رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل أنت فهلوى؟


يحكى أن بخيلاً أعطى خادمه زجاجة فارغة وطلب منه أن يملؤها عصيراً من السوق ولم يعطه نقوداً. فسأله الخادم عن النقود. فقال له سيده «جميع الناس يستطيعون شراء العصير بالنقود... أما «الخادم الفهلوى» فهو الذى يستطيع شراء العصير دون نقود.

عاد الخادم من السوق والزجاجة فارغة، فقال له سيده: «يالك من خادم غبى، الزجاجة خالية من العصير ... فماذا أشرب؟... فأجاب الخادم :» سيدى .. جميع الناس يستطيعون أن يشربوا العصيرإذا كانت الزجاجة ممتلئة، أما «السيد الفهلوى» فهو الذى يستطيع أن يشرب العصير حتى لو كانت الزجاجة فارغة».

هذا هو حال مصر... الجميع «فهالوة» والكل «يتفهول على كله». توغلت «ثفاقة الفهلوة» فى كل المؤسسات، الوزارات، الجامعات، الشركات، القطاع العام والخاص حتى وصلت إلى الدين والمنابر وإلى الدعاة «راجعوا الفتاوى !، كما وصلت «الفهلوة» إلى السياسة والإعلام أصبح معظم السياسيين والإعلاميين «فهالوة» منذ أصبح الهدف الرئيسى هو الحصول على المال دون عمل ومقابل القليل من العمل. وارتفع سقف الطموح بلا تعليم أو علم أو إمكانات فكرية أو عقلية تتماشى مع هذا الطموح فتفشت ظاهرة «الفهلوى». وأصبحت «الفهلوة والأونطة» و«بفهمها وهى طايرة»، «بتاع كله» «المتذاكى» «الضحك على الدقون» «مشى حالك» «قرطس الزبون» «ادعاؤنا بإمكانات أو قدرات غير موجودة لدينا. هى أهم سمات الشخصية المصرية.

وانتشرالفهلوى العامل، الموظف البسيط «الرجل اللى بيلعب بالبيضة والحجر».... كل وفق إمكاناته. والجميع أصبح «الفهلوى» اللى بيعرف يضحك على الدولة فيسرق الكهرباء... يبنى أدواراً مخالفة... يبنى على الأراضى الزراعية.. يبيع السلعة بأكثر من ثمنها، ثم يبحث عن واسطة لإخراجه من المأزق أو استغلال ثغرة فى القانون....

أما «الفهلوى الكبير» فهو المليونير ورجل الأعمال الذى «يتفهول على قدر ثروته وملايينه»، فيضع يده على الأراضى بالكيلوهات وبسعر زهيد أو يشترى أراضى زراعية ويحولها إلى قصور ومنتجعات.... «الفهلوى» موجود فى كل مؤسسات الدولة من الموظف البسيط إلى أكبر «القيادات الفهلوية». «كل فهلوى على أد منصبه»..

على كل مسئول، وزير، سياسى، رؤساء أحزاب. إعلامى، قاض، محام، مدير، شرطى، معلم، رجل أعمال، طبيب، موظف، تاجر، فلاح، ميكانيكى، مستثمر، أستاذ جامعى، عامل، تاجر، صحفى، صاحب قناة، موظف بنك، موظف جمارك، موظف شهر عقارى..... وعلى كل «فهلوى» فى أى مؤسسة من مؤسسات الدولة.... أن يتوقف عن استخدام «فهلوته» فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر على مصر ويستخدم ضميره، علمه، دينه، عقله وأخلاقه. على القوانين المصرية أن تفعل وأن نقلل من ثغراتها التى يستغلها «الفهلوى» حتى يطبق القانون بقوة وحزم على الجميع. حقظ الله مصر من كل «فهلوى