رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تصعد موقفها مع "أردوغان".. ودبلوماسيون: مصر خرجت عن صمتها وبيان الخارجية نقلة نوعية

اردوغان
اردوغان

تكتفى دائما بيانات الخارجية المصرية للرد على تطاول الرئيس التركى رجب طيب اردوغان بالشجب والتنديد والاستنكار، ليتطور لهجة البيان الى فضح سياسة اردوغان عقب استمرار تطاوله على مصر من حلال كلمته فى المنتدى الاقتصادى العالمى.
وقالت الخارجية فى بيان رسمى لها، "لا يمكن السكوت عن تدخل اردوغان في الشؤون الداخلية للدول الأخرى الذي تجاوز إلى حد دعم جماعات وتنظيمات إرهابية، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة الى عدم التهاون في هذا الخصوص". واضاف البيان "ان اردوغان بعيد كل البعد عن الديمقراطية وليس في وضع يسمح له بإعطاء الدروس للغير بشأنها".
من جانبه، قال السفير احمد ابو الخير، مساعد وزير الخارجية السابق، ان اردوغان هو من بدأ التطاول على مصر، فكان لابد من الرد بالمثل بفضح اردوغان وسياسته وتأمره مع اسرائيل وادعائه الديموقراطية فى حين انه حول تركيا الى نظام شبه رئاسى فردى، وما فعلته الخارجية المصرية هو سياسة "المعاملة بالمثل"، ولا تريد ان تصعد الامر حتى الان.
واشار الى ان لهجة خطاب الخارجية تطورت، فبعد خطاب اردوغان فى الامم المتحدة استنكرت الخارجية التصريحات دون وصف الاحوال الداخلية فى تركيا، لكن بعد تصريحاته امام المتتدى الاقتصادى اضطرت الخارجية ان تقابل هجومه بهجوم مماثل.
واضاف ان مصر حتى الان لم تتحدث عن علاقات الشعب المصرى والتركى ووصفتها بالوطيدة، لكن من الجائز اذا تصاعدت الامور قد تتخذ مصر اجراءات ضد تركيا، وعن دعوة الخارجية المجتمع الدولى للتدخل، لفت الى ان بعض الدول العربية والجامعة العربية تدخلت واعلنت استنكارها للتطاول التركى، بينما المجتمع الدولى لم يتحرك بوصفها قضية ثنائية بين مصر وتركيا.
وذكر ان استمرار تدخل اردوغان فى الشئون الداخلية للدول الاخير قد يدفع المجتمع الدولى للتدخل لان ذلك يعارض ميثاق الامم المتحدة.
وايد السفير حسين هريدى، بيان الخارجية المصرية بشدة قائلا" لا يمكن استمرار السكوت على انفلات اردوغان تجاه مصر"، فلابد ان يعرف الشعب التركى والاحزاب السياسية التركية ان مصر خرجت عن صمتها ولن تسكت ازاء اى تجاوز تجاه مصر والمصريين ونظام الحكم فى مصر.
وقال ان بيان الخارجية يعبر عن الحكومة المصرية والغالبية العظمى من الشعب، واذا استمر"اردوغان" فى طريقته بشأن التدخل فى الشأن المصرى، فسيكون هناك ثمن سياسى سيدفعه، ولن تقف المسالة على صعيد العلاقات الثنائية وانما فى اطار الشرق الاوسط كله.
واضاف ان طلب مصر تدخل المجتمع الدولى للبحث فى رعاية تركيا للارهاب، خطوة اولى تنذر بامكانية تقدم مصر بطلب رسمى للامم المتحدة للبحث عن الدورالتركى فى رعاية الجماعات الارهابية التى دمرت سوريا والعراق. ولفت الى ان بيان الخارجية يعد نقلة نوعية فى التعامل مع الموقف التركى.
ووصف السفير محمد العرابى، البيان بالممتاز ويعبر عن تصعيد جيد ومطلوب من جانب الحكومة المصرية، لان لغة التصعيد مطلوبة وضرورية وتلقى ترحيب الراى العام المصرى.
وطالب "العرابى" بموقف عربى موحد سواء على صعيد الجامعة العربية اوالدول الصديقة لمصر، مشيرا الى ان تركيا حصلت على صفة مراقب فى جامعة الدول العربية، وحان الوقت كى يتم سحب ونزع هذه الصفة. وشدد على ضرورة اتخاذ خطوة عملية على ارض الواقع، ويمكن ان يكون البيان مقدمة لها، بقطع العلاقات مع تركيا.