رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داخل محكمة عابدين

الجنايات تحيل أوراق 3 سوريين إلى فضيلة المفتى لقتلهم مؤيد لـ"بشار"

بشار الاسد
بشار الاسد

قررت محكمة جنايات القاهرة ،برئاسة المستشار جيلانى حسن أحمد وأمانة سر ايمن القاضى ،إحالة أوراق ثلاثة متهمين سوريين الجنسية ببتهمة قتل شاب سورى لمفتي الديار المصرية ، للبت فى حكم اعدامهم .
تعود تفاصيل الواقعة، عندما استيقظت العائلات السورية على صوت اطلاق النار ، وحدوث الاشتباكات، حالمين بقيام ثورة جذرية تغير مسار حياتهم ، ولكن كل هذا باء بالفشل ولم يجنوا الا صوت الرصاص ،و رائحة الدماء المنسالة على الارض ، وجدوا انفسهم مشردين فى الشوارع بعد هدم بيوتهم وقتل اهاليهم، وجد الكثير منهم الحل فى الفرار لـ"مصر"التى احتضنت من قبلهم اللاجئين الفلسطنيين ، استضافت مصر عدد كبير من السوريين الذين وجدوا فيها الراحة والامان والاطمئنان ، وبدأوا يعملون فيها يعطونها جهودهم، فتمن عليهم بخيرها ، كان من بين هؤلاء،"وائل هيثم" ، 23 سنة ، الذى عاش حياته فى مصر واتخذ سكن بمنطقة المقطم ، واستئجر محل لبيع الاحذية ، وسلك طريق جديد ومرحل وام مختلفة بحياته ،ومرت حياته لفترة كبيرة بسلام ، حتى تعرف فى يوم على شاب سورى ، شعر بالدفء لرؤيته واتفق ان يصبح اصدقاء ولكن حياتهم لم تكن الا بالهدوء الذى يسبق العاصفة .
كانوا دائما يتبادلون الحديث والزيارات ، بل تطور الامر الى انهم يعملان نهران ويقضيان الليل سهر فى ارض المحروسة، وبدأ التصادم بينهم عندما حكى كل منهما للاخر قصة لجوئه الى مصر ، وترك سوريا، وظهر كل منهم موقفه للاخر فالمجنى عليه كان من اغنياء سوريا ،كان رافضا للثورة التى قلبت حياته راسا على عقب وتسببت فى تشريده وقتل عائلته، بينما كان" أنس مروان" ، 19 سنه ، رأيه مخالفاً حيث وجد الثورة منفذ للحرية والقضاء على الظلم والطغيان ، وكانت هذه بداية المشكلة، وانفصلاهم .
وفى صباح اليوم التالى للمشاجرة، تقدمت "وفاء شريف" ،45 سنه، ربة منزل،ببلاغ لقسم شرطة المقطم، عن قيام أشخاص مجهولين بقتل وطعن مستأجرالشقة بالعقار رقم 7567 الهضة الوسطى المقطم ،وانها تفاجأت بسماع صوت مرتفع وضوضاء بالدور الارضى للعقار ، مما جعلها تشعر بالقلق واستدعت حارس العقار "جمال فكرى" 33 سنة، وأبلغته بحدوث ضوضاء داخل شقة السورى، أستمر لأكثر من نصف ساعة ،طلبت منه أن استطلاع الامر واكتشاف اسباب الضوضاء وابلاغه برجاء عدم ازعاج السكان ، ولكن دون جدوى فبمجرد ان قام بدق الباب لم يجد من مستجيب، فطلبت من الحارس إحضار كرسى ، ونظرت من الشباك المطل على الشقة شهدت دماء موجودة بارضية الشقة ،فاخطارت الشرطة على الفور.
تم تحرير المحضر رقم 10726 بالواقعة، والعرض على النيابة ، التى انتقلت لمناظرة الجثة ومعاينة مكان الحادث ، وتبين بدخول الشقة تبين وجود بعثرة فى محتوياتها والاثاث ، وعثر على جثة المجنى عليه، جثة لشاب في منتصف العقد الثانى من العمر ،ملقاه على الارض لذكر ابيض اللون ،به عدة طعنات في الجسد، تم نقل جثة المجنى عليه الى مشرحة زينهم.
دلت تحريات العميد علاء السباعي رئيس مباحث قطاع الجنوب بأن المجني عليه كانت تربطه علاقة صداقة قوية بشاب سوري ومنذ يومين حدث بينهما مشاجرة ثم اكتشف الجيران الواقعة وتبين سرقة هاتف المجني عليه وبعض الأموال ، تمكنت الاجهزة الامنية من القاء القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بارتكابة الواقعة بالاشتراك مع كلا من "عمار عرفان" 21سنه ،عامل، "محمد فؤاد" ، 24 سنه ،عامل بمصنع ايس كريم، "سوريان الجنسيه" .
بمواجهتهم اعترفوا أنهما يوم الحادث ذهبا إلي شقة المجنى عليه ، وهم على علم بانه يسكن بمفرده وانهالا عليه بعدة طعنات حتى فارق الحياة ثم استوليا على هاتف محمول وبعض النقود التى كانت بحوزته، وفرا هاربين، وذلك لانهم يعتبرونه خائن لدولته، ومؤيد للنظام السورى.
تم عرض المتهمين على نيابة المقطم التى قررت حبسهم اربعة ايام على ذمة التحقيقات ، ثم توالت جلسات تجديد حبسهم حتى تم احالتهم الى محكمة الجنايات للبت فى امرهم والتى اصدرت قرارها المتقدم.