رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يوجد حقاً إله؟


لقد تزايد الإلحاد فى عصرنا الحاضر لاسيما بين الشباب وقد نستعرض جانباً من أفكارهم ولكن فلنبدأ من الآخر كما يقولون، هل يوجد حقاً إله أم أن ذلك من صنع أفكار البشر، وقد تحدث كثيرون من رجال الدين وتحدث كتاب مفكرون لاهوتيون فى الديانات المختلفة التى تعتقد بديانات سماوية وديانات فلسفية أو غير سماوية. لهذا سنقدم فى هذا البحث بعضاً مما قدمه علماء عن حقيقة وجود الله التى لا تحتاج إلى ضغط لقبولها ولا فلسفة لتبريرها...
ولكنها تنبع من حاجة الإنسان واستعداده للقبول وهنا استراح من آمنوا وقبلوا الحقيقة دون حاجة إلى براهين مادية وإن كانوا قد وجدوا فى الإيمان بركة وسعادة وراحة، وفى الوقت ذاته تأملوا الكون وما حولهم فلم يجدوا إلا براهين ساطعة وقوة غير مقارنة فى الذات الإلهية.

ويجب أن نشير إلى أن هناك أشخاصاً يرفضون حقيقة الوجود الإلهى مهما حاولت أن تقدم لهم من براهين وهذا شأنهم. أما أكبر الأدلة المبدئية على الكينونة الإلهية فنجدها فى الملايين من البشر عبر التاريخ الذين رغبوا وطلبوا أن يعرفوا الله فكان الله أقرب إليهم مما توقعوا، وهذه الحقيقة الثابتة عبر التاريخ وفى كل العصور حتى قبل أن يعرف الإنسان الديانات السائدة الآن وجد الإلهام الذى أعانه على قبول الحقيقة حتى صدق فيهم القول «ان معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم من خلال قدرة الخالق فى مخلوقاته وهى قدرة أزلية سرمدية. وأول البراهين تأتى من السؤال هل يوجد إله حقا؟ والإجابة التى لا تحتاج إلى كثير من البحث هو بالسؤال الآتى؟ من هو خالق الكون ومن هو الذى يحفظ وجوده واستقراره حتى يومنا وعبر ملايين السنين. وأول أدلتنا هى الأرض التى نعيش عليها، فحجم الأرض كاملاً ودورانها المتزن وحملها لطبقة رقيقة من غازى النيتروجين والأكسجين وثبات تواجد الغازين على مسافة خمسين ميلاً من كوكب الأرض.إن حجم الأرض وجد بالقياس حتى لو أن هذا الحجم قل ولو يسيراً لتعذر وجود الجو المحيط بها، ولو صغر حجم الارض عن حجمها الكائن لتعذر كينونتها ولو زاد حجم الأرض لاحتوى المجال على هيدروجين مثل كوكب جوبيتر«المشترى».

إن الأرض هى الكوكب الوحيد المعروف لنا المجهز بالمناخ الملائم تماماً الذى يحتوى على الغازات التى تحافظ على الأرض فى نباتها وحيوانها والبشر عليها.فالأرض وضعت على مسافة منضبطة من الشمس فلو تعدت الحرارة مثلا إلى أقل من 30 درجة إلى ارتفاع 120 درجة لاحترقت الأرض. أو أن الأرض بعدت عن الشمس أى قدر من المسافات لتجمدت هذه الأرض ولو انحرفت الأرض قليلاً عن موضعها نحو الشمس لتعذرت الحياة عليها. ومع أن الأرض مستمرة فى دورانها حول الشمس إلا أنها لن تغير من حركتها بعداً أو قرباً مع أن سرعة حركتها حول الشمس بنحو سبعة وستين ألف ميل فى الساعة الواحدة.وإن سرعة دوران الأرض إنما لتحافظ على مناخ الأرض برودة وحرارة يومياً.وماذا عن القمر فى حجمه المنضبط تماماً وفى مسافته من الأرض وجاذبيته المنضبطة أيضا. إن القمر هو المكون لفكرة المحيط والضابط لحركة المياه حتى لا تصبح مياها راكدة. وفى كل هذه المحيطات فهى منضبطة الجريان ولا تهاجم اليابسة وإلا لغرقت الأرض. والحكمة فى المياه حيث لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ومع ذلك فلا غنى عنها للنبات والحيوان والإنسان، بل جميعها يعيش على الماء حتى إن نسبة مكون الإنسان من الماء هى ثلثى جسد الإنسان، ودون الماء فلا حياة، لا نبتاً ولا اى كائن حى على وجه الأرض.بل إننا نلاحظ أن درجة غليان الماء وتجمده تختلف بشكل واضح ، فالماء يضبط تواجد الإنسان مع اختلاف درجات حرارته من موقع إلى آخر، فالماء هو الضابط الحقيقى لتوازن الإنسان بدرجة 6ر98 فهرنهايت «37 درجة مئوية».والماء هو العنصر الوحيد الذى يحتوى على منظم كيماويات الجسم ومعادنه ونتراته، وهى المواد الأساسية للجسد وتنتشر بسهولة من خلال شرايين الجسد الدقيقة للغاية.والماء هو العنصر الأساسى فى نقل وتوزيع كل ما هو أساسى للجسد لنقل الطعام والدواء والمعاون الأساسى للجسد ليمتص كل ما يحتاجه. ومن قدرات الخالق أنه جعل المياه تسير عكس طبيعة الأشياء، فعند سقى الزرع تصعد المياه إلى أعلى من جذوع الشجر وحتى أطرافها مهما ارتفعت أطوالها، فهى بذلك تخالف قوانين الجاذبية فتحمل الغذاء الكيماوى والدواء والرى إلى أعلى الأغصان كما تروى الجذور والبذور.

ومن غرائب طبيعة المياه أنه يتجمد من السطح، وذلك عكس طبيعة الاشياء وإلا لماتت الأسماك فى القاع وتجمدت. الماء يكون نسبة 97% من الأرض ومع ذلك، فالأملاح تعزل من المياه حتى توزع المياه على كوكبنا لسد احتياجاتنا إنساناً ونباتاً وحيواناً وطيراً وسائر المخلوقات. بل من المعجزات أن المياه التى تستخدم تعاد تنقيتها لتعود مرة أخرى للفائدة حتى لا تنقص المياه لاستمرار الحياة. ولا ندرى كم مرة شربنا فيها المياه ومن قبلها استخدمتها الأجيال البشرية وسائر المخلوقات والنباتات. وماذا عن المخ البشرى؟ ذلك الجزء الصغير الذى يعمل دون توقف عبر العمر البشرى فحجم المعلومات التى يختزنها لا يقدر، فهو يحتوى على سائر الموضوعات والمعلومات والألوان والمشاهد التى نراها أو نسمعها أو نتعلمها حتى درجات الحرارة المحيطة بنا وضغط القدم على الارض والأصوات العديدة والمختلفة التى حولنا بل حتى جفاف الفم ونسيج جسد الإنسان. والمخ هو المحرك والضابط للمشاعر والعواطف والأفكار والذكريات ومخزون المعلومات، وهو المتحكم فى حياة الجسد كله والضابط للتنفس حتى إذا توقفت الأنفاس مات الجسد. والمخ هو المحرك لجفون العين متى تفتح وحتى تغمض وهو الذى يعطى مؤشر الجوع والعطش وحركة كل عضو فى الجسد ظاهرة والخفى منه. والمخ البشرى يدير أكثر من مليون رسالة فى الثانية الواحدة وهو يميز كل هذه الرسائل بل يضعها ويفرق بين المهم منها وغير المهم. وبذلك يمكن للعالم والعامل والمؤرخ والمعلم أن يستخدم ما يريد من مخزون ذلك العضو العجيب.

■ رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر