رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غاز المتوسط ... ثمنه شلاَّل الدم الفلسطينى


تحرك الأسطول الإسرائيلى وتجمع فوق المياه الدولية.. وهنا تحرك الأسطول التركى ليقف أمام قبرص التركية .. وهنا تم التقسيم بين من يملكون القوة .. وليس بين أصحاب المياه أنفسهم ..

اتجه الجميع إلى الحرب بين اقتحام إسرائيل لغزة وصواريخ المقاومة اتجاه تل أبيب .. أصبح العالم يتابع الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى حيث ترتفع الأرقام كل ساعة حتى تخطّ)َت جميع أرقام الحروب السابقة واهتز العالم كله من شلالات الدم الفلسطينى.. وأصبحنا نسمع صفارات الإنذار فى جميع المدن الإسرائيلية.. لم يسال أحد لماذا هذه الحرب الدموية؟ هل بسبب مصرع ثلاثة إسرائيليين بالضفة؟ أم الاعتقالات الإسرائيلية لبعض قيادات «حماس»؟ إن كل هذا لا يساوى ما حدث من حرب هى الأعنف منذ عشرات السنين .. الحقيقة الغائبة عن الجميع ولكنها موجودة فى العقل الإسرائيلى و«حماس» وتركيا هم الذين يعلمون السر الحقيقى لهذه الحرب.. إنها حرب بطعم الغاز !!

منذ اكتشاف أكبر حقول الغاز فى العالم فى البحر المتوسط تحرك الأسطول الإسرائيلى وتجمع فوق المياه الدولية.. وهنا تحرك الأسطول التركى ليقف أمام قبرص التركية .. وهنا تم التقسيم بين من يملكون القوة .. وليس بين أصحاب المياه أنفسهم .. أخذت لبنان تطالب بحقوقها، وسوريا غارقة فى دمائها وخرابها، ومصر كانت تحكمها جماعة الإخوان، وتنازل مرسى عن الحقوق الوطنية للغاز لصالح تل أبيب وإسطنبول.. كانت غزة هى المنطقة الأمامية لحقول الغاز المكتشفة حيث يحاصرها الأسطول الإسرائيلى وتستولى عليها من الداخل حركة «حماس» الذراع العسكرية لجماعة الإخوان.. كان المخزون الهائل للغاز هو الذى جعل هذه المنطقة تحتوى أكبر مخزون فى العالم للغاز.. وبما أن إسرائيل بلد مستورد لهذه الطاقة، فقد توجهت إلى هذه المنطقة واعتبرتها من حقوقها السيادية بالمخالفة للقوانين الدولية، ولكنها اعتمدت على قانون القوة حيث تقف أساطيلها البحرية تحت حماية سلاحها الجوى!

هنا كانت «غزة» و«حماس» حيث بدأت تشعر حركة الإخوان أنها تريد حقوقها فى الغاز نفسه حيث الجغرافيا والحقوق المائية تؤكد ذلك.. من هنا يتضح لماذا أصرت «حماس» على رفع الحصار البحرى ومد حدود المياه الإقليمية إلى 12 ميلاً طبقا للقانون الدولى حتى تصل «حماس» إلى حقول الغاز فى المياه الدولية المشتركة.إن الحركة مقتنعة تماماً أن حصولها على غاز المتوسط سيجعلها تتحول إلى إمارة خليجية تعلن عن قيام دولة جديدة إخوانية تعيش على أضخم حقول الغاز فى العالم، وتتحول بذلك إلى قاعدة مالية واقتصادية وعسكرية تتولى العمل المشترك مع قطر وتركيا فى إعادة الحلم الإخوانى بتهديد كل المنطقة العربية وتكون مصر هى الهدف الأول.. وهذا يبين الحلف الدموى الأسود بين حماس وقطر وتركيا .!! إن الآلاف من الشهداء والمصابين قد سقطوا بوحشية بقوة النيران الإسرائيلية وبموافقة ومباركة من حماس نفسها!! إننا نتذكر كيف قامت جماعة الإخوان أثناء اعتصام رابعة المسلح بحضور أعداد كبيرة من الأطفال والنساء خاصة أطفال جمعيات الأيتام، حيث كانت تسعى لتقديمهم قتلى وجرحى نيابة عن أعضاء الجماعة وحتى تعلن للعالم إعلامياً عن الجيش المصرى الذى يقتل الأطفال والنساء وهذا هوما حدث فى غزة بالضبط ..

وللحديث بقية