رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حماس" تاجرت بدماء أهل غزة لتحقيق "مكاسب سياسية"

 مشعل وهنية
مشعل وهنية

لماذا قبلت حماس بالمبادرة المصرية، التي سبق ورفضتها؟ ولماذا هللت عقب التوصل لوقف إطلاق النار، عبر مبادرة سبق وقالت عنها قبل شهر ونصف: إنها "لا تساوي الحبر الذي كتبت به".. وهل انتظرت حماس لأكثر من خمسين يومًا من حرب مدمرة على قطاع غزة، رغبة في "مكاسب سياسية" على حساب الدم الفلسطيني؟
طرح هذه الأسئلة "مارك ريجيف" الناطق باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عندما طالب حركة حماس بتبرير موقفها أمام سكان غزة، بعدما قبلت المبادرة المصرية التي كانت قد رفضتها في بداية العملية المسماة "الجرف الصامد"، فلماذا رفضت المبادرة نفسها قبل ذلك وحمّلت شعبها كل تلك الخسائر؟
حماس "ميدانيًا" لم تحقق الكثير، ولم تحصل من اتفاق التهدئة على ما كانت تصبو له، حيث قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، إن "حماس لم تحقق أيًا من مطالبها في الهدنة التي تم التوصل إليها في قطاع غزة".

وأضاف "نتنياهو" أن "حماس كانت تطالب لتوقيع وقف للنار بميناء ومطار في غزة، وبالإفراج عن معتقلين فلسطينيين وبوساطة قطرية ثم تركية، وبدفع رواتب موظفين وبمطالب أخرى أيضا لكنها لم تنل شيئًا".
إذن لم تحقق حماس ما كانت تصبو إليه، من حرب قالت إنها لم تكن سببًا فيها، وهو ما اتضح عدم صحته، حيث قال أحد القياديين بالحركة، في حشد من العلماء في 22 من الشهر الجاري في أغسطس في مؤتمر لما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" والذي عقد في اسطنبول بتركيا، إن "كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة)، هي من اختطفت المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة قبل شهرين؛ لإشعال الانتفاضة في جميع الأراضي المحتلة، نافيًا ما أشيع عن أن الاختطاف كان مؤامرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإنما هي عملية من كتائب القسام.
ذهب العديد من المحللين، إلى أن "حماس" قبلت بمبادرة سبق ورفضتها، لأنها حققت أهدافها "السياسية" التي كانت تصبو إليها، وهي الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي، وهو ما لم يكن محققًا قبل شهر ونصف، حيث أفادت تقارير أن الولايات المتحدة كانت على اتصال بقيادات الحركة خلال الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى أنها أصبحت فصيلاً فاعلاً، وصاحب رأي لدى السلطة الفلسطينية، كما أنها تعاملت مع النظام المصري للمرة الأولى عقب انقطاع العلاقات بعد عزل مرسي في 3 يوليو من العام قبل الماضي.
قال الدكتور صبري سعيد المحلل السياسي: إن المبادرة المصرية لم تتغير منذ أن طرحتها مصر في المرة الأولى ورفضتها حماس.. الآن توافق عليها بعد أن دفع الشعب الفلسطيني ثمن إصرارها على تحقيق مكاسب خاصة بها.
وأشار، إلى أن رفض حماس للمبادرة في بداية الأمر، لرغبتها في تصعيد الموقف لتحقيق مكاسب سياسية وفرض نفسها على المشهد مرة أخرى، وأيضًا إظهار موقف إسرائيل الوحشي.
وأضاف، أن النظام المصري كان حريصًا على الدم الفلسطيني، أكثر من حماس نفسها، حيث أصرت الحكومة المصرية، على مواصلة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار.
من جانبه، قال عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: إن الهدنة الجديدة، حققت بعض أهداف حماس، ومنها السماح بالصيد، وفتح المعابر وإدخال مواد البناء، لكنها مقابل ذلك ضحت بالكثير من الدماء التي كانت الإدارة المصرية حريصة على وقفه.
سعيد اللاوندي، رأى أن حماس لم تحقق أي إنجازات خلال العدوان الإسرائيلي سوى مزيد من الضحايا، ولم توافق على المبادرة المصرية التي لاقت إجماعًا دوليًا، إلا بعد تحقيق أهدافها السياسية.
أما عمرو هاشم ربيع، الباحث في مركز الأهرام الاستراتيجي، فقال إن "حماس وافقت على المبادرة المصرية الآن دون تعديل نظرًا للضغوط التي عليها، وخوفًا من انفلات الأمور من يدها فلا تستطيع السيطرة، في حال تذمر الشعب الفلسطيني مع زيادة عدد الشهداء، فاضطرت لقبول المبادرة".
وأضاف، أن حماس حققت بعض المكاسب السياسية على المستوى الداخلي والدولي، فأثبتت وجودها كحركة مقاومة وهو ما أدى إلى تواصل بعض القوى الدولية معها، وارتفعت أسهمها في الداخل بعد نجاح المبادرة وتعاونها مع السلطة الفلسطينية.