التنمية والإسكان والتعليم.. محور قرارات السيسي في 100 يوم رئاسة

"أنتم مشاعل تضيء لي الطريق وسط المشاكل، فأعينوني بأقلامكم"، كانت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي في أولى خطواته التي اتخذها حينما تولى رئاسة الجمهورية يوم 8 يونيو الماضي، وذلك في اجتماعه مع المثقفين والأدباء، ليلقي عليهم مسؤولية تشكيل وعي وفكر المواطن المصري، ولكن الأن وبعد مرور 100 يوم على تولي السيسي حكم مصر، كُتبت له انجازات ليست بالعديدة لقصر الفترة حتى الأن، ولكنها تعد بداية أمل في تغيير سيحدث خلال الأيام القادمة.
في هذا التقرير نرصد بعض الانجازات التي حققها الرئيس، أو التي بدأ في تنفيذها، رغم أن الرئيس الحالي لم يعلن في برنامجه الانتخابي عن مشروع ما يسمى بالـ 100 يوم، الذي أعلنه من قبل المعزول وأخلف في تحقيقه، ولكن المئة يوم أصبحت تمثل اتجاة سياسي محط الأنظار.
كانت أولى خطوات الرئيس لتطوير منظومة التعليم، حينما أصدر قرار بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972، ألغى فيها نظام انتخاب عمداء ورؤساء الجامعات.
وفي التعليم الأساسي، عمل السيسي على تغيير 30% من المناهج التعليمية كمرحلة أولى، وتطوير 70% من المتبقية، وتطوير الأبنية والمنشآت التعليمية، وتخفيض كثافة الفصول، كما قرر عودة الاحتفال بـ "عيد المعلم" السنوي.
وخلال احتفالات عيد المعلم، أقر السيسي تعيين 30 ألف معلم، وهو القرار الذي توافد على إثره عشرات من المعلمين على مديرات التعليم في المحافظات المختلفة للتقديم في الوظائف.
كما أصدر عدة قرارات تضمنت تعميم برنامج الأغذية المدرسية، كما قرر العمل على محو الأمية، وخفض نسبة المتسربين من التعليم.
فيما وقع أمين المجلس الأعلى للجامعات "أشرف حاتم" يوم الخميس الماضي، إتفاقية "بناء القدرات المؤسسية لانشاء المركز القومي المصري للقياس وتقويم الأداء" مع جامعة "كامبريدج" البريطانية في المركز الثقافي المصري في لندن.
وتعد تلك الاتفاقية ضمن أحد مشاريع تطوير التعليم العالي في الخطة الاستراتيجية، وظيفته الأساسية هي تحسين التقويم في الجامعات.
"مشروع الإسكان المتوسط"، كانت من خطواته المبشرة في مجال الإسكان، التي تهدف إلى تنفيذ 150 ألف وحدة سكنية خلال مراحل أربعة بنحو 50 مليار جنيه، حيث انتهت وزارة الإسكان من وضع اللمسات الأخيرة على المشروع، الذي سيتم تنفيذه بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
والمرحلة الأولى تضم ثلاثين ألف وحدة سكنية بمساحات تتراوح ما بين 110-130 مترًا، وتتكون من عمارات سكنية، سيتم بناؤها في إحدى عشرة منطقة سكنية بثماني مدن جديدة.
كما قرر الرئيس تخصيص مساحة 1.7 فدان بمنطقة "أولاد عزاز" بمحافظة سوهاج لإقامة عمارات سكنية للشباب، كما عدل بعض أحكام قانون التمويل العقاري لتوفير مساكن لمحدودي الدخل.
وفي ملف الصحة أصدر الرئيس قرار بتنظيم منح تراخيص المستشفيات ومصانع الأدوية على حد سواء، ضم ذلك القرار في طياته بعض الأحكام التي نصت على عدم انشاء المستشفيات الخاصة إلا بعد صدور التراخيص اللازمة من وزارة الصحة نفسها، لما يتم بداخلها من أعمال مشبوهه.
وعملت الحكومة على إعادة رصف وتطوير ورفع كفاءة الطرق بالعديد من المحافظات أبرزها محافظة أسوان، بقيمة 310 ملايين جنيه تتضمن 66 كيلو مترًا، من طريق "أسوان، القاهرة" الصحراوى الغربى في المسافة الواقعة من قرية فارس حتى مدينة ادفو، بعد الانتهاء من 55 كيلو مترًا فى المسافة من مدينة أسوان حتى فارس بتكلفة إجمالية 230 مليون جنيه.
فيما دشنت وزارة الداخلية حملة موسعة لنقل الباعة الجائلين في العديد من المناطق بمحافظة القاهرة إلى "جراج الترجمان"، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لإعادة المظهر الحضاري للشوارع، وعمل أسواق نظيفة خاصة بالباعة الجائلين.
كما دشن الرئيس مشروع استصلاح 4 ملايين فدان؛ للمحافظة على الأراضي الزراعية واستغلالها بطريقة سليمة، وأقر باستصلاح مليون فدان منها خلال عام واحد، والمشروع سيعمل على ايجاد فرص عمل للشباب.
كان آخر تلك الانجازات، مشروع قناة السويس الجديد، الذي يختص بتطوير قناة السويس كممر ملاحي، من خلال إنشاء تفريعة جديدة موزاية للقناة الحالية بطول 34 كم وتعميق وتوسيع المجري الملاحي الحالي بطول 72كم، والفائدة الأصلية من هذه القناة هي تقليص الفترة الزمنية لعبور السفن.
ويتضمن المشروع إنشاء قناة جديدة موازية للأصلية، وتحويل المنطقة من مجرد معبر تجاري إلى مركز صناعي ولوجستي عالمي لإمداد وتموين النقل والتجارة.
ويبلغ طول قناة السويس الأصلية 190 كيلو متر، ويبلغ طول القناة الجديدة 72 كيلو متر منها 35 كيلو متر حفر جاف و37 كيلو متر توسعة وتعميق للقناة الأصلية، حيث تنافست 14 مجموعة شركات على تنفيذ القناة الجديدة وفاز بها تحالف يضم الجيش مع شركة دار الهندسة.
ورغم أن المئة يوم ليست بالفترة الطويلة، فالأعمال التي قام بها الرئيس تتناسب بحد كبير مع الفترة القصيرة، ولكنها تدل على أنه يمتلك رؤى وأفكار عديدة تمتلك بدورها زمن محدد لتدخل طور التنفيذ الفعلي.