رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"السينما واليهود".. علاقة حب انتهت بالإسلام للبعض والجاسوسية للآخرين

جريدة الدستور

"الفن لغة الشعوب"، يُعتبر الفن أحد أهم ما يميز شعوب العالم، ويقربها من بعضها البعض، وتسعى كل الحضارات البشرية للانتشار من خلال السينما، إلا أن السينما المصرية كان لها تجربة فريدة من نوعها في القرن الماضي، حيث احتضنت ممثلين من كل الأديان السماوية.
وأبدع في السينما المصرية عدد كبير من الفنانين اليهود، منهم من أشهر إسلامه ، ومنهم من كان عميلا للموساد، واستغل الديانة والوطن المصري، بهدف مساعدة إسرائيل، ولكنه لم يفلت من هذه الجريمة، وتأتي على رأس القائمة راقية إبراهيم.

راقية إبراهيم
راقية إبراهيم اسمها الحقيقي "راشيل أبراهام" جاسوسة، غدرت بالوطن المصري الذي استقبلها، لتجسيد موهبتها في الفن، ولدت في حارة اليهود بوسط القاهرة، وتنتمي لأسرة يهودية، كانت تمارس مهنة الخياطة بحرفية للأمراء والملوك، وتزوجت من المهندس مصطفى والي، حيث أرادت إعطاء صورة جيدة لإسرائيل لكل شعوب العالم، وهو الأمر الذي دفع الوسط الفني إلى الابتعاد عنها.
اشتهرت من خلال فيلم"رصاصة في القلب" مع الفنان محمد عبد الوهاب ، دفعها هذا الأمر للدخول في الوسط الفني بشكل ملحوظ، اشتهرت راقية وأصبحت فنانة كبيرة، ولكن على الرغم من ذلك، إلا أنها ظلت تنتمي لإسرائيل، وتخلت عن مصريتها، وقررت اختيار أن تكون إسرائيلية.
وسردت لنا حفيدتها "ريتا ديفيد توماس"، قصة الانتقام والغدر الذي فعلته جدتها راقية بصديقتها عالمة الذرة المصرية "سميرة موسى" من خلال مذكرات الأولى، حيث استغلت راقية علاقة الصداقة القوية بسميرة، وكانت تذهب لمنزلها ، وتصوره بشكل دقيق للغاية، وترسله إلى الموساد، التي تتعاون معه.

وأضافت ريتا أن راقية سرقت مفتاح شقة سميرة، وطبعته على صابونة، وأعطتها لمسئول الموساد في مصر، وبعد أسبوع ذهبت راقية إبراهيم للعشاء مع سميرة موسى في الأوبيرج، مما أتاح للموساد دخول شقة سميرة ، وتصوير أبحاثها، ومعملها الخاص.
راقية وجدت أن سميرة تشكل خطرًا على إسرائيل بالكامل، حيث كانت تستمر في الدراسة من أجل تصنيع قنبلة لمصر بتكاليف رخيصة، فطلبت راقية منها العمل في الولايات المتحدة، والحصول على الجنسية الأمريكية، ولكنها رفضت، فأخبرت راقية الموساد بضرورة اغتيالها حتى لا تشكل خطرا.

كاميليا
لم تكن راقية الوحيدة التي استقطبتها إسرائيل، بل وصل الأمر لكاميليا، والاسم الحقيقي لها هو"ليليان فيكتور كوهين"، ولدت في الإسكندرية، تبناها زوج أمها اليهودي، وحملت اسمه، درست في المدرسة الانجليزية بالإسكندرية، كانت رائعة الجمال، اكتشفها المخرج أحمد سالم وقدمها للسينما، وكانت لها علاقات بالأثرياء منهم سيد اللوزي صاحب مصانع الحرير بالقاهرة، الذي فتح أمامها أبواب الترف والبذخ، والساسة من رجال القصر.
ومن أشهر أعمالها "القناع الأحمر"،" الروح والجسد" ،" صاحبة الملاليم"،"شارع البهلوان"،"العقل زينة".
عرف أنها على علاقة بالموساد الإسرائيلي، حيث توفيت في حادث طائرة كانت متجهة إلى روما، وسقطت الطائرة في الحقول بالبحيرة شمال غرب القاهرة في أغسطس 1950.

نجمة إبراهيم
لا يمكن أن ننسى صاحبة لقب "محدش بياكلها بالساهل" ، أشهر سفاحة في تاريخ مصر "ريا " بفيلمها الشهير "ريا وسكينة" الذي كان سبب شهرتها.
نجمة إبراهيم ولدت بالقاهرة، تنتمي لأسرة يهودية، درست في المدارس الفرنسية، شجعتها أختها "سرينا" للدخول في الوسط الفني، لإيمانها القوي بأنها تمتلك موهبة خاصة، فوافقت نجمة، ومن هنا بدأت مسيرتها الفنية، وبدأت كمطربة.
شاركت بمسرحية "شهر زاد" و "العشرة الطيبة"، حيث كانت أحلامها في الحياة أن تكون مطربة تنافس أم كلثوم على عرش الطرب أو منيرة المهدية على عرش المسرح الغنائي، لكن موهبتها التمثيلية طغت على موهبتها الغنائية فأصبحت ممثلة لامعة.
تزوجت من الكاتب والمخرج المسرحي "عباس يونس"، وقدما معا مسرحية "سر السفاحة ريا" بعد النجاح الكبير الذي شهده فيلم "ريا وسكينة"، ومن أشهر أعمالها "الليالي الدافئة"،" الفرسان الثلاثة"و"ريا وسكينة" وغيرهم.
عاشت جزء من بداية عمرها يهودية الديانة، إلا أنها اتجهت بعد ذلك إلى الصيام وقراءة القرآن، وكان يساعدها في ذلك زوجها عباس يونس، كما منحها الرئيس أنور السادات وسام الاستحقاق لتبرعها بدخل مسرحيتها من أجل الجيش المصري.
إلى أن جاء عليها الوقت وضعف بصرها، فوجب سفرها للخارج من أجل العلاج، وعادت بصرها قوي، أصيبت بعد ذلك بأمراض أخرى أرغمتها على اعتزال الفن ثلاثة عشر عاما، وكانت أخر مسرحياتها "أغنية الموت"، إلى أن وافتها المنية في يونيه 1979.

عمر الشريف
اسمه الحقيقي"ميشيل ديمتري" ولد بالإسكندرية، ينتمي لأسرة كاثوليكية، كان والده يعمل تاجر أخشاب، عمر كان مهووسا بالتمثيل منذ صغره، وبدأ حياته التمثيلية عندما مثل على خشبة مسرح فيكتوريا كولدج التي كان يدرس بها.
يرجع الفضل للمخرج يوسف شاهين الذي كان سببا في دخوله التمثيل، وأعطاه دور البطولة بفيلم "صراع في الوادي"، مع فاتن حمامة، ومهد هذا الفيلم لقصة حب جمعت بين عمر الشريف وفات حمامة ، كانت نهايتها الزواج.
قدم الشريف العديد من الأعمال المصرية والأجنبية منها "لا أنام"، "سيدة القصر"،"the last valley"، "جنكيز خان"، " ليصبح أخر أعماله فيلم روك القصبة.

منير مراد
اسمه الحقيقي هو "موريس زكي مراد"، صاحب تقليد مونولوج "محدش شاف"، ولد بالقاهرة، والده كان يعمل ملحنا، وبدأ مراد في دخول مشواره الغنائي بالتلحين على موسيقى الجاز، وقد تميز منذ طفولته بتقليد الشخصيات، بدءًا من أفراد الأسرة وحتى كبار النجوم، كما كان يهوى الموسيقى والغناء، وقد تلقى مبادئ الموسيقى من والده ، كما شارك بأدوار بطولة منها "أنا وحبيبي" مع شادية.
تعرف على الفنانة سهير البابلي، وأحبها حباً كبيرا جعله يغير ديانته من اليهودية إلى الإسلام، ليتزوج منها، حيث كان دافعه الحب الشديد، وأشهر إسلامه، واستمرا لمدة عشر سنوات ثم تطلقا، وقدم حوالي أكثر من 3000 لحن على مدار مشواره الفني، ومن أشهر ألحانه "انأ احبك"، "أه من الصبر"،"قسمة ونصيب".

ليلى مراد
اسمها الحقيقي هو "ليليان"، ولدت في الإسكندرية، تنتمي لأسرة يهودية، والدها الملحن الشهير بـ"زكي مراد"، عاشت حياة قاسية في صغرها، وبدأت مشوارها الغنائي من سن أربعة عشر عاما، غنت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، وغنت حوالي 1200 أغنية على مدار مشوارها، ومن أشهر أغانيها" أنا قلبي دليلي"، اتجهت بعد ذلك إلى التمثيل وأول فيلم لها "يحيا الحب".
انتشرت حولها العديد من الشائعات، التي تظهر أنها لا تزال على يهوديتها، وزيارتها لإسرائيل سرًا، والتبرع بكل ما تملك من أموال لإسرائيل، ودخلت المستشفى في باريس وهناك عقدت مؤتمرًا صحفيًا، برأت نفسها من تهمة التبرع بأموال لإسرائيل ومحاولة الهجرة إليها.
وتزوجت من أنور وجدي، استمرا لمدة ثمان سنوات، وأعلنت إسلامها، ولم تنجب منه فتطلقا، وتزوجت بعده الطيار وجيه أباظة سرًا، ثم تزوجت فطين عبد الوهاب.
هذه الأمور جعلت حياة ليلى مراد صعبة، فالزيجات الثلاثة جعلتها تضع لنفسها تتر النهاية لمشوارها الفني، الذي امتلأ بالشائعات، فقررت الاعتزال وتربية ابنها، حتى وافتها المنية في نوفمبر 1955.

نجوى سالم
اسمها الحقيقي"نظيرة موسى شحاتة"، ولدت لأب لبناني يهودي، وأم إسبانية يهودية، وشقيقان هما شارل ويوسف، وقد حصل الأبوان على الجنسية المصرية، فأصبحت ابنتهما مصرية، والدها كان يعمل بمحل أحذية، دخلت مشوارها الفني صدفة، عندما قدمها "فيتسايون" نجيب الريحاني، الذي أعطاها لقب نجوى سالم.
عانت نجوى من ضغوط نفسية كثيرة، لاعتقادها أن الجميع يكرهها لأنها يهودية الأصل، على الرغم من أنها أشهرت إسلامها فيما بعد.
نشأت بين نجوى ونجيب الريحاني علاقة حب، وطلب منها الزواج، إلا أن ديانتهما المختلفة منعت الزواج، كما أنه أمرها بالاعتزال فرفضت.
أنشأت نجوى فرقة خاصة بها سمتها باسمها، وأشهرت إسلامها عام 1960، وحصلت على درع الجهاد المقدس تقديرًا لدورها الوطني الكبير، تزوجت من عبد الفتاح البارودي سرًا، وعاشا معا حياة سعيدة، وتوفيت عن عمر يناهز 63 عاما.