رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. جولة في حساب "حفيد المشير أبو غزالة" شهيد حادث الشيخ زويد

جريدة الدستور

بلونه الأسمر الخلاب، وقامته الممشوقة، بتلك البسمة الخفيفة التي زحف الحزن في طياتها، وقف الملازم أول "محمد أبو غزالة" في كمين الشيخ زويد أمس، بأمر من قائده أكد له أن الوطن يناديه وفي حاجة ماسة إلى حمايته، فلبى النداء دون كلمة.
كان يعلم أن النهاية أتية لا محال، فهذا حال جنود الوطن، يحملون أرواحهم على كفوفهم، يعلم أن الدفاع عن الوطن نهايته الموت رغم ذلك وقف شاهرًا سلاحه، ليأتي الإرهاب ويحصد روحه مع ذويه، حاملًا 30 جندي مصري، كان أبرزهم "أبو غزالة" شهيد الشيخ زويد.
حينما تتجول داخل صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تجد محبة أصدقاؤه له واضحة جلية، عقب وفاته امتلئت صفحته بمنشوارت النعي، وتحولت إلى جنازة صغيرة يفرغون فيها غضبهم على رحيله.
"عام مضى لا نعلم هل كنا من الفائزين أم غير ذلك؟، نسأل الله مغفرة لما مضى وهداية لما هو آت، كل عام وأنتم إلى الله أقرب، كل عام وأنتم على الدين أحرص، وكل عام وقلوبكم أنقى وأطهر كل عام وأنتم فى سعة رزق وبركة".
كانت أخر كلمات خطها الشهيد أبو غزالة، قبيل رحيله عن دنيا الأحياء إلى عالم الشهداء، يهنئ أصدقاؤه داعيًا لهم بالهداية، لتمر ساعات قليلة ويتبادلوا الأدوار فينتقل هو إلى بارئ روحه ويدعون هم له بالرحمة والغفران.
وعلى صفحته بالفيس بوك، كانت كلماته على الدوام بين الدعاء وذكر من آيات الله، ولكن أكثرها مناصفة أصدقاءه من القوات المسلحة، فكتب عن العقيد ‫"ساطع‬ النعماني" الذي بخسه الإعلام حقه: "لا أدري ما أقول أقل ماتوصف به أنت ‫‏بطل‬ فلا تحزن من إعلام لا يهتم إلا بالسفهاء والنشتاء والراقصات، وما إلى ذلك، انحنى تقديرًا لك عذرًا أن قصرنا".
"نعاه أمس ونعوه اليوم"، حال الشهيد أبو غزالة مع النقيب "محمد مجدي" أحد أفراد قوات حرس الحدود الذي استشهد أثناء عمليات تمشيط بشمال سيناء.
لينشر أبو غزالة كلماته ناعيًا صديقه يوم 18 من الشهر الجاري، بقوله: "الله يرحمك ويكتبك من الشهداء، من أحسن الناس أدبًا، وأكثرهم خجلًا، وأعفهم لسانًا، كان آخر لقاء بيننا منذ شهرين، اللهم الحقنا به على خير وأحسن إليه وأكتبه في الشهداء وأنزل برد السكينة على أهله "النقيب محمد مجدي".
البطل محمد أبو غزالة هو حفيد المشير محمد عبدالحليم أبو غزالة، وزير الدفاع أثناء حكم الرئيس الراحل أنور السادات، وقت حرب أكتوبر 1973، فقد خلق الله من ظهر الأسد "أسدًا مماثلًا".