رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحالفات الحزبية ووهن الحياة البرلمانية


فى حقيقة الأمر نجد فى مصر الآن ما قد يبعث على الحزن والامتعاض لأننا فى حقيقة الأمر لم نصل إلى تلك الدرجة من الوعى التى تجعلنا أن نلهو ذلك اللهو السخيف والذى يعبر عن نوع من الرعونة السياسية والسذاجة.. وذلك إزاء ما يحدث من الأحزاب وتلك التحالفات التى سرعان ما تقوم وسرعان ما تنفض وتدب فيها الخلافات.. وهو ما يدعونا أن ندق أجراس الإنذار إزاء الاستحقاق الثالث وهو البرلمان الذى كما نعلم أنه طبقاً للدستور الجديد قد أصبحت له صلاحيات كبيرة عن ذى قبل وذات مغزى.. وليس علينا أن نفرح ونتعزى بأن الدستور قد أعطى البرلمان هذه الصلاحيات وأنه قد قلص صلاحيات رئيس الجمهورية لكى ما يحقق ذلك التوازن الذى افتقدناه والذى أدى إلى خلق الديكتاتوريات والنظم القهرية الأحادية الحوار والتهميش لما يزيد على الثلثين من أبناء الوطن وتقوقع تلك النخبة السياسية والرأسمالية التى استحوذت على كل شىء وحدث بينها زواج أرثوذكسى فيما بعد قد صار بمثابة شقى حجر الرحى الذى طحن وهرس فيه لحم وعظم ذلك الشعب وأحلامه وطموحاته البسيطة فى جدار يأويهم ولقمة عيش تسد الرمق وشربة مياه نظيفة وسرير للعلاج عندما تهاجمهم الأمراض.. ومكان لأولادهم فى مدرسة يتلقون فيها تعليماً حقيقياً بعيداً عن هؤلاء السماسرة والتجار وعبيد المال الذين فرغوا العملية التربوية من مضمونها وجعلوها كأى سلعة أو سبوبة مما جعلنا نترحم على الزمن الفائت.. فكيف يمكن أن نصل إلى ذلك البرلمان الذى نثق فيه والذى يمكن أن يمارس هذه الصلاحيات والتى يمكن أن تجمد وأن تتراجع فى ظل ذلك الانشقاق وذلك العبث لما يسمى بالتحالفات الحزبية التى تنعقد وتنفض، والكل يسعى لتشكيل تحالف لكى ما يصير هو الرأس فيه والمتصرف وكأن هناك غنيمة سوف يتم التهامها.. فى الحقيقة أن ذلك يؤكد أننا بالفعل ليس لدينا أحزاب سياسية حقيقية بل هى أحزاب ورقية مهترئة ومجرد أسماء لا تحمل شيئاً من مضمونها أو مسماها وقد وصل عددها إلى ما يزيد على 90 حزباً قد تشكل ما يزيد على 80% بعد الثورة وهو ما يجعلنا نتخوف من أن يؤدى ذلك إلى المزيد من الفوضى والتشتت وهو فى ذات الوقت سوف يعنى كسب أراض جديدة للقوى الأخرى المعادية الموجودة بالداخل وهى قوى الإرهاب والتى تغذيها روافد خارجية تضخ لها دماء غزيرة تحييها من جديد فى حالة من الإصرار على أن تعود مصر إلى المربع «صفر» بعد كل ما حققته وما أنجزته .. النقطة الأخرى أن القائمين على هذه الأحزاب ليس لديهم أى دراية أو خبرة لا نقول بأبعاد وحقيقة الواقع السياسى المصرى ولكن أيضاً بحقيقة قواعد ممارسة اللعبة السياسية وهذه هى الطامة الكبرى التى سوف يكون لها العديد من العوائد السلبية ومصادر التهديد على مستقبل مصر. وللحديث بقية