رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توقف المشروع لدواعى امنية ام تجاهل حكومى

بالفيديو .. ترعة السلام حلم يبحث عن إرادة سياسية .. وأهالي سيناء: سنحمي المشروع بأيدينا

جريدة الدستور

تعد ترعة السلام أحد مشروعات استصلاح الأراضي الزراعية الكبرى في مصر، وكان من المفترض أن يحقق هذا المشروع طفرة تنموية كبيرة في منطقة سيناء، حيث بدأت الحكومة المصرية في عهد كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، بشق طريق الترعة دون ضخ المياه إليها حتى هذه اللحظة.
وقدرت أراضي الفيروز، التي نفذ عليها مشروع "ترعة السلام" بنحو 140 ألف فدان من أخصب أنواع الترب في العالم، وكان من المقرر لها أن تحقق طفرة في مجال التنمية والاكتفاء الذاتي.
بدأ العمل بالمشروع لعام 1990 وحددت الحكومة آنذاك 17 عامًا لتكون ترعة السلام على أرض الواقع، ولكن نظرًا للفساد الذي طغى على الأنظمه السابقة واستشرى في جميع المؤسسات، كان سببًا وراء توقف العمل في ترعة السلام منذ عام 2010 دون أسباب واضحة لأهالي سيناء بصفة خاصة والمصريين بصفة عامة، ومازال أهالي سيناء ينتظرون لحظة وصول المياه التي تحملها ترعة السلام إلى كل صحراء سيناء، والتي ستقوم بدورها في إنعاش حياة الإنسان السيناوي، ورفع الاقتصاد المصري.
ثلاث مراحل كان المقرر أن يمر بها تنفيذ "مشروع ترعة السلام"، نفذت فيه المرحلة الأولى بشكل كامل وهي شق الترعة، ثم توقف العمل فجأة دون أسباب في المرحلة الثانية بحجة أن هذه المرحلة تحتاج إلى تمويل كبير، على الرغم من أن ترعة السلام قد صرف عليها مليارات الدولارات، وها هي الآن مثل الرجل العاجز عن الحركه يريد أن يمشي ولكنه لا يستطيع.
وخلال جولة الدستور بسيناء، رصدنا مدى ضخامة وأهمية المشروع لأهالي شبه الجزيرة، حيث وقوع آلاف الأفدنة الخصبة على جانبي الترعة متوقفة على وصول المياه إليها حتى يتم تنميتها وزراعتها ليتحقق الاكتفاء الذاتي ويتم تعمير المطقة.
من جانبه، قال سعيد محمود، أحد أهالي سيناء، التابع لقبيلة "البياضيه" - إن ترعة السلام منذ أمد بعيد عبارة عن فكرة تراود المواطن السيناوي في منامه وصحوته، وأثناء إعلان الحكومة تنفيذ المشروع عام 1990، عادت الحياة تدب في أوصال السيناويين وشعروا بأن حلمهم قد قارب على التحقيق، ولكن كل هذه الأحلام راحت هباءً في عام 2010 بعد توقف المشروع.
وأضاف قائلًا، "قام الأهالي بالتواصل مع المسئولين وتقديم الشكاوى لكنها دون جدوى، ومايزال الحلم يقف عاجزًا لحين وجود إدارة سياسية قوية تقرر تعمير وتنمية سيناء، إلا أن المسئولين قالوا لنا "مش هنقدر نوصل المياه للمنطقة بسبب دواعٍ أمنية"، مشيرًا إلى أنهم قادرون على حماية المياه وتأمين المشروع بأنفسهم.