رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدن الأقاليم


أصبحت حالة مدن الأقاليم المصرية- وليست عواصم المحافظات- وأقصد المراكز السكنية، عبئاً ثقيلاً على سكانها، وعلى وحدات الحكم المحلى التى تتولى صيانتها ورعايتها!

السير فى شوارع مدينتنا فى وسط الصعيد ليلاً، يعد مغامرة كبرى، من عدة نواح.

بالطبع نحن لا نتحدث عن الأمن، وانعدامه، لأن هذا موضوع قائم بذاته سنتناوله فيما بعد. ولكن حالة الشوارع أصبحت خطيرة، لأنه لم يتم رصفها منذ أن قامت الشركات المكلفة بحفر بطون الشوارع للصرف الصحى، فى الثمانينيات، وحتى الآن لم يعمل مشروع الصرف الصحى، ولا الشوارع تم رصفها!

ولكن كانت هناك محاولات للرصف وتم إلقاء كميات من الأتربة والزلط وتسويتها، ولم يلق عليها أى نوع من أنواع الأسفلت أو القار، وبالتالى أصبحت أرضية الشوارع مليئة بالأحجار وقطع الزلط، مما يجعل عملية السير فى الشوارع من المستحيلات .

وبالتالى أصبحت الشوارع فى مستوى مرتفع عن البيوت، مما أجبر أصحاب البيوت على عمل درجات سلالم للنزول لأبواب بيوتهم.

كما ساعد هذا على تكوين طبقة من التراب الناعم، وهو ناتج عن مخلفات الحفر فى الشوارع منذ عشرات السنين دون أن يتم الرصف، وهو يتسلل إلى البيوت والمحلات، ويرهق السيدات فى أعمال النظافة، كما أن التراب يثور عند سير العربات وغيرها فى الشوارع ..

ومما زاد من حجم المشكلة هو ما رأيناه أخيراً من عمليات قطع للتيار الكهربائى وإظلام الشوارع.

فأنت فى الظلام من المحتمل أن ترتطم بحجر، أو تنزل فى حفرة صغيرة، أو تخوض من مياة ناتجة عن غسيل سيارة أحدهم أمام البيت! أو تنزل عليك صفيحة مياة من شرفة -كعادة نساء المدينة- فهن يلقين المياه من الشرفات والنوافذ ليلاً، وأيضا أكياس الزبالة كعادتهن.

والشىء الغريب أنك ترى سيارة تسير ليلاً بدون إضاءة، و«تكتك» يصدمك من الخلف. أما السير على جانبى الشارع فهو أمر لا يطاق، لأن كل بيت بنى أمامه أصحابه رصيفاً أو مصطبة، بارتفاع يصلح للجلوس، وبالتالى فأنت تتخطى أو تقفز، وربما تتعثر وتنكفئ!

أما عن حالة المياه، فيكفى أنك ترى لونها الأقرب إلى اللون الأحمر أو لون مياه النيل أيام السيول.

ويكفى أنها أسهمت دون أن تدرى فى ازدهار شركات تنقية المياه، التى زادت أعدادها بكميات كبيرة، واصبح فى كل شقة أو بيت «فلتر» من تلك الفلاتر متعددة المراحل!

وكل هذا يهون إلى جانب زحام الشوارع، وامتلاء أطراف المدينة بمواقف سيارات القرى التى شكلت عبئاً ثقيلاً على الساكنين فى تلك المناطق. نظراً لغبار، وأصوات السيارات وصراخ صبية المواقف.

وفى كل الأحوال فإن فساد الحكم المحلى أصبح أمراً طبيعياً ويتعين تقنينه.

كاتب