رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المبتسرون ...أطفال يعانون وأهالي يتعذبون

جريدة الدستور

أخذت الأم تمني نفسها بكثير من الأماني، بعد عدة شهور من معاناتها فى حملها من حيث شكل طفلها ولون شعره وعينيه، فهي ككل الأمهات تتمنى أن يكون طفلها أجمل طفل فى الكون ويكون شبيها بأولئك الأطفال الذين نراهم فى الإعلانات.
فيقرر القدر أن يفاجئها بما لم تكن تتوقعه، فأثناء انشغالها بإعداد الأشياء التى تلزم وليدها، تجد نفسها تتألم ألما لا يمكن لشخص أن يتحمله، إنها آلام الولادة على الرغم من عدم إتمامها شهور حملها، لتجد نفسها بعد ذلك وقد أنجبت طفلا لكنها لا تستطيع أن تحمله بين ذراعيها كباقى الأمهات، كل ما يمكن أن تفعله هو أن تراه من خلف لوحة من الزجاج فى حالة خطرة بين الحياة والموت، حجمه لا يتجاوز حجم اللعبة التى يلعب بها الأطفال، فهذا هو حال الطفل المبتسر.
وقد أوضح الدكتور محمد عفيفى، ماجستير أطفال ومدرس مساعد بكلية الطب، أن الطفل المبتسر هو الطفل الذى يولد مبكرا قبل انتهاء المدة الطبيعية للحمل، وبالتالى قد يتعرض لبعض المشاكل الناتجة عن عدم اكتمال نمو أعضائه.
وأضاف أن الأطفال الذين يولدون قرب الشهر السابع يتعرضون لمشاكل منها ضيق التنفس والاحتفاظ بالدفء ومعظم هؤلاء يوضعون في الحضانة لفترات معينة حتى يكتمل نموهم كل على حسب حالته.
وأوضح عفيفى أنه الطفل المبتسر ينام فترة أقل من الأطفال العاديين كما أنه تزداد فرصة تعرضه للأمراض الخطيرة ومن ضمنها الصفراء والأنيميا مع وجود احتمالية حدوث متلازمة الموت المفاجئ لذا يجب إبعاده عن أى شخص مريض فى العائلة، مؤكدا على ضرورة نوم الطفل على ظهره لأن ذلك يقلل من حدوث متلازمة الموت المفاجئ.
فيما ذكرت ريهام أحمد، طبيبة أطفال أن علاج الأطفال المبتسرين يتطلب تكلفة عالية، خاصة إذا ظل داخل الحضانة لفترة طويلة، وهو الأمر الذى قد لا يستطيع معظم الأهالى تحمل نفقاته مما يعرض حياة الطفل للخطر.
وقالت أن معاملة الأسرة لهذا الطفل تختلف على حسب حالته وكم المشاكل التى يواجهها، وأضافت إن الأطفال المبتسرين غالبا ما تزداد احتمالية إصابتهم السريعة بالأمراض كالالتهاب الرئوى ونزلات البرد مقارنة بالأطفال الذين ولدوا فى موعدهم الطبيعى نظرا لضعف مناعتهم.