رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"علماء بالأزهر" يطالبون الأوقاف بتوسيع دور المساجد لحماية الشباب

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

نشرت وزارة الأوقاف في بداية شهر رمضان الكريم، خطة دعوية تشمل جميع الأيام في شهر رمضان، واعدة بعدد من القوافل التي ستزور المحافظات و تقديم الدروس، والحرص على الابتعاد بالمساجد عن السياسة، إلا أنه وبعد انتهاء شهر رمضان رأى عدد من العلماء أن الخطة لم تكن ناجحة بشكل كبير ،فضلَا عن ضرورة إعادة النظر في الخطط الدعوية للوزارة خاصة في المناسبات الكبيرة كشهر رمضان.
بداية يقول الشيخ علي المهدي وكيل وزارة الأوقاف، أن الوزارة لم تقصر في عملها ووضعت خطة استقبال للشهر منذ بدايته بكثير من العمل، حيث أعدت المساجد لاستقبال المصلين، وأمدتها باحتياجاتها من إنارة وإصلاح للمراحيض وغيره وتغيير فرش المسجد الذي يحتاج لذلك، والمرور على المساجد الأثرية لتقوم الصلاة فيها بشكل كامل، إلى جانب التجهيز لإعداد ساحات العيد وتجهيزها وعدم ترك المساجد ليستغلها أي طرف آخر.
وتابع أن الوزارة قامت أيضاً بإعداد المساجد التي يتم الاعتكاف بها، وأبلغت مديرياتها بضرورة توفير خدمات المسجد لنوم المعتكفين وإفطارهم وسحورهم، وشددت على كل مديرية أن تقوم بعمل اجتماع بكل أئمتها قبل دخول الشهر بعدم ترك المساجد طوال الشهر وعدم تقييدهم بوقت في صلاة التراويح حسب ظروف كل مسجد والمصلين الموجودين فيه، كذلك تم التشديد عليهم بإعطاء دروس يوميا عقب صلاة العصر، والصلاة بالمصلين في كل صلاة حتي لا تترك الأمامه لإحد من غير الأئمة.
وأوضح أن هناك مساجد قامت بختم القرآن كاملا في التراويح طوال الشهر، وهناك من قامت بقراءة النصف، وهناك بما تيسر.
وأفاد المهدي، بأن المقارئ تتم بشكل سنوي فيها قراءة القران للتسميع علي الأئمة وليست قاصرة علي شهر رمضان، كذلك يكون هناك مقارئ أهلية يتم إختيار شيخ المقرأة والأعضاء فيها، مضيفاً أن الوزارة تقوم بعمل مسابقات علي مستوي العالم الإسلامي لتشجيع الكتاتيب والتحفيظ علي أن يتم التصريح للمكتب من الأوقاف كما يتم إنفاق الملايين علي المحفظين والكتاتيب وإعطاء مكافئات لشيخ المقرأة وجميع الأعضاء.
وأضاف المهدي، أن هناك مفتش منطقة يمر علي المساجد كل إسبوع لمعرفة المشاكل والمعوقات، كما أن هناك مفتش من المديريات وتفتيش عام من الوزارة للتفتيش علي أي مخالفات تتم للوقوف عليها وعدم تكرارها، كما أن من حق أي شخص أن يتقدم بشكوي عند حدوث أي مخالفات من خلال أرقام وموقع الوزارة علي شبكة الإنترنت.
على الجانب الآخر يقول الدكتور محمد أبوليلة أستاذ الدراسات الإسلامية، وزارة الأوقاف بأن لا تضيق علي المصلين والأئمة بتحديد الخطبة بكلمات ووقت معين، وعليها ترك الإمام أن يتواصل مع الشباب وأن يعطيهم ما يتوافق مع عقولهم وفق الطريقة التي يري شباب المنطقة التي يوجد بها المسجد، مؤكداً أن الرواد قد يهربوا من المساجد لعدم التجديد في الخطب التي يسمعوها في المساجد والتي يسمعوها في الفضائيات وغيرها.
ودعا أبوليلة، الوزارة بالبحث عن الكفاءات وإعطاء الفرصة لبث معلومات جاذبة لا منفرة حتي يصبح المسجد متعدد الثقافات،وأن تكون خطبتهم تحتوي علي رأي الدين في القضايا الجديدة حيث أن النبي"ص" لم يلزم الصحابة ولا من بعده بتعلم خطبه وإلقائها كما هي .
وقال الدكتور أحمد علي حسن، الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والقانون، بجامعة الأزهر، أن المساجد شيدت لإقامة الذكر حيث يقوم المسلمين فيها راكعين ساجدين، مسبحين مهللين، لكن رغم الفكرة الأساسية لبنائه كان هناك أهداف ووظائف أخري له منها التربية والتعليم لجميع المسلمين من خلال حلقات الذكر والعلم، فقد كان النبي "ص" يقرأ القرآن، ويعلمه أصحابه، ويفسر لهم أحكامه، وكل ذلك في صور كثيرة مثل القراءة في الصلاة وخطب الجمع والأعياد وصلوات الكسوف والاستسقاء والدروس الأخرى التي بعد الصلاة، ويفسر لهم الرؤى التي كان يعرضها الصحابة علية ، وكان النبي معهم دائما مرشدا وموجها من خلال المسجد.
وأضاف أن المسجد كان يقوم بوظيفة إجتماعية وهي عمل ملتقى لجميع المسلمين لنسج العلاقات فيما بينهم وتعزيز الترابط بين أفراد المجتمع حتى يصيروا جسدا واحدا ، وعودهم النبي بأن من غاب منهم سألوا عنه، فإن علموه مريضا زاروه، وإن كان لهم ميت واسوه، إضافة إلي أنه يعرف فيه الجائع والعاري لانه يحتضن الفقراء والمساكين ويشجع علي التكافل بين المسلمين، فيحمل إليهم الطعام، ويتسابق إليهم أهل المسجد بالصدقات.
وأشار إلى أنه المسجد كان خير مثال لتضافر جهود الرواد في قضاء الحاجات، وتعاون المسلمين فيه على البر والتقوى وبذل المال والنفس والتعليم وتعلم جهاد الكلمة والحجة، وكيفية مجاهدة النفس وتعلم البحث عن الطعام الحلال، إلى جانب أن النبي "ص" كان يفصل بين الخصومات ويقضي بين المتخاصمين في مسجده وإستمر ذلك في عهد الخلفاء الراشدين من بعده.
وتابع أن المسجد يمثل حجر الزاوية في تكامل الشخصية المؤمنة المتكاملة، حيث يجد فيه العبد نفسه، ويلقي بين يدي مولاه أحماله وأحزانه، وفيه تتلاشى الفوارق الدنيوية والاجتماعية، فيصطف المسلمون قدما بقدم يتوجهون إلى خالقهم لا فضل لأحد على أحد إلا بما قدمت الأيدي، وكلهم توبة، لكن المتأمل في حال مساجد الآن يدرك كم هي الهوة بين الدور المنوط بالمسجد والواقع الذي يعيشه اليوم، فمن الواجب تحرير المسجد من ربقة النزوات الفردية والجماعية حتى يكون منارا للهدى والإرشاد.