رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توفير البديل وتطبيق القانون البداية الناجحة للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين

 الباعة الجائلين
الباعة الجائلين

أزمة الباعة الجائلين، ليست وليدة اليوم، لكنها مشكلة متعاقبة على عدة أزمنة، دون وجود حل حقيقي للقضاء على احتلال الشوارع والميادين، ومع بداية الداخلية حملتها الموسعة لنقل الباعة الجائلين بمنطقة وسط القاهرة إلى جراج الترجمان، في إطار جهود أجهزة الدولة لإعادة المظهر الحضاري لشوارع العاصمة، وتوفير أسواق عصرية وحضارية للباعة الجائلين، رأى عدد من السياسيين أن وجود بديل مناسب وحسم الدولة في التعامل مع الظاهرة ستكون البداية الناجحة للقضاء على الظاهرة.
وقال صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية، إن مشكلة الباعة الجائلين يمكن أن تكون نواة للاستغلال الخاطئ من قبل بعض الجماعات، وعلى الباعة احترام القانون ومساعدة الدولة على ضبط الشارع، فالمواطن لابد وأن يتحمل مسئوليته للقضاء على الفوضى.
وأشار إلى أنه ستكون هناك محاولات من جماعة الإخوان لاستغلال الوضع الحالي، والظروف المادية الصعبة للباعة الجائلين، لذا على الدولة أن تنظر إليهم بعين الرحمة، وتساعد في تخفيف الأعباء عنهم، بتوفير البديل المناسب وتقديم التسهيلات المناسبة لهم، لافتا إلى أن نقل الباعة الجائلين إلى جراج الترجمان يساهم في إعادة المظهر الحضاري للشوارع ويحقق نوعًا من السيولة المرورية والقضاء على العشوائية.
وأكد محمد أبوالعلا، رئيس الحزب الناصري، أنه لابد من عودة هيبة الدولة، وتوفير البدائل اللازمة لنقل الباعة الجائلين، أو توفير فرص عمل أخرى لهم، سواء في محور قناة السويس أو أي من المشاريع الأخرى، في حال صعوبة توفير البديل حتى لا يكونوا فريسة للقوى المضادة للثورة والعناصر الإرهابية واستغلالهم ضد الدولة.
وأوضح على الدولة الاتصال بالباعة الجائلين وتثقيفهم وعرض البدائل المتاحة، وفى حال رفض البعض منهم الاستجابة إلى الدولة يتم التعامل بحسم معهم من خلال القانون.
وقال جمال أسعد، المفكر السياسي، إن مشكلة الباعة الجائلين تفاقمت نتيجة لحالة الفوضى التي انتشرت في الشارع بعد ثورة يناير وغياب الأمن، جعل الجميع يتخذ من الشوارع مواقع يمارسون فيها ما يريدون، كما أن هذه الظاهرة تعانى منها جميع محافظات الجمهورية وليس القاهرة فحسب.
وأضاف حل المشكلة يرتبط بجانبين هما، إعادة الأمن واستعادة الدولة هيبتها، وكذلك توفير أماكن لهؤلاء الباعة حتى لا يتحججوا بقطع أرزاقهم، وحتى لا تستغل جماعة الإخوان المشكلة، مؤكدا أن استجابة المواطنين لهم ضعيفة للغاية، لأن هناك حالة من الأمل تعلقت بالرئيس، ما جعل حراك الإخوان في استدراج الجماهير في صفهم لا أمل منه .
ولفت إلى ضرورة توفير البدائل وإلزام الباعة بالذهاب إلى هذا المكان، مع توفير وسائل المواصلات، وصولا إلى اعتياد كل من البائع والمشترى على هذا المكان الجديد.
وشدد على ضرورة استمرار الدولة في تنفيذ مخططها حتى لا تضيع هيبة الدولة.
فيما قال أحمد بهاء الدين، رئيس حزب الاشتراكي المصري، إن ظاهرة الباعة الجائلين لها مداخل عديدة، منها حق المواطن في الحصول على رزقه بطريقة كريمة دون اللجوء إلى أساليب غير مشروعة، وفى نفس الوقت لابد أن نقر أن هناك نظام وقواعد للحياة والعمل لابد أن تراعى، وفى مقدمتها الشارع ملك الجمهور، مع تحوله إلى جحيم وكثرة الصدمات بين المواطنين والباعة.
وأشار إلى أن الدولة مسئولة عن إيجاد مكان للباعة يمكن من خلاله الحصول على رزقهم، يكون مناسب ويلبى حاجات هذه الفئة، مؤكدا أن استمرار تواجدهم في الشوارع مؤذى للجميع ويعكس عجز الدولة وعدم قدرتها على إقرار النظام.
ورأى أن خطوة نقل الباعة إلى جراج الترجمان تأخرت كثيرا ولكنها غير كافية، فمسألة إخلاء الشوارع من الباعة تكررت عشرات المرات ثم عاد الباعة لاحتلاله مرة أخرى، لأنه طالما لم يجد مجالا لممارسة حياته سيعود مرة أخرى إلى نهر الطريق، وبالتالي لابد م نحل المشكلة والحسم في مواجهة تطبيق القانون، لان ترك الأمور على ما هي عليه تعنى أن الدولة ضعيفة وغير قادرة على ضبط الشارع ومن ثم لن تستطيع استعادة الدولة هيبتها.
وشدد على ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات المتداخلة بإيجاد أماكن مناسبة للباعة وعقد اتفاقات محددة معهم ومنحهم رخصة حتى لا يطرد عقب ذلك، وإذا تعنت الباعة تلتزم الدولة بتطبيق القانون، مشيرا إلى أنه إذا لم تتمكن الدولة من إدارة الموضوع بدقة سيكون الباعة الجائلين نواة لاستغلال الجامعات الإرهابية.