رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالتفاصيل.. ننشر كواليس حادث الوادي الجديد الإرهابي

حادث الفرافرة
حادث "الفرافرة"

تكررت مذبحة رفح بشكل واضح في حادث نقطة حرس الحدود بالفرافرة في محافظة الوادي الجديد، خاصة مذبحة رفح الأولى، والتي راح ضحيتها 16 مجندًا من القوات المسلحة يوم 17 رمضان عام 2012، حيث استشهد في الهجوم الإرهابي الغاشم على نقطة حرس الحدود بمنطقة الكيلو 100 طريق الفرافرة – الواحات البحرية 21 مجند وضابط وأصيب 4 آخرين باصابات خطيرة بينما نجحت قوات حرس الحدود في قتل 5 من مرتكبي الواقعة .
وتعرضت نقطة حرس الحدود لهذا الهجوم قبيل أذان المغرب بحوالي ساعة و35 دقيقة وفي حوالي الساعة 5,15 مساء ا من مجموعات مسلحة في سيارات دفع رباعي صحراوية يتم تهريبها من الحدود الغربية عن طريق الحدود، حيث قامت الجماعات المسلحة بإطلاق طلقات " آر بي جي " على مخزن ذخيرة تابع للنقطة؛ مما أدى إلى انفجاره واستشهاد 21 مجندًا وضابطًا وإصابة 4 آخرين ونجحت قوات حرس الحدود في قتل 5 من مرتكبي الهجوم في تبادل لاطلاق النيران بين قوات حرس الحدود والعناصر المسلحة استمر لاكثر من ساعة، حيث استبسل الجنود والضباط بالنقطة في الدفاع عنها بالرغم من التفوق الواضح لدى العصابات المسلحة في نوعية الأسلحة المستخدمة ومباغتة الهجوم بشكل غير متوقع وفي توقيت صعب. كما تم ضبط سيارتين مجهزة للتفجير وتم إبطال مفعولهما وتم العثور بداخلهما على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، بالاضافة الى لفافة قماشت حمل علم تنظيم القاعدة الارهابي.
ونجحت قوات الحماية المدنية والاطفاء بمركز الفرافرة في السيطرة علي السنة اللهب والنيران التي اندلعت في منشأت الكمين والنقطة الحدودية، إلا ان اندلعت مرة أخرى فجر يوم الأحد بعد اكثر من 8 ساعات من الهجوم الارهابي الغاشم على النقطة وتمت السيطرة على الحريق واخماده .
وقال محمد الصعيدي رئيس مركز ومدينة الفرافرة انه تم نقل جثامين شهداء القوات المسلحة عن طريق سيارات الاسعاف والطائرات العسكرية الي مسشتفيات تابعة للقوات المسلحة تمهيدا لاقامة جنازة عسكرية لهم .
وكشفت مصادر امنية انه سيتم اقامة جنازة عسكرية لشهداء الوادي الجديد بمطار الماظة بحضور قيادات القوات المسلحة وكبار رجال الدولة من المسئولين والوزراء .
وقامت القوات المسلحة من خلال قوات حرس الحدود وعناصر من المناطق الجنوبية والشمالية والمركزية العسكرية بالدفع بتعزيزات عسكرية الي المناطق الصحراوية بمركز الفرافرة والجبلية الحدودية بين محافظتي مطروح والوادي الجديد والحدود الغربية مع الجماهيرية الليبية، حيث نشرت القوات المسلحة دوريات مسلحة واليات عسكرية بهذه المناطق مدعومة بغطاء جوي من طائرات الهليكوبتر العسكرية وطائرات الاباتشي والتي تحلق علي ارتفاعات منخفضة لتمشيط المنطقة مع تسيير دوريات امنية واستطلاع علي المدقات الجبلية والطرق الصحراوية والجبلية وتعقيم هذه المناطق باليات عسكرية مدرعة وصفحة لتمشيط المناطق لسرعة ضبط الجناة ومرتكبي هذه الواقعة الإجرامية .
وكشفت مصادر امنية عن ضبط سيارتين تابعة لهذا التشكيل الارهابي بموقع الحادث بداخلها علم تنظيم القاعدة الارهابي فضلا عن تزامن تفجيرات خط الغاز في العريش مع حادث الفرافرة الارهابي، مما يؤكد ان وراء هذه العملية تنظيمات ارهابية دولية وجماعات ارهابية منظمة وهذا يتضح بشكل واضح من نوعية الاسلحة المستخدمة في العملية الارهابية، حيث تم استخدام اسلحة ثقيلة ومدافع رشاشة متطورة ومدافع " ا ربي جي" متطورة .
وقال اللواء نبيل العشري، مدير امن الوادي الجديد، في تصريحات خاصة " للدستور"، انه تم ضبط 3 اعلام تابعة لتنظيم القاعدة الارهابية بموقع الحادث، فضلا عن ضبط 3 قنابل محلية الصنع و يدوية داخل سيارتين دفع رباعي تركتهم العناصر الارهابية بموقع الحادث.
واكد العشري انه سيتم ضبط الجناة في اقرب وقت ممكن من خلال تضييق الخناق علي هذه المناطق الصحراوية وتعقيمها باليات عسكرية بالتنسيق مع القوات المسلحة من خلال نشر دوريات امنية مكثفة في مداخل ومخارج المحافظات المجاورة لمركز الفرافرة بالوادي الجديد وهي محافظات " المنيا – اسيوط – بني سويف – مطروح – الجيزة ".
وكشف مدير امن الوادي الجديد ان تفاصيل الواقعة حدثت كالتالي من خلال الهجوم ب3 سيارات دفع رباعي سوداء اللون تستخدم أسلحة ثقيلة ومدافع "آر بي جي" وبدأت الهجوم بشكل موسع في حين توقفت بعض السيارات بالقرب من مبنى نقطة حرس الحدود وإن طريقة التنفيذ تتشابه مع حادث رفح الإرهابي .
وعلمت " الدستور" من مصادر أمنية مطلعة أن الجناة يتراوح أعدادهم بين 12 إلى 16 إرهابيا يستقلون 3 سيارات دفع رباعي وتركوا سيارتين منهما عقب استبسال جنود وضباط النقطة في الدفاع عنها خاصة بعد إصابة بعد هذه العناصر بجروح نتيجة إطلاق قوات حرس الحدود النيران عليهم وتشير المصادر الأمنية إلي ضلوع جماعات مرتبطة بأنصار بيت المقدس في تنفيذ الحادث الإرهابي .
وقال اللواء محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد إن ظاهرة الإرهاب لم تكن موجودة بالوادى الجديد وهو ما استدعى هؤلاء المجرمون إلى توجيه نشاطهم بصورة مفاجئة لإحدى النقاط الحيوية التى تعوق نشاطهم الإرهابى، خاصة بعد تحقيق قوات حرس الحدود في هذه المنطقة عدة نجاحات في احباط مخططات اجرامية لهذه الجماعات لتهريب الاسلحة والمواد المخدرة والذخائر والبضائع المهربة خاصة السجائر عن طريق هذه الحدود .
واكد عشماوي انه الشهرين الماضيين تمكنت قوات حرس الحدود بالمنطقة سيارتين دفع رباعي بدون لوحات معدنية، و16 كرتونة من مخدر الترامادول تحوي 800 ألف قرص، وكذلك 90 كرتونة سجائر أصنافا مختلفة تحوي 4500 قاروصة فضلا عن ضبط 4 مهربين بحوزتهم 240 ألف عبوة سجائر مهربة بمنطقة قرية أبومنقار بمركز الفرافرة.
وكانت قوات حرس الحدود تمكنت خلال الشهر الماضي فقط من ضبط 68 فردا مهربا فضلًا عن كميات هائلة من الأسلحة والذخائر والعربات والمواد المخدرة وإحباط تسلل 936 فرد هجرة غير شرعية.
الوادي الجديد يتشح بالسواد عقب الحادث الاجرامي حيث سادت حالة من الحزن والاسي بين جميع ابناء الوادي الجديد عقب الحادث الارهابي وتوافد المئات علي مستشفيات الفرافرة و الداخلة والخارجة وبنوك الدم بمراكز المحافظة للتبرع بالدم لمساعدة مصابي الحادث .
كما استنكرت رابطة أبناء الوادى الجديد للتنمية حادث تفجير كمين حرس الحدود بالفرافرة والذى وصفته بالعمل الخسيس للنيل من القوات المسلحة و أعلنت أمانة حزب مصر الحديثة والمؤتمر والمصريين الاحرار بالمحافظة عن إدانة الحزب لحادث استهداف أفراد قوات حرس الحدود بكمين الفرافرة فضلا عن قيام العديد من الحركات الشعبية والائتلافات الشبابية بالمحافظة باستنكار الواقعة واعلان بيانات تدين الحادث .
ويؤكد البعض من ابناء الوادي الجديد أن الحادث ليس هجوما لجماعات تكفيرية أو متطرفة وإنما هو دافع انتقامي من مهربي الأسلحة والمواد المخدرة ردا على نجاح القوات المسلحة في إنجاح مخططاتهم والقبض على المئات منهم خلال الفترات الماضية وضبط كميات كبيرة من الأسلحة المهربة من ليبيا إلى الحدود المصرية والتي يتم دعم المقاتلين السوريين واليمنيين بها.
تجدر الاشارة الي انه قد استشهد يوم 31 مايو الماضي 6 من جنود حرس الحدود بينهم ضابط احتياطي وذلك بعد قيام مجموعة من المهربين باستهدافهم في نفس منطقة الكيلو 100 بمركز الفرافرة في عملية انتقامية بعد نجاح حرس الحدود يوم 30 مايو الماضي قبل الواقعة بيوم في ضبط مجموعة من المهربين بحوزتهم 12 الف قاروصة سجائر داخل 3 سيارات دفع رباعي بالحدود الغربية .