رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحشنى الإسلام .. «1»


مر «ثعلبة»- خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم- بباب رجل من المدينة، فرأى امرأة تغتسل، فأطال النظر إليها، فأخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحى على رسول الله يخبره بما صنع، فلم يعد إلى النبى ومكث أربعين يوماً فى جبال مكة والمدينة..

فنزل جبريل على النبى وقال له : يا محمد، إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : إن رجلاً من أمتك يعيش فى حفرة فى الجبال .فبعث النبى «بعمر بن الخطاب» و«سلمان الفارسى» ليأتيا به .... فلما رجعا به .. قال له رسول الله: ما غيبك عنى يا ثعلبة ؟ قال: ذنبى ... يا رسول الله . قال: أفلا أدلك على آية تمحو الذنوب والخطايا؟. قال: قل «ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». فقال ثعلبة: ذنبى أعظم . فقال رسول الله: بل كلام الله أعظم.

بعد عدة أيام، مرض «ثعلبة» فذهب رسول الله إلى زيارته، ووضع رأس ثعلبة فى حجره، لكن سرعان ما أزال «ثعلبة» رأسه من حجر النبى. فقال له: لم أزلت رأسك من حجرى؟ . فقال ثعلبة: لأنه ملآن بالذنوب.. فقال رسول الله: ما تشتكى؟ قال: مثل دبيب النمل بين عظمى ولحمى وجلدى. قال الرسول: ما تشتهى؟. قال: مغفرة ربى .. فنزل جبريل وقال له: يا محمد... إن ربك يقرؤك السلام، ويقول لك : لو أن عبدى هذا لقينى بقراب الأرض خطايا، لقيته بقرابها مغفرة ... فأعلمه النبى بذلك، فصاح «ثعلبة» صيحة ومات.

أثناء دفنه، لاحظ الجميع أن النبى كان يمشى على أطراف أنامله. فسألوه: يا رسول الله... لماذا رأيناك تمشى على أطراف أناملك؟. قال: والذى بعثنى بالحق نبيا ما قدرت أن أضع قدمى على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع “ ثعلبة “.

وإسلاماه... «ثعلبة » خاف من العقاب بالله سبحانه وتعالى من غضب شفيعنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه من نظرة اختلسها!! فكيف يقابل مسلمو اليوم ربهم؟. كيف سيقابلون ربهم بكل هذه الجرائم والمجازرالتى برتكبونها باسم دينه وباسم شريعته؟.

ما بالمسلمين اليوم ...هل نسوا الله سبحانه وتعالى وعقابه؟ هل بريق الزعامة، السلطة والمال أنساهم عذاب يوم القيامة؟. ألا يخافون من لقاء ربهم وهم مسئولون أمامه عن سفك الدماء.. القتل ...الاغتصاب ...السرقة... الزنا باسم جهاد النكاح .. التكفير .. الإرهاب ..؟ وإسلاماه.

لكن ... هل إسلام اليوم يختلف عن إسلام الأمس؟ هل إيمان اليوم يختلف عن إيمان الأمس؟.لا.... لكن.. مسلم ومؤمن اليوم، يختلف عن مسلم ومؤمن الأمس.فالأمس ....كان عاصياً مستغفراً ... واليوم أصبح سفاحاً إرهابياً .. عرفت ليه... وحشنى الإسلام!! وحشنى سماحته.... رحمته ...عدله ... مغفرته ...عباداته... سلوكياته... معاملاته .. مسلمينه.... شيوخه ...علماءه ...وحشنى صحيح الإسلام...لكن ... أنت .. .هل وحشك الإسلام مثلى؟.. موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.