رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسلاميون: "حظر النقاب" .. تثير فتنة مجتمعية فى الشارع المصري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

زي اسود فضفاض يخفي معالم جسد المرأة ... الا عيونها ..لسنوات طويلة .. استغله بعض اللصوص والمحتالين والمتسولين لتضليل الأمن وخداع الضحية ..وكان محل جدل وخلاف ..منذ ان انتشر في الثمانينات مع ظهور الجماعات الاسلامية..اليوم بات يشكل خطرا اكبر بعد الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، حيث يخشي البعض من استغلاله لتنفيذ العديد من العمليات الارهابية.
الإنفجار الذي وقع بمحيط وزارة الخارجية - يوم الاحد الماضي – والذي تم فيه توجيه اصابع الاتهام لإمرأة منتقبة دخلت مسجد السلطان أبو العلا قبل دقائق من وقوع الحادث.. القي مزيد من الضوء علي قضية " النقاب "..واصبح السؤال هل تصدر الدولة قرار رسمي بالحظر علي غرار فرنسا وبلجيكا !
بدايات النقاب بمصر:
على مدى قرون طويلة ومنذ بدء الإسلام والنساء المسلمات متمسكات بحجابهن، ويظهر ذلك جليًا في صور ثورة 1919م بمصر، والتي ارتدى النساء فيها الزي الشرعي، ثم فجأةً وبعد سنوات قليلة اصبح النساء في بدايات الأربعينيات والخمسينيات أكثر جرأةً على خلع الحجاب، ولعل انتشار السينما وتقليد الممثلات كان من الأمور التي شجَّعت هذا الأمر، وفي فترة الستينيات واوائل السبعينيات ومع انتشار دعوات تحرر المرأة أصبح الغالبية العظمى من السيدات لا يرتدين الحجاب، وكان ارتداء كل ما هو قصير، من علامات التحضر والتطور والمَدَنِيَّة.
في أواخر السبعينيات ومع ظهور فتيات الصحوة الإسلامية عاد الحجاب مرة أخرى وعلى استحياء ظهر النقاب أيضًا.
محاولات للحظر:
في 5 أكتوبر 2009 اجبر الدكتور محمد سيد طنطاوي ، شيخ الأزهر - حينها - طالبة في الإعدادي
الأزهري علي خلع النقاب، مؤكدا انه عادة وليس فريضة. واعرب عن رفضه لإرتدائه داخل فصول المعاهد الأزهرية وقاعات الامتحانات والمدن الجامعية التابعة للأزهر .
وقد تزامن قرار شيخ الأزهر مع قرارات اخرى لوزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال نهاية العام الدراسي 2009/2010 خاصة بمنع ارتداء النقاب في الجامعات ومنعهن من دخول المدن الجامعية وآخرها في 18/12/2009 وهو قرار منع دخول المنتقبات لجان الامتحانات بسبب حالات الغش التي تقع خلف النقاب.. هذه القرارات ساهمت في تصعيد مشكلة النقاب بين الحكومة والمنقبات حيث لجأت مجموعة منهن لتأسيس رابطة نسائية للتحدث باسمهن أمام القضاء المصري للدفاع عن حقهن في ارتداء النقاب في كليات الجامعة.. ترتب علي ذلك صدور حكم من محكمة القضاء الإداري بإلغاء قرار وزير التعليم العالي بمنع دخول المنقبات المدن الجامعية للإقامة فيها، مستندة إلي أن النقاب يدخل ضمن الحرية الشخصية التي تحدد بقيود أو قوانين شريطة ألا تخل بالأمن والنظام العام.
كما رفضت المحكمة دعاوي 55 طالبة كن يطالبن فيها بالسماح لهن بدخول الامتحانات وهن يرتدين النقاب وحددت المحكمة أسبابا وجيهة لحظر النقاب أثناء الامتحانات ، حيث اكدت أنها من الضروريات والتي يصعب اتخاذ إجراءات خاصة للتحقق من الطالبات المنقبات لدي دخولهن لجان الامتحانات المتناثرة.
في الوقت نفسه أعلن يسري الجمل ، وزير التربية والتعليم - حينها - دعمه الكامل للانتقادات الدائرة ضد النقاب، وأكد أن الزي المدرسي لا يشمل النقاب، كما أعلن أن المعلمات سيكون من غير المسموح لهن ارتداء النقاب.
امنيون: الحظر الجزئي " ضرورة"
قال اللواء خالد عكاشة، الخبير الأمني، أن النقاب يخفي معالم الافراد ويسهل عملية التنكر وإن إرتباطه بالسيدات التي توجد محاذير مجتمعية في التعامل الأمني معهم يصعب من مهمة قوات الأمن وان الأفضل أن يتم إلغائه أو وضع ضوابط محددة له لكي لا يؤدي القرار لتقييد الحريات ، مشددا علي ضرورة أن يكون ذلك عقب بحث وتدقيق وتشاور مع مؤسسة الأزهر .
فيما اكد العميد محمود قطري، الخبير الأمني، ان النقاب لا صلة له بالاسلام لكن حظره بصفة عامة تصرف غير جائز في دولة ديموقراطية كمصر والتى تعد الحرية أحد اساسياتها في الحياة و الحكم ، لافتا الي أنه يمكن حظره بصفة جزئية في بعص المؤسسات الحكومية والجامعات.
واضاف " أن الشعب المصري لم يقم بثورتيين لتقييد حرياته، وأن وزارة الداخلية عليها أن تطور نفسها وتتخذ خطوات حقيقية لمكافحة الارهاب ، مشيرا الي إن مصر لا تمتلك جهاز حقيقي للمعلومات وأن جهاز الأمن الوطني لا يأتي بمعلومات كافية وغير قادر علي إختراق الجماعات الارهابية .
ازهريون : سيثير الفتنة
قال الدكتور الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن النقاب ليس عبادة وغير مطلوب من الناحية الشرعية ويحق للمسلمة ان تكشف الوجه والجبين والقدمين وتكتفي بتغطية راسها وجسمها بإعتبارهم عورة وفقا لما اكده القرآن الكريم، لكن حظر النقاب "سيفتح باب نحن في غني عنه" وسيثير فتنة في المجتمع وسيدفع البعض للمطالبة بإصدار قرار بإلزام المتبرجات بإرتداء الحجاب .
واكد أن مكافحة الإرهاب ليس مبرر للحظر وانه يمكن الإستعانة بالشرطة النسائية للتعامل مع المنتقبات .
كما قال الدكتور احمد كريمة، استاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن النقاب "عادة" وأن الشريعة الإسلامية لم تفرضه ولا يختص بالمسلمين فقط ، وأن الشيخ " الشعراوي" احسن صنعا عندما لخص" النقاب" بعبارة نورانية بقوله " ليس مفروضا وليس مرفوضا".
واكد أن علينا أن نهتم بمصلحة الدولة وأن يكون الازهر هو المرجعية الوحيدة التي تفصل في قضية الحظر دون الإهتمام بأراء للإخوان او السلفيين .
السلفيون يتوعدون:
اكد وليد إسماعيل، منسق إئتلاف الصحابة وآل البيت، أن النقاب اتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإن إثارة الجدل حوله في هذا التوقيت " غير مبرر" وسيثير البلبلة وحفيظة السلفيين الذين ترتدي اغلب نساءهم النقاب .