رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيلى السياسى العربى «3»


استكمالاً لاستعراض «حملة الجيلى السياسية» التى يعيشها العرب الآن.. الجيلى الذى يتميز «بألوان مختلفة جذابة.. براقة لكن هلامية.. مرتعش.. مهتز.. متحرك.. لزج الملمس.. بعيد عن القوة.. عن الصلابة.. عن المتانة وعن الاستقرار.. لا تستطيع الإمساك به.. لا تملك السيطرة عليه».. هذه هى طبيعة «الجيلى».. وهذه هى «طبيعة العرب» بعد أعوام طويلة من الثراء.. البترول.. المليارات.. لا يزال العرب قوة هلامية.. مهتزة.. غير فعالة.. مرتعشة.. منقسمة.. تحارب بعضها بعضاً.. بعيدة عن المتانة وعن الاستقرار.. مفتقدة الاستراتيجية والرؤية.. لا يملكون القرار بل ينفذون أجندة أمريكا.

أسماء عربية رنانة.. مليارات.. ثروات.. عقارات.. بترول.. غاز طبيعى وثروات معدنية.. استثمارات فى أوروبا وأمريكا.. قوة اقتصادية لكن غير فعالة.. عاجزون عن تكوين لوبى عربى مؤثر أو فى إحداث تغيير فى موقف الاتحاد الأوروبى أو أمريكا تجاه مشكلة الشرق الأوسط ومن القضية الفلسطينية.. جيلى ولا مش جيلى يا عرب؟!

تمتلكون أسلحة متطورة.. قوة عسكرية كبيرة.. لكن لا تمتلكون جيشاً عربياً قوياً.. بل تنتشر القواعد الأمريكية فى عدد من الدول العربية.. وتم القضاء على الجيش العراقى.. والآن يعملون على القضاء على الجيش السورى.. العرب يشاركون فى تنفيذ الخطة.. جيلى ولا مش جيلى يا عرب؟!

مليارات.. لكن لا تستغل فى الصناعة وفى التكنولوجيا.. بل لشراء الطائرات.. اليخوت.. ناطحات السحاب والفنادق العالمية دون أن تنجح دولة عربية غنية واحدة أو دول عربية مجتمعة فى إنتاج سيارة عربية.. ولا حتى توك توك.. جيلى ولا مش جيلى يا عرب؟!

ثروات زراعية.. حيوانية.. نباتية.. تربة خصبة.. أنهار.. ثروات بشرية ولم ينجحوا فى استغلال هذه الثروات المختلفة فى تكوين مجلس اقتصادى عربى.. أو فى تحقيق اكتفاء ذاتى عربي.. جيلى ولا مش جيلى يا عرب؟!

هل مشاركة دول عربية فى ضرب سوريا تحت شعار «محاربة داعش» ليست دليلاً على «حالة الجيلى» التى تمر على العرب؟! ألم تتعلموا الدرس فى ليبيا؟ ألم تتعلموا الدرس فى العراق الذى سيبدأون فى تقسيمه وسيتم استقلال دولة الأكراد؟!

ألم تعلموا أنه إذا سقطت وانقسمت سوريا.. سقطت وانقسمت مصر.. وسقطت وانقسمت السعودية.. لأن الأمن القومى المصرى والسعودى يصل إلى الحدود السورية التركية والسورية العراقية.. إننا على ثقة أنه بسقوط «بشار» سيصل الإرهابيون.. الإخوان.. داعش.. أسماء إرهابية جديدة ستطرح على الساحة وعملاء أمريكا سيحتلون المشهد فى سوريا بعد ذلك ليطالبوا بالاستقلال وبتقسيم سوريا.

ألم تتعلموا الدرس من العراق؟ ألم يحن الوقت للوحدة ولرؤية عربية موحدة لمصلحتكم جميعاً؟ ألم يحن الوقت لقطر أن تدرك أنها دولة عربية وليست دولة إسرائيلية أو ولاية أمريكية، وأن تعود لرشدها؟ ألم يحن الوقت أن تدركوا أنكم تمرون بأصعب الظروف التى مرت على منطقة الشرق الأوسط.. وأن تتحدوا فى الرؤية لمصلحتكم جميعاً، لأن الخطر واحد للجميع.. فى السياسة، الأعداء يتحدون، فمتى يتحد الأشقاء العرب جميعاً؟