رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البطريرك الماروني اللبناني لداعش : ماذا تصنعون بالإسلام ؟

البطريرك الماروني
البطريرك الماروني اللبناني

وجه البطريرك الماروني اللبناني رسالة لـتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، قائلا: أنتم تناقضون جوهر الإسلام وتهدمون حضارة بنيناها معا، مسيحيين ومسلمين، منذ 1400 سنة من الحياة المشتركة.
وأضاف، خلال عشاء اللجنة الأسقفية، لوسائل الإعلام مخاطبا داعش، "شيء واحد فقط يجمعنا بكم هي إنسانية الإنسان، تعالوا نتحاور ونتفاهم على هذا الأساس، فلا قيم الدين تجمع بيننا وأنتم تنقضون جوهر الإسلام وتعليمه؛ ولا فن السياسة الشريف، فأنتم تعتمدون لغة السلاح والإرهاب والعنف والنفوذ."
وتابع قائلا "أما نحن فنعتمد لغة الحوار والتفاهم واحترام الآخر المختلف، ولغة التعددية في الوحدة، ولغة الديموقراطية وحقوق الإنسان، ونسألكم ماذا فعل المسيحيّون في الموصل وكل العراق العزيز سوى الخير والتقدم والازدهار على جميع المستويات الثقافية والاقتصادية والإنمائية والحضارية لكي تعاملوهم بمثل هذا الحقد والتعدّي؟!"
وتساءل، لماذا تهدمون ثقافة وحضارة بنيناهما معاً، مسيحيين ومسلمين، منذ 1400 سنة من الحياة المشتركة؟ ألم يكن المسيحيون في أساس النهضة الحديثة في العراق؟ ولماذا تهدمون التراث العراقي الثمين من كنائس قديمة تعود إلى القرن الرابع والخامس، ومخطوطات نفيسة أصبحت ملك البشرية، وهي في عهدة السلطة المدنيّة، وتستفيد منها على كلّ صعيد؟"
وقال: إنه "لم يكن أحد يتصوّر ما آلت إليه البلاد من نزاع وحرب وخراب وقتل ودمار على أيدي مكوّنات هذا الوطن. ولم يخطر على بال أحد أن تعود منظّمة "داعش" أي "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، بالإنسانية والمدنية إلى هذا الحد من التراجع إلى الوراء، حتى الوصول إلى تهديد المسيحيين الآمنين المخلصين لوطنهم، المقيمين في الموصل العزيزة، وطردهم من بيوتهم وأراضيهم ومصادرة كل ممتلكاتهم، وإخراجهم منها فقط بالثياب التي عليهم، وسلبهم كل ما يحملون من مال أو حلى أو أمتعة، من دون أي شفقة أو رحمة أو أدنى شعور إنساني".
وجدد التضامن مع المسيحيين في الموصل وكلّ العراق العزيز..
كما أعلن "التضامن مع الشعب الفلسطيني، ومع الكنيسة التي في فلسطين، وندعم مطالبهم المحقّة، مطالبين منظمة الأمم والشرعية الدولية، بعودة اللاجئين إلى أراضيهم الأصلية، وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة، وعاصمتها القدس، وفقاً لمبدأ الدولتين، وبإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى، وكل أنواع التمييز العنصري، وبإقرار نظام خاص للقدس، المدينة المقدسة للديانات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، على هذا الأساس يرتكز كلّ حلّ سياسي".
وفي الملف السوري، شدد على أنه "يجب إنهاء مأساة شعب يُطرد بعنف من أرضه ووطنه، وقد بلغ عدد النازحين من بيوتهم وأراضيهم العشرة ملايين.. وقال إنّها حرب عبثية يقع ضحيتها الأبرياء. فمن واجب الإخوة السوريين، نظاماً ومعارضة، حل مشاكلهم بالطرق السلمية، بموآزرة الأسرة الدولية والدول الصديقة.
واعتبر البطريرك بشارة بطرس الراعي أن النواب اللبنانيين يطعنون مرّةً أخرى، واليومَ بالذات، كرامةَ رئاسة الجمهورية وكرامةَ الشعب اللبناني ولبنان، بعدمِ اكتمال النصاب والإحجام عن انتخاب رئيس للجمهورية، وبخاصة بعد مرور أربعة أشهر تماماً من 25 مارس أذار إلى 25 يوليو، من دون أن يتمكّنوا من اتّخاذِ أي مبادرة إيجابية، أو أي مبادرة عملية إنقاذية شجاعة من الفريقَين المتنازعَين 14 و8 أذار ومن الفريق الوسطي، لا على صعيد المرشّحين، ولا على صعيد طرح للحلول.
وقال "مرّة أخرى نطالب، مع اللبنانيين المخلصين، رئيسَ المجلس النيابي ونوّابَ الأمّة الالتزامَ بالدستور الذي يوجبُ على المجلس أن ينتخب فوراً رئيساً للجمهورية، أي أن يلتئم يوميّاً لهذه الغاية ولا يكون إلّا هيئة انتخابية لا تشريعية، بحكم المواد الدستورية الواضحة وضوح الشمس، وكم يؤسفُنا أن يكون نصابُ الثلثَين، الذي لا يفرضه الدستور، بل توافق عليه اللبنانيون قد تحوّلَ عن غايته".
وأضاف: "لقد توافقوا على حضور ثلثي أعضاء المجلس النيابي لانتخاب رئيسٍ للجمهورية بنصف عدد أعضاء المجلس زائد واحد، لكي تُعطى هالة للرئيس المُنتخَب، وطمأنينة للناخبين فأصبح نصابُ الثلثَين وسيلةً لتعطيل الانتخاب وحرمان الدولة من رأسها.