رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشتات الإخوانى الثالث والأخير


فى عام 1954، وبعد محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية، ومحاكمة قياداتهم، بدأ الإخوان رحلتهم الأولى نحو الشتات الأول، وكانت السعودية محطتهم الأولى، ولكن قادة السعودية لم يعرفوا خسارتهم بإيواء الإخوان إلا بعد نصف قرن.

بدأ الإخوان رحلتهم نحو الشتات الثالث، بعدما بدأوا يرحلون من قطر لباقى الدول التى ستؤويهم إلى حين فقط، والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التى يكتوى فيها الإخوان من نار الشتات، أما أسباب الشتات، فسوف نذكرها فى هذا المقال.

فى عام 1954، وبعد محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية، ومحاكمة قياداتهم، بدأ الإخوان رحلتهم الأولى نحو الشتات الأول، وكانت السعودية محطتهم الأولى، ولكن قادة السعودية لم يعرفوا خسارتهم بإيواء الإخوان إلا بعد نصف قرن عندما علموا أنهم يعملون لصالح أنفسهم وليس لصالح دين أو وطن، وقال الأمير المرحوم نايف بن عبد العزيز «لقد أطعمناهم من جوع وآويناهم من خوف، ولكنهم يعضون اليد التى تقدم لهم الطعام»، على كل حال استقر الإخوان فى السعودية والأردن، وفى بريطانيا وألمانيا، وظهر التنظيم الدولى للإخوان، بقيادة المرشد المصرى، وفى عامى 1964 ثم عام 1965 بدأ الإخوان رحلتهم الثانية للشتات، بعد ظهور مخططاتهم لتدمير محطات الكهرباء والكبارى وقطع الطرق، وهى نفس مخططاتهم اليوم، وخلال شتاتهم أثروا وصارت الأموال لديهم كالماء والهواء، وذلك بسبب تمويلهم من الدول التى يعيشون فيها، وبفضل دور المخابرات البريطانية، التى كانت ترى فيهم الذيل الذى يمكن أن تعود من خلاله للمنطقة لتعود الشمس من جديد للإمبراطورية، وعادوا إلى مصر فى عهد الرئيس السادات، وظهرت كتبهم للنور، وكلها كتب تروج لما يمكن تسميته هولوكوست حدث للإخوان، مثل كتاب «مذابح الإخوان فى سجون ناصر»، و«خلف البوابة السوداء» لأحمد رائف قبل أن يتركهم وشتاتهم، وعندما ترك لهم السادات «مجلة الاعتصام» قادوا حملة عليه وظهر التكفير فقتلوه بين جنوده، وخلال حكم حسنى مبارك تحالفوا مع «حزب الوفد» ثم «حزب العمل»، ولم يستنكفوا العمل تحت راية الحزبين طالما يوصلهم لتحالفات مع السلطة، وفى النهاية وصلوا للحكم فى عهد محمد مرسى..

لم يتوقفوا عند تهديد المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان عندما حذراهم من تكرار سيناريو 1954، ولكن عصام العريان قال بملء فمه إن هذا السيناريو لن يتكرر أبداً، ولكنه تكرر، والتالتة تابتة كما يقولون،.

نعود للسبب الرئيس فى الشتات الإخوانى ونقول إن الإخوان كما قال عنهم الأستاذ جمال البنا «الإخوان مثل أسرة البوربون فى فرنسا لا ينسون شيئاً ولا يتعلمون من شىء»، فالإخوان لا ينقدون أنفسهم، ولا يعترفون بأخطائهم، وبالتالى يقعون فى نفس الأخطاء، وعندما خرج الكاتب الراحل حسن دوح عن الجماعة قال «كنت أظن أننا جماعة المسلمين، واتضح لى أننا جماعة من المسلمين، والفرق بينهما عظيم»، ومنعه حياؤه مهاجمة عقيدتهم وهم فى الشتات الثانى، العقيدة الإخوانية تجعل السقوط مسألة وقت، وهذا ما حدث، فالتربية الإخوانية تحرص على الإخوان وليس على الدين أو الوطن، وهذا جعلهم فى رحلة شتاتهم الأخير، حمى الله الجيش وحفظ مصر.

كاتب