رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجو الأسري المشحون وراء عصبية طفلك

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يخالج الأسرة، التى تضم بين جنباتها طفلًا عصبيًا، شعورًا بالقلق على مستقبله، وطبيعة تفاعله مع العالم الخارجي، غير مدركة لحقيقة أنها هى التى تغرس في نفوس أبنائها، فالطفل العصبي يجعل من عصبيته مفتاحا للحوار، وأسلوبا لحل المشكلات، غير آبه بعواقب هذه التصرفات.
ذكرت الدكتورة ابتسام مرسي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، أنه لا يمكن أن ننكر دور العامل الوراثى فى ظهور العصبية لدى كثير من الأطفال، إلا أن العامل المكتسب يمثل الجزء الأكبر فيه.
وأوضحت مرسي أن هناك العديد من الأشياء وراء كون الطفل عصبيا، منها تجاهل الأسرة له، ومن ثم يستخدم الصراخ كوسيلة لجذب الانتباه، مشيرة إلى أن سوء تغذية الطفل يؤثر بالسلب على جهازه العصبي، الأمر الذى يزيد من عصبيته.
وقالت مرسي إن هناك سمات للطفل العصبي منها الصوت العالي، التصرف دون تفكير، تناول كمية قليلة من الطعام، قضم الأظافر، خبط الرجلين، تكسير الأشياء، والتعامل بحدة مع إخوته وزملائه.
وأكدت الدور الخطير الذى تلعبه وسائل الإعلام في تنمية عصبيه الطفل، وخاصة تلك البرامج التى يكون العنف مادتها الأساسية، مثل: برامج المصارعة الحرة.
وأشارت مرسي إلى أن تخليص الطفل من عصبيته يعتمد على تحسين الجو الأسري المحيط به وتشجيعه على الذهاب إلى مراكز الشباب، وخاصة من يظهر لديه بوادر العنف، لأنها تساعده على تفريغ طاقته وتوظيفها بشكل سليم.
وأوضحت الدكتورة حنان بدر، أستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، أنه إذا كان الوالدان قادرين على تأدية دورهم بشكل سليم، فالجيل الناشئ سيكون سويا، لأنه سيكون مدركا لحقيقة أن العصبية لا يمكن أن تكون الوسيلة المثلى للتعاطى مع الآخرين والتعامل مع المشكلات.
وأكدت بدر أن الندية بين الزوجين لها أكبر الأثر في توتر جو الأسرة، وجعله مليئا بالمشاحنات، الأمر الذى يجعل العصبية أسلوب حياة بالنسبة للطفل لاعتقاده أنها تغنى عن الحوار، كما أن الطريقة التى تنتهجها الأسرة في عقاب الطفل حال ارتكابة لخطأ ما، هى التي تضع البذرة الأولى لشخصية الطفل في المستقبل وطبيعة ردود أفعاله.
وأشارت إلى أن العصبية لها مخاطر نفسية سيئة على الطفل، فمن الممكن أن يتحول إلى شخص انطوائى محب للعزلة، أو إصابته بمرض التوحد.
وقالت بدر إنه من المستحيل أن يتخلص الطفل من عصبيته إذا ظل الأبوان ينتهجان طريقة الصوت العالى فى التعامل، فمن الصعب أن ننصحه بالتحكم في انفعالاته وهو لا يجد أمامه القدوة التي تفعل ذلك.