"القذافي" الرئيس العربي الأكثر "كوميديا" في تاريخ ليبيا

كلمات غير مفهومة وليس لها تفسير، وحديث يحتوى على غرابة مضحكة، ردود فعل بعد كل حديث أو خطاب غير متوقعة وساخرة إلى درجة عالية.
فلم تكن اجتماعات وخطابات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، أحاديث عادية كالتي يلقيها الرؤساء على شعوبهم أو التي تتناول طرح القضايا السياسية أو تقديم حلول للأزمات الإقليمية، وإنما امتزجت بها "قفشات" عديدة للراحل معمر القذافي، فسجلت له في ذكرى وفاته مجموعة من الأعمال الكوميدية أبطالها المواقف المثيرة للضحك.
"عميد الحكام العرب، وملك ملوك أفريقيا، وإمام المسلمين"، ألقاب عديدة أطلقها الراحل معمر القذافي على نفسه حملت في طياتها لمحات كوميدية، وتعد من أكثر اللقطات التى دائمًا ما تحسب على القذافى، هو تكراره لصفاته الكثيرة خاصة في مؤتمرات القمم العربية.
في مارس عام 2001، شهد مؤتمر القمة العربية أولى المواقف الكوميدية و"خفة الظل" التي تمتع بها الراحل معمر القذافي، حينما سخر من الوزن الزائد لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، حيث قال فى كلمة له فى افتتاح القمة: "إن الشيخ حمد أقدر على ملء أي فراغ أكثر منه"، ساخرًا من حجم الشيخ حمد.
وفي نفس المؤتمر فاجأ القذافي الجميع بطرح فكرة قيام دولة "إسراطين" لحل النزاع التاريخى الإسرائيلى الفلسطيني من خلال دولة ثنائية القومية للعرب واليهود معًا، وهو الأمر الذى أثار جدلًا واسعًا فى الصحف العربية.
وفى أثناء كلمته داخل مؤتمر القمة العربية، وصف القذافى الفلسطينيين بأنهم أغبياء، مما جعل الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" يفرط في الضحك، وسط دهشة الزعماء العرب.
وحينما قامت ثورة الشعب الليبي عليه عام 2012، سجل القذافي أشهر مواقفه الكوميدية والمضحكة.
في أحد خطاباته أثناء اندلاع الثورة الليبيبة، وجهه إلى الشعب الليبي، قال فيه جملة من كلمتين ظلت عالقة بالأذهان إلى الآن، وهي "من أنتم"، بقوله: "هذه آخرتها يا أهل بنغازي؟، اتفو عليكم وعلى قبيلتكم، من أنتم، من أنتم؟"، ظل يرددها كل نصف دقيقة.
وأضاف القذافي في خطابه: "أنتم لا تستطيعون أن تتحدوا شوية بنادق، من أنتم، موتوا أنتم، عيب عيب، أين الكرامة ومن أنتم".
وفي خطاب للشعب الليبي أيضا بتاريخ 3 مارس 2012، سجل القذافي أحد أشهر "قفشاته" الكوميدية، التي قام الشباب لأجلها العديد من الأغاني تحمل كلماته، بقوله: "إن لم يتراجعوا سنعلن الزحف المقدس عليهم، أنا معمر القذافي، قائد الأمم، سنوجه نداءً من الصحراء للصحراء ونزحف عليهم بالملايين، لنطهر ليبيا، دار دار زنجة زنجة واحة واحة، أنا معي الملايين ومعي الله".
وفي مذكراته التي سجلها في كتابه تحت عنوان "الكتاب الأخضر" الذي ناقش فيه نظرية هو واضعها لم تكن مفهومة لدى الكثيرين حملت اسم "النظرية السياسية الثالثة"، وفي كتابه تحدث عن الديمقراطية معرفها بأنها "ديمو الكرسي".
وتحدث عن قضية غلق مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يثير الضحك، التي أثيرت في عهده بقوله: "أنا لست ديكتاتوريًا كي أغلق الفيس بوك، ولكن سوف أعتقل من يدخل عليه".
وأوضح أنه وضع قانون للعقوبات على معظم الدول يجب أن تسير عليه بقوله: "السجن خمس سنوات لمن ينتحر حرقًا".
"الموت ذكرًا أو أنثى"، قضية تفرد لها القذافي بكتاب تحت عنوان "الموت"، ناقش فيه هل الموت ذكرًا أم أنثى، ليؤكد إن كان أنثى فيجب الاستسلام له دون عناء.