رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التعليم التعليم التعليم


حيث إننى لست متخصصا فى مجال التعليم والبحث العلمى فلن أضيف أكثر مما سمعت من المتخصصين والخبراء فى هذا المجال وهم كثيرون فى مصر وبعضهم لديه أفكار جادة لإصلاح التعليم والحقيقة المؤكدة هى أنه لا تقدم ولا تنمية بدون تعليم والدول التى نهضت وتطورت كان بفضل اهتمامها بالتعليم.

بل إن التعليم أعاد دولا إلى الحياة مرة أخرى مثل اليابان وكوريا، وكثير من الدول التى انهارت فى الحربين العالميتين الأولى والثانية، التعليم هو الذى جعل دولاً تصعد إلى القمر وتوفر حياة سعيدة لشعوبها، ودول أخرى مازالت تتسول غذاءها وتكتوى بنيران الجهل والمرض والتخلف والخرافات، هناك دول كثيرة ليس لديها أى موارد طبيعية وبسبب اهتمامها بالبحث العلمى أصبحت أغنى دول العالم «اليابان – كوريا الجنوبية - سنغافورة - ماليزيا – إسرائيل وغيرها» وهناك دول لديها ثروات وموارد طبيعية كثيرة وبسبب إهمالها للتعليم أصبحت مجرد سوق استهلاكية وتستورد معظم احتياجاتها من الخارج «كل الدول العربية والإسلامية إلا القليل منها»، التعليم والبحث العلمى جعل دولا عدد سكانها تعدى المليار تقضى على الفقر والبطالة «الصين والهند» ودولٌ فيها كل الثروات الطبيعية وعدد سكانها لا يعادل سكان حى فى الصين ومع ذلك تعانى من الفقر والجهل والمرض، إذا كنا نطمع فى بناء مصر جديدة ونهضة حقيقية، فذلك لن يحدث إلا بالاهتمام بالتعليم من الحضانة حتى الجامعة، وأى كلام فى أى اتجاه آخر يعتبر إضاعة للوقت فالاقتصاد مبنى على التعليم حتى الرياضة وكرة القدم أصبحت بحث علمى، ونحن لن نخترع العجلة من جديد فى مجال التعليم فهناك تجارب دول كثيرة يجب أن نستفيد منها ونبدأ من حيث انتهوا، صديقى د. وجدى زيد، المستشار التعليمى والثقافى لمصر فى أمريكا وتركيا سابقاً ومن خلال تجاربه فى كثير من الدول التى نهضت قام بإعداد ورقة مهمة للنهوض بالتعليم فى مصر وربطه بالمستقبل واحتياجات سوق العمل.

بحث د.زيد الذى تجاوز أربعمائة صفحة مبنى على الاهتمام بالتعليم الفنى والتكنولوجى ويرى وهو محق فى ذلك أن مصر ليست فى حاجة ولعشرات السنين القادمة إلى خريجى الكليات النظرية وحتى ليست فى حاجة إلى 7 آلاف طبيب يتخرجون كل عام ويفتقدون التعليم والتدريب والقيم الصحيحة، يرى أيضاً أن تقسيم الكليات إلى قمة وقاع لا يوجد فى أى دولة فى العالم وأن الفشل هو النظر إلى طالب الدبلوم الفنى بأنه الطالب الفاشل.

د. وجدى طرق أبواباً كثيرة ومهمة فى البلد محاولاً توصيل رؤيته لأولى الأمر وأصحاب القرار وهو فى ذلك لا يسعى إلى منصب أو شهرة أو مال، بل يريد فقط أن يستفيد البلد من رؤيته التى هى خلاصة خبرته فى الحياة، كانت الأبواب دائماً مغلقة أمامه ولكنه يأمل فى هذا العهد أن يُسمع صوته لأنه لا مفر أمامنا من الاهتمام بالتعليم بشكل عام والتعليم الفنى والتكنولوجى بشكل خاص واستحداث منصب نائب وزير للتعليم الفنى أو حتى وزارة لن يحل المشكلة، بل قد يؤدى إلى مزيد من المشاكل والتدهور، ياريت نستفيد من الأفكار المطروحة فى إصلاح التعليم من د وجدى أو من غيره لأنه ليس رفاهية بل قضية حياة أو موتاً.

مذيع بإذاعة الشرق الأوسط