رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الفريد" أفنى حياته مخترعًا.. ونوبل تخلده على مر التاريخ

الفريد نوبل
الفريد نوبل

تمتلئ كتب التاريخ بأسماء وُجدت فى هذا العالم كى تُخلد وتبقى أبدًا ودوما فى ذاكرة الشعوب، حتى وإن غابوا عن عالمنا وفارقوه فإنهم حاضرون، هم فإنهم ومضات مضيئة فى ذلك الكون لا يمكن نسيانهم أو تجاهلهم، ففى مثل هذا اليوم 21 أكتوبر من عام 1833 ولد أحد هذه الأسماء الخالدة، وهو الفريد نوبل مُخترع الديناميت ومؤسس جائزة نوبل العالمية لتشجيع المجالات العلمية والأدبية.

ولد نوبل العالم الشهير لعائلة سويدية، وكان مختلفا منذ طفولته، حيث أجاد القراءة والكتابة فى عدة لغات منها الفرنسية والروسية والألمانية والإنجليزية إضافة إلى السويدية وكان ذلك قبل أن يبلغ السابعة عشر من عمره.

واختلفت اهتمامات الفريد نوبل وإبتعدت عن الخط الذى رسمه له والده، فكانت تتمحور فى الأدب والكيمياء والفيزياء ولم يكن والده راضيا أبدا عن إنشغاله بالشعر والأدب، وأراد له أن يصبح مهندسا كيميائيا مشهوراً، لذا قرر أن يجوب ابنه العالم كى يصير كما أراد له أن يكون.

فسافر نوبل إلى باريس وبدأ العمل فى المختبرات الكيمائية وإخترع مادة "النيتروجليسرين" التى تستخدم فى المفرقعات، واهتم بها كثيرا وعمل على تطويرها لجعلها أكثر أمانا وسهولة عند استخدامها، فأضاف لها بعض المواد الأخرى مثل الرمال الناعمة إلى أن توصل إلى اختراع الديناميت واستعرضها لأول مرة في نفس العام بمحجر بريدهيل فى إنجلترا،وحصل على براءة إختراعه فى 1867م.
ويذكر أنه أراد فى البداية تسمية هذا الإختراع بـ "مسحوق السلامة نوبل" لتحسين صورة شركته من حوادث الإنفجار لكنه إستقر فى النهاية على إسم "الديناميت".
وكان هذا الإختراع هو بمثابة الإنطلاق لـ نوبل، حيث حقق صدى واسعا بعد مساهمته ونجاحه فى حفر المناجم وبناء الجسور، وأصبح بعدها رجلا مرموقا ناجحا كما حقق له أرباح مادية كبيرة ساعدته غلى إقامة مصانع لإنتاج الديناميت فى أكثر من 20 دولة، وواصل إبتكاراته وإختراعاته حتى وصلت إلى 355 إختراع فى عام 1869.

وفى الوقت الذى كان فيه نوبل سعيدا وفخورا بإختراعه "الديناميت" إنتابه كثير من الحزن والآسى بعد أن شاهد كيف يتم إستخدام هذا الإختراع فى الحروب وصناعة المواد المتفجرة من قنابل وقذائف، والذى كان الهدف منه مساعدة الناس فى بناء الجسور والعمارات وتعمير الكون وليس دماره.

وأراد نوبل أن يكون هناك شكل من أشكال التعويض للبشرية عما سببه إختراعه من مأساة للبشرية للإستخدام الخاطىء له، فوضع معظم أمواله لإنشاء صندوق يهدف إلى منح الجوائز للعاملين فى مجال السلام وكذلك مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والفسيولوجى، وجاء ذلك فى وصيته، وتوفي ألفريد نوبل عام1896 فى إيطاليا.

وبالفعل مُنحت الجائزة التى تحمل إسمه للمرة الأولى عام 1901م بعد وفاته، وأُعطت الجائزة لمئات من الأشخاص المتميزين فى عدة مجالات على مستوى العالم الذين استطاعوا أن يغيروا من ملامحه، وقد حصل علي هذه الجائزة عدد من المصريين منهم الرئيس الراحل أنور السادات والأديب الراحل نجيب محفوظ والعالم المصرى أحمد زويل.