رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاة "فهد العرب" عمر سليمان....الجنرال الذي احتارت فيه مخابرات العالم

عمر سليمان
عمر سليمان

لم يكن بالرجل العادي في مجال المخابرات، وصفوه بأن بأيديه خيوط اللعبة السياسية كلها، ما يراه العامة بالمستحيل تخطاه هو في سيرته الذاتية بكل سهولة ويسر، فتاريخه المصري لا يمكن اقتصاره على المخابرات العامة فقط، ولكن أيضًا في الحياة السياسية بكل أركانها، فلا تدري أي يلقب يستحق "ثعلب الصحراء، أم الرجل الثاني، الرجل القوي" هو اللواء عمرو سليمان الرئيس السابق للمخابرات العامة المصرية.
ولد عمرو سليمان عام 1936 بمحافظة قنا بقرية "العويضات"، حيث تلقى تعليمه في الكلية الحربية بالقاهرة، وكانت طفولته ليست بالطفولة الهنية حيث كان توفي والده وهو في سن صغير، فتربي على إيدي أبناء عمومته بالإسماعيلية.
بدأ حياته الحربية حينما انضم للقوات المسلحة المصرية 1945، ومن بعد ذلك تلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية "فرونزي" بالاتحاد السوفيتي، كما حصل على شهادة الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، كما إنه حاصل على الماجستير بالعلوم العسكرية.
وأثناء عمله بالقوات المسلحة ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية، وفي 22 يناير 1993 عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية.
وكان سليمان يعرف الملف الفلسطيني معرفة تامة، ففي عام 2008 دفع حركتي حماس وفتح إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما لعب اللواء دورًا في تفكيك أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة.
وصفه وزير الجيش الإسرائيلي السابق بنيامين بن إليعازر خلال لقاء مع الإذاعة الإسرائيلية: "إن عمر سليمان رجل مناسب لإسرائيل، من حيث تفكيره المخابراتي العالي"، وقال عنه إيضًا "جورج تينيت" رئيس المخابرات الأمريكيه: "أنه رجل صادق تمامًا في عالم ملىء بالضلال، "فهو شخص قوى جدًا وصلب ذو مظهر مهيب، يتحدث بتمهل شديد وجذاب صادق تمامًا، و صريح وقد عمل بعيدًا عن الأضواء في محاولة صادقه لاحلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وبين الفلسطينيين بعضهم البعض".
فمثلما كانت حياته غير عادية، كانت وفاته أيضًا لا توصف بالعادية فقد اثارت الشبهات الكثيرة حول ملبسات وفاته، فقط توفي في أحد مستشفيات "كليفلاند" بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشار البعض أن هناك شبة جنائية في وفاته، على الرغم من أن المستشفى التى تلقى بها علاجه قد أصدرت بيان عقب وفاته أفادت فيه انه توفى على إثر مرض وراثي في الدم.