رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي بدرخان في حواره لـ"الدستور": مشكلة الفن في المنتجين.. والسينما تأثرت بالشارع والسياسة

علي بدرخان
علي بدرخان

له بصمته التاريخية في المجال الفني، أمتعنا في الراعي والنساء، وأبهرنا في الرجل الثالث، وعشنا معه الحالة في فيلم الجوع، إنه المخرج المبدع والمتألق دائمًا "علي بدرخان"، فمسيرته الفنية - التي تمتد نحو أربعين عامًا - تحفل بالعديد من الأفلام التي تركت بصماتها غائرة في وجدان الملايين في مصر والعالم العربي وحصدت كلها تقريبًا جوائز محلية ودولية.

فهو فنان مرهف الشعور يمتلك حسا وطنيا متأججا، وجمرة إبداع مشتعلة دائمًا مثل سيجارته، لديه رؤية خاصة وأكثر من زاوية للرؤية، فإذا نظرت للصدفة فسيلفت نظرك للتركيز على اللؤلؤة، وربما التهمتك الحيرة وأنت تقاوم الفضول الصحفي الذي تتدافع فيه الأسئلة وعلامات الاستفهام حين تجلس إليه وأنت تعلم أنه تشرب المهنة من الرواد الأفاضل ولديه من تاريخها ومحطاتها وأسرارها الكثير ليروى على المستوى العائلي والفني، فوالده أخرج معظم أفلام أم كلثوم.

المخرج الكبير علي بدرخان، أعطانا هذه المساحة لكي نتعرف عليه عن قرب فكان لنا هذا الحوار معه :

ما أسباب ابتعادك عن السينما في الفترة الأخيرة؟
لم ابتعد عن السينما ولكن لا يوجد إنتاج، وإذا وجدت فيلما أرضى عن قصته سأقوم بإخراجه فورًا.

في رأيك الشخصي هل تأثر الشارع المصري بنوعية الأفلام التي تقدم في السينما؟
أنا أرى أن السينما هي التي تأثرت بالشارع المصري وليس العكس، فقديمًا كانت الأفلام لها قضية هادفة تناقشها، سواء رضي الجمهور عن القصة أم لا، بينما حاليًا أصبح رأس المال هو المسيطر، فالمنتج ينفذ رغبات المشاهد، فنجد حاليًا أن أغلبية الأفلام المنتشرة بل أكثرها يميل للعنف والبلطجة والإثارة.

ما رأيك في الفنانين الموجودين حاليًا على الساحة؟
في الحقيقة أغلبية الفنانين والفنانات على الساحة حاليًا رائعين، لكن المشكلة تنحصر في نوعيه الأفلام المقدمة وهدفها، و"المشكلة مشكلة منتجين وليست مشكله فنانين".

هل ترى أن الفن حاليًا أصبح في حالة انهيار؟
حال الفن أصبح من حال البلد عامة، وأصبح الانهيار في كل نواحي الحياة، فما بالك بامرأة تلد على باب المستشفى بعد منعها من دخول المستشفى؛ حيث أصبح الانهيار والتدهور والفساد شامل كافة نواحي الحياة، حتى التعليم في مصر أصبح متدهورًا، فطبيعي جدًا أن يتدهور الفن تبعًا لتدهور كل شيء آخر، وأنا أخجل من الحديث عن السينما في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، والله المستعان.

لو عاد بك الزمن للوراء .. في أي عهد تود أن تعيش؟
أود أن أعيش في عهد الملك فاروق، فأنا أرى أنه من أفضل الزعماء الذين تولوا مصر؛ ففي عهده كانت توجد حكومة قوية وكان يوجد رخاء في "العيش".

هل ترى أن الفن لا علاقة له بالسياسة؟
من قال هذا، الفن له علاقة وطيدة بالسياسة والعلم، فجميعهم يدورون في نفس الدائرة، ولابد للرقي بالمجتمع وتقدمه من تكاتف جميع المؤسسات الأهلية للعمل جنبًا إلى جنب مع الإعلام والتعليم حتى تستقر البلاد مرة أخرى، فلن تستقر أي دولة في العالم إذا حدث أي خلل في جانب من جوانبها.