رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سؤال لرئيس الحكومة!


منذ عدة سنوات انتحر وزير التربية والتعليم فى اليابان، بسبب وفاة تلميذ جراء الإهمال! وفى بلادنا يموت التلاميذ ويبقى الوزير فى منصبه!.

أمس الأول، مات الطفل أدهم محمد أحمد عن عمر 9 سنوات تحت عجلات سيارة داخل «مدرسة النشرتى الابتدائية بأطفيح»، وقبلها بأيام مات طفل آخر هو يوسف محمد ذبحًا إثر سقوط لوح الشباك الزجاجى فوق رقبته وبعدها لقى طالب مصرعه بضربة سكين بإحدى المدارس الثانوية بشبين القناطر فى مشاجرة بسبب فتاة!.

وقبلها لقيت التلميذة علياء أحمد مصرعها بإحدى مدارس «أكتوبر» جراء التدافع للخروج إلى فناء المدرسة، وقبلها مات التلميذ فارس أبوالنجا 13 عامًا بمدرسة المنصورة بمركز أبوقرقاص، إثر لدغة عقرب فى الفصل أثناء الحصة! ورغم كل هذه الكوارث لم يستقل الوزير ولا طالبه رئيس الحكومة بتقديم استقالته!.

قبل بدء العام الدراسى بشَّرنا الوزير بأن وزارته استعدت لاستقبال العام الجديد، وأن عمليات صيانة المدارس اكتملت وأن كل شيء على أفضل ما يكون وأن الحياة لونها بمبى! وما إن بدأت الدراسة حتى توالت الكوارث والمصائب، لوح زجاجى يقع على رقبة تلميذ فيذبحه، وسيارة تدخل إلى حوش مدرسة وتهشم عظام طفل آخر تحت عجلاتها ومدرسة أخرى من فرط نظافتها تحولت فصولها إلى مأوى للعقارب والثعابين السامة!

سيقول قائل: وما ذنب الوزير فى إهمال ناظر ومدير مدرسة ومشرف الأمن؟ ونقول: إن ذبح طفل بلوح زجاجى فى شباك مدرسة، ومصرع طفل تحت عجلات سيارة فى فناء مدرسة ووفاة طفل بلدغة عقرب فى فصل مدرسة، ومصرع تلميذ بسكين فى مشاجرة بحوش مدرسة، وموت تلميذة تحت أقدام زملائها كل هذه الكوارث لم تقع فى موزمبيق، وإنما وقعت فى مصر، وبالتالى تقع مسئوليتها السياسية على عاتق وزير التربية والتعليم فى المحروسة.

والمسئولية السياسية فى أى بلد تحترم حكومته آدمية مواطنيها وتحافظ على أرواح أطفالهم تستوجب إقالة الوزراء، عقب الكوارث الناجمة عن تقاعس وإهمال واستهتار موظفيهم، ذلك إن الإهمال يبدأ من فوق، والسمكة تفسد من رأسها!

إقالة مثل هؤلاء الوزراء رسالة سياسية إلى الشعب تفيد بأن الدولة لاتتهاون، ولا تتسامح فى جرائم الإهمال التى تفضى إلى إزهاق أرواح مواطنيها.

مطلوب من رئيس الحكومة إقالة وزير التربية والتعليم والكف عن التصريحات المستفزة للناس من نوع: «لانية لتعديلات فى تشكيل الحكومة» فالعناد الذى يورث الكفر عواقبه غير محمودة، وقد كان حسنى مبارك يحمل شهادة دكتوراه فى العناد لحد الحماقة، ما كان سببًا فى سقوطه وانهيار نظامه، متى يستوعب رئيس الحكومة درس التاريخ القريب ويستفيد من عبرته؟ متى يعرف أن فى السياسة اختراعًا اسمه «المسئولية السياسية»؟ وأن وزراء حكومته موظفون عموميون وليسوا ذواتًا مُقدسة وإن تغيير بعضهم، لن يحدث زلزالاً فى الكون، ولن يوقف السياحة، ولن يهدد الأمن القومى!

سؤال أخير: هل إقالة وزير فى بلدنا أمر يحتاج لمعجزة كونية؟