رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حماس تقبل المبادرة القطرية

سياسيون: قطر تزايد على الدور المصري والضحية الشعب الفلسطيني

تميم وقيادات حماس
تميم وقيادات حماس

الرغبة في المزايدة على الدور المصري، يدفع حماس وقطر إلى المساهمة في إراقة مزيد من دماء الشعب الفلسطيني، فرغم التوافق العربي والدولي على المبادرة المصرية، إلا أن ذلك لم يرق لقطر، فطرحت هي الأخرى مبادرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" كبديل للمبادرة المصرية، ورفضتها الحركة بضغوط من تركيا وقطر.
بينما وافقت إسرائيل على المبادرة المصرية، وتتجه لرفض المبادرة القطرية، ليتأزم الموقف ويدفع الشعب الفلسطيني ثمن تعنت حماس ورغبة قطر في الظهور، ورغبتها في إبعاد مصر من الوساطة بين الجانبين، وإحلال تركيا بدلا منها.
من جانبه، قال يسري الغرباوي، الباحث السياسي، إن قطر "تصطاد في الماء العكر"، لأنها تعلم أن أي مبادرات لابد أن تكون مصر طرفا رئيسيا فيها، لكنها تضع شروطا تريد بها أن تسلب مصر حقها في السيطرة على معبر رفح، وتدرك أن مصر سوف ترفض ذلك، بجانب سعيها لإبعاد مصر عن المفاوضات وهو أمر صعب بعد أن حازت المبادرة المصرية على إجماع عربي.
وأضاف أن المبادرة القطرية، تعني مزيدا من الدماء الفلسطينية وتأكيدا للدور العدائي لقطر، خاصة بعد تبنيها وجهة نظر حركة حماس الداعمة للإخوان، لذا فهي تريد سلب الدور المصري في قطاع غزة وتوجيه إهانة لمصر والرئيس السيسي، ويعد هذا استمرارا لانتهاك قطر لاتفاقية الرياض بعدم توجيه أي عداء للدول العربية.
وأوضح أن هذه المبادرة ربما تجد استجابة من قيادات حماس، وعن الموقف الدولي، قال الغرباوي: إن الأمر سيتخذ بعض الوقت لدراسة المبادرة القطرية خاصة بعد الإجماع على المبادرة المصرية، مشيرا إلى أن الفترة القادمة ربما تشهد ضغوطا على مصر حتى تقبل بالوساطة القطرية التركية.
وتابع: أن الموقف أصبح أكثر تعقيدا، فنحن بصدد مبادرتين، تختلف حولهم حماس وإسرائيل، مما يطيل أمد الحرب، ويساعد إسرائيل على استكمال أهدافها بسهولة في ظل مجلس أمن مشلول الأيدي تجاه نزيف الدم في القطاع.
فيما رأى مصطفى بكري، الكاتب الصحفي، أن الهدف الرئيسي من المبادرة، المزايدة على الدور المصري، وإذا كانت قطر صادقة برغبتها بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لطلبت من أصدقائها في حماس الموافقة على المبادرة المصرية.
وقال إن قطر تقدمت بهذه المبادرة ظنا منها أنها تحرج مصر بذلك، مؤكدا أن مصر لا تقف أمام أي حلول تناصر الشعب الفلسطيني وتوقف العدوان، ولذلك عندما طرحت مصر المبادرة أطلقتها من منطلق الحرص على مصلحة الشعب الفلسطيني وحقنا للدماء، مشيرا إلى أن حماس رفضت المبادرة المصرية ليس اعتراضا ولكن حتى تتيح المجال لقطر وتركيا بأن يطلقا مبادرة ظنا منها أن ذلك يجعل من قطر وتركيا طرفا فاعلا في معادلة المنطقة، ولكن للأسف ذلك على حساب دم الشعب الفلسطيني.
وأضاف: قطر تعرف من البداية أن إسرائيل لن توافق على مبادرتها، ولكن إعلانها المبادرة رغبة منها في أن تثبت أنها قادرة على الحل، وإذا كان بيدها الحل فلتتفضل ولكن شريطة ألا يكون ذلك على حساب مزيد من الدماء.
كما قال عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدراسات الإستراتيجية بمركز الأهرام، إن دخول قطر في الموضوع، سياسي بحت وليس له علاقة بالأمن أو معالجة القضية الفلسطينية، لأنه متعلق فقط بمحاولة إحباط الدور المصري، وليس بعيدا عن المشاكل المتعلقة بين الإخوان ومصر.
وأكد أن قطر لا تريد تدويل القضية الفلسطينية أو تقديم الحلول، والأهم عندها ضرب الدور المصري على حساب دماء الشعب الفلسطيني.
واعتبر سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية الدولية، المبادرة القطرية لا محل لها بعد أن حظيت المبادرة المصرية بإجماع عربي ودولي، ورغبة من قطر لتقويض الاقتراح المصري وإبعاد مصر كوسيط رئيسي بين فلسطين وإسرائيل، مشيرا إلى أن مصر تتعامل مع السلطة الفلسطينية التي وافقت على المبادرة، ولا تتعامل مع فصائل.
وقال إن قطر وحماس التقت مصالحهم الشخصية، وهم يتاجرون بالدم الفلسطيني للمزايدة على الدور المصري، مشيرا إلى أنه ليس من حق قطر أن تضع في مبادرتها شرط فتح معبر رفح 24 ساعة لأن ذلك يتعلق بالأمن القومي المصري، ومصر لا تريد الدخول في خلافات عرية عربية والأهم عندها حقن الدماء.
وأكد أن المبادرة القطرية لن تحقق إجماعا عربيا، ولا تريد سوى محاكاة مصر فيصعب عليها أن ترى مصر في دور الريادة، وهي لا تريد سوى تعطيل المبادرة المصرية وما يترتب عليها من مزيد من الدماء.