رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر بين التطرف والإسفاف


الشعب المصرى يتميز بالوسطية فى كل شىء يرفض التدين الشديد الذى يصل إلى حد التطرف، فقد رفض كل الجماعات الإسلامية التى تريد أن تسود عليه عيشته وتحرّم عليه كل شى.

وتريد أن تعود به إلى آلاف السنين،وتمنعه من الاستمتاع بنعم الله عليه، فهناك جماعات متشددة تريد أن يعيش الشعب المصرى كما كانت الحياة وقت نزول الرسالة السماوية أن نركب الخيل والبغال والحمير ولا نستخدم السيارات والطائرات والقطارات على اعتبار أنها لم ترد فى القرآن الكريم ، يحرمون ارتداء القميص والبنطلون لأن الجلباب كان الزى الرسمى للرسول والصحابة، يحرمون الانتخابات ويعتبرون الديمقراطية كفراً رغم أنها كانت السبب فى تقدم الغرب وأعتقد أن الله لا يحرم شيئاً فيه فائدة للخلق وهذا ينطبق على الديمقراطية التى أفادت الدول التى طبقتها ولولاها ما تقدمت وعاشت شعوبها فى رخاء ورفاهية، هؤلاء المتطرفون الذين كانوا يريدون أن نعيش فى الكهوف والخيام لفظهم الشعب فى أقل من عام حكم ولفظ أنصارهم من الجماعات المتشددة والمتطرفة الذين يرعون الإرهاب إن لم يكن بأسلحتهم فبأفكارهم الهدامة.أيضاً الشعب المصرى ولأنه وسطى يرفض الإسفاف ممن يطلقون على أنفسهم مبدعين وفنانين وأى دعاوى تحت ستار حرية الفن والإبداع ويجب على الدولة كما أنها تحارب التطرف الدينى أن تحارب الإسفاف الفنى، وكما أنها تحارب الأفكار الدينية الهدامة تحارب أيضاً الأفكار الفنية الهدامة فحينما تطالب مخرجة بترخيص بيوت للدعارة فهذا لا يجب السكوت عليه وحينما نرى مسلسلات شهر رمضان الكريم تحض على الفجور وتغرس القيم الفاسدة فى المجتمع فهذا أيضاً أمر لا يجب السكوت عليه أيضاً أفلام العيدين الفطر والأضحى كلها حول البلطجة والجنس والشذوذ والمخدرات والرقص وكأن مصر كلها أصبحت كذلك هذا لا يجب السكوت عليه، وعلى الدولة أن تتدخل وهذا ليس ضد حرية الفن والإبداع كما يزعمون بل تدخل الدولة ضد هذه المهازل هو من أجل الحفاظ على قيم الدولة المصرية العريقة هو حفاظ على الوسطية الدينية التى يتميز بها الشعب المصرى الأصيل.هناك أيضاً هجمة من أصحاب القنوات الخاصة على شراء برامج مسابقات من دول عربية لا تقل خطورة عن الدراما الهدامة فى الأفلام والمسلسلات،وحينما يصمم صاحب قناة خاصة على عمل برنامج لتعليم الرقص الشرقى واكتشاف الراقصات فى بلد الأزهر الشريف، فهى مؤامرة على هذا البلد من أبنائها. المؤكد لدى أن كل القنوات الفضائية الخاصة خسائرها بمئات الملايين ومع ذلك هم مستمرون فى شراء مثل هذه البرامج بمبالغ كبيرة جداً فهل هناك تفسير آخر غير المؤامرة؟الدولة كما أنها أغلقت القنوات الدينية التى تحرض على الإرهاب والتطرف والتشدد الدينى فأنه يجب عليها أيضاً أن تغلق قنوات الرقص التى تحرض على الإسفاف والابتذال والفساد الأخلاقى.نحن نثق تماماً فى وطنية وصدق الرئيس عبدالفتاح السيسى وتمسكه بقيمه الدينية الإسلامية الوسطية السمحة، وكما أنه يحارب من أجل حماية مصر من الإرهاب الأعمى والتشدد الدينى المتطرف فعليه أيضاً أن يحارب لإنقاذ مصر من الإسفاف الفنى المبتذل، لأن استمرار هذا الإسفاف يخدم التطرف الدينى المتشدد ويجعل البسطاء من الناس فريسة للمتطرفين وأفكارهم الشيطانية.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط