رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش المصري يعظم محاولاته لفك أسر سيناء من الإرهاب الأسود

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حزن دفين يعم مصر ، وحالة حداد عام، وقرار جمهوري بإعلان حالة الطوارئ في شمال سيناء بعد الحادث الإرهابي الذي وقع أمس ، وراح ضحيته ٣٣ جنديا من جنود القوات المسلحة ، استنفار عام وعملية تطهير يقوم بها الجيش المصري للقضاء على بؤر الإرهاب في شبه جزيرة سيناء تلك المنطقة الصحراوية التي تمثل الجزء الشرقي من مصر ، وتقدر مساحته ب٦% من مساحة مصر الإجمالية ويقطنها ٥٩٧ ألف نسمة .

الإرهاب الأسود يضرب سيناء ليرسم حلقة جديدة في العمليات الإرهابية ، التي توالت وتكررت حتى باتت سلسلة متصلة يقودها المتشددين الإسلاميين ويروح ضحيتها خيرة شباب مصر.

بدأت تلك العمليات في أوائل عام 2011 نتيجة تداعيات ثورة 25 يناير ، وتآلفت مع العناصر المتشددة التي تقوم بتلك العمليات نسبة كبيرة من البدو المحليين المتطرفين ، وواجهت الحكومة المصرية المؤقتة هذه العمليات بشدة ، وتمثل ذلك في العملية المعروفة باسم "عملية النسر" ، ومع ذلك استمرت الهجمات ضد الحكومة والمرافق الخارجية في المنطقة في عام 2012، مما أدى إلى حملة ضخمة من قبل الحكومة المصرية الجديدة باسم "عملية سيناء".

في مايو عام2013، وفى أعقاب اختطاف ضباط مصريين، تصاعد العنف في سيناء مرة أخرى ، وبعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي شهدت سيناء عمليات غير مسبوقة من الإرهاب ، وكانت الصوفية مهيمنة في السابق في المنطقة قبل أن تبدأ الأفكار الجهادية في الترسخ .

وجاءت الهجمات الإرهابية الأولى بشكل متقطع مع أواخر فبراير 2011، مركزة على خط الغاز العربي ، معطلة بذلك توريد الغاز المصري إلى المنطقة بأكملها ، أعقبه هجوم على قسم الشرطة في يوليو 2011 ، حيث شن مسلحون هجوما على مركز للشرطة المصرية في العريش، مما أسفر عن مقتل ستة ، وفى يوم 2 أغسطس ٢٠١١ ، أعلنت مجموعة تدعى أنها جناح تنظيم القاعدة في سيناء، نيتها لإنشاء الخلافة الإسلامية في سيناء.

وبهدف استعادة القانون والنظام في سيناء ،انطلقت في ١٤ أغسطس من نفس العام الحملة العسكرية المعروفة باسم "عملية النسر"، لمواجهة المتمردين الإسلاميين والعصابات الإجرامية التي تهدد أمن مصر القومي.

وفى مايو عام ٢٠١٣ ، حدثت أزمة الرهائن في مايو 2013 ، حينما أتخذ البدو المسلحين عددا من ضباط الشرطة كرهائن ، وقاموا بتصوير أشرطة فيديو تظهر الضباط وهم يستنجدون ويطلبون الإفراج عنهم ، وتم بث هذه اللقطات على شبكة الإنترنت ، وكرد فعل، جمعت الحكومة المصرية قوات الأمن في شمال سيناء في محاولة لتأمين الإفراج عن رجال الشرطة وحرس الحدود المختطفين.

وقامت قوات الجيش والشرطة المصرية، مدعومة بطائرات هليكوبتر، بإجراء عملية مسح لعدد من القرى في شمال سيناء، وعلى طول الحدود مع إسرائيل ، وقال المسئولون إن القوات تعرضت لإطلاق نار من مسلحين يركبون سيارات، وانتهت الاشتباكات بين الجانبين بإطلاق سراح الرهائن في 22 مايو بعد محادثات بين الخاطفين والبدو ، وتم إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في عملية الاختطاف .

وفى يوليو 2013، شهدت العمليات الإرهابية تصعيدا ملحوظا في سيناء من جانب البدو المسلحين والإسلاميين في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسى ،وردا على ذلك بدأت القوات المسلحة عملية عسكرية رئيسية ، وخلال أسبوعين وقعت 39 هجمة إرهابية في شمال سيناء ، ولقي ٥٢ مسلحا ومدنيين و6 من أفراد الأمن حتفهم في الاشتباكات الناتجة بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن.

واقتصرت العمليات الأمنية إلى حد كبير على منطقة تبلغ مساحتها 40 كيلومترا بين العريش والشيخ زويد، وامتدت شمالا باتجاه رفح على طول الحدود مع إسرائيل وحتى معبر كرم أبو سالم ، و تصاعد القتال بين المسلحين وقوات الجيش والشرطة المشتركة ، وتفاوتت وتيرة الهجمات وتوسعت الأهداف من نقاط التفتيش الأمنية الثابتة لدوريات متنقلة ، وفى معظم العمليات، كان المسلحون يستخدمون مركبات رباعية الدفع ومجموعات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة.

وفى يوم 27 يوليو، أطلق الجيش المصري عملية "عاصفة الصحراء" في محافظة شمال سيناء، واستمرت لمدة 48 ساعة بمشاركة اثنين من الجيوش الميدانية ، والقوات الجوية والبحرية، وحظر الجيش كافة الطرق والجسور والأنفاق المؤدية من شمال سيناء إلى محافظات أخرى من محافظات مصر .

وفى ١٨ أغسطس قتل 25 من رجال الشرطة المصرية في هجوم على المنطقة الشمالية من سيناء، بعدما أجبر مسلحون حافلتين صغيرتين تقلان رجال شرطة خارج الخدمة على الإيقاف، وأجبر المسلحون رجال الشرطة على الاستلقاء على الأرض قبل إطلاق النار عليهم ،وقبض الجيش المصري على 11 شخصا، من بينهم خمسة من أعضاء حماس، وثلاثة من السكان المحليين وثلاثة من الرعايا الأجانب، لتورطهم في القتل باعتراف الشخص الذي ارتكب جرائم القتل.

وعلى مدى الشهور التي مرت في عام 2014، اكتسب الجيش المصري اليد العليا في المعركة ضد الميليشيات الإرهابية التي وجدت ملاذا آمنا في سيناء، واستطاع الجيش وضع العديد من الفصائل الإرهابية وأبرزها" أنصار بيت المقدس" في موقف دفاعي ، ومع ذلك، بقى ألف من عناصر الميليشيات المسلحة محتمين في المعقل الرئيسي في جبل الحلال، و منطقة جبل عامر.