤلمة التي وقعت في المسجد الإبراهيمي عام 1994، وقررت على أثرها إسرائيل تقسيمه زمنيًا ومكانيًا.
وأضاف أن الممارسات الإسرائيلية منذ فترة طويلة، كطرح القوانين الخاصة بالسيادة على الأقصى ومنع رفع الآذان والتعرض للمرابطين وضربهم وطردهم من الأقصى تدفع المنطقة للعنف وتأجيج الأجواء في محاولة لتكريس حرب دينية ستشمل المنطقة أجمع وستضع العالم أمام تحديات خطيرة وإشكالية هو في غنى عنها.
وطالب المؤمنين بالمرابطة في المسجد الأقصى وكسر الإجراء الظالم، الذي يعبر عن اضطهاد ديني، وناشد الأمة العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية ذات العلاقة، العمل على "تنفيذ قرارات الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو لإيقاف حالة الجنون التي تعيشها الحكومة الإسرائيلية وقطعان مستوطنيها.
وعلى صعيد رد الفعل المصري، قال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصر تتابع بقلق تطورات الأوضاع في القدس الشرقية وخاصة الانتهاكات من جانب إسرائيل"، لافتًا إلى أن مصر تطالب باحترام حقوق الفلسطينيين وإعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين.
واستنكر الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، قيام قوات الجيش الإسرائيلي بغلق المسجد الأقصى بشكل كامل، في سابقة هي الأولى منذ عقود، مؤكدًا أن هذه الخطوة التصعيدية تعتبر انتهاكًا لمشاعر المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وخرقًا واضحًا وفاضحًا لكل قرارات الشرعية الدولية، والقيم والمبادئ الدينية والشرائع السماوية.
وطالب المفتي الدول العربية والمنظمات الدولية بسرعة التحرك للرد على هذا الاستفزاز بشكل حازم وحاسم، مشيرًا إلى أن ما حدث ينذر بصراع حادٍّ ومواجهات خطيرة تهدد الأمن والسلم الدوليين، محملاً الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن هذه الفوضى التي قد تحدث جراء غلق المسجد الأقصى.