رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرائم الحزب والجماعة «١-٢»

سيادة الرئيس.. هل نستطيع الاعتراض؟


نعلم تماما حجم ما تحمله وهو أكثر مما يستطيع أحد غيرك أن يحمله فقد سبق أن تحملت أكثر من هذا بكثير.. إن الهدم سهل.. لكن عملية البناء هى الأصعب بكثير.. إن قوة الجماهير التى ترغب فى الحياة هى التى تجعل كل شى صالحًا للاستمرار. بعد ثورة يولية 1952 بشهر واحد أعلن جمال عبد الناصر الإصلاح الزراعى واستولى على أراضى الاقطاع وقام بتوزيعها بنفسة على الفلاحين...

... كانت قوته تكمن فى جماهير تقف وراءه ويواجه بها دولة كبار الملاك..كان معه عدد كبير من الضباط الأحرار لكن مؤسسات الدولة بالكامل كانت مع النظام الملكى وكبار الملاك.. انتصر عبد الناصر.. أى انتصر الشعب المصرى وفى عام 1956 قام بتأميم قناة السويس. وانسحب المرشدون الأجانب كى يتم تعطيل القناة. وبارادة المصريين نجح فى إدارة القناة.. أقول هذا كى نتذكر أن قوة الشعب لن يستطيع احد هزيمتها ولن نسمع عن هزيمة شعب فالتاريخ.. إن الزمان قد تغير حتى العدو نفسه الوانه أصبحت مختلفة حتى أطماعه تختلف.. لا يجوز أن من شاركوا فى فساد الماضى أن يساهموا فى بناء حاضر ومستقبل هذا الوطن لذلك ارجو أن تسمح لى يا سيادة الرئيس أن اعترض على بعض الرجال الذين يعملون الآن وهم فى الحقيقة كانوا فى زمن آخر تسببوا فيما نحن فيه الآن.. إنهم يختبئون فى مواقع وظيفية. تنفيذية او سياسية. يروجون أنهم أصحاب كفاءة وبدونهم لن تستطيع الحياة أن تسير!! اننى اقدم بعضهم من الذاكرة وأوراق التاريخ.

إن نظام مبارك نفسه رفض بعضهم لأنهم كانوا أكثر منهم! هل يمكن يا سيادة الرئيس أن أنصار صندوق النقد الدولى فى وزارة المالية الذين تربوا ونموا فى حضن وشروط الصندوق أن يديروا شؤننا المالية الآن!؟

لقد وجهت المنحة الأمريكية جانبًا منها لوزارة المالية وافسدت الكبار والصغار حتى يتثنى تطبيق وتنفيذ شروط صندوق النقد السرية التى أطاحت بالوطن وجعلت انهياره هو إنجاز للصندوق ويكفى يا سيادة الرئيس أن صندوق النقد نفسه أعجب بوزير مالية مبارك يوسف بطرس غالى حيث قام بتعينه مديرًا ماليًا للصندوق وأصبح وزير المالية هو وزير مالية مصر وفى الوق نفسه المدير المالى لصندوق النقد!! إننا نعيش الآن وفى هذه اللحظة فى ظل وزاره مالية من نفس المدرسة أى من انصار هذا الصندوق اللعين! إن وزير المالية الموجود الآن يحاول أن يخفى معالم جريمة قتل أموال التأمينات والتى تمثل تحويشة عمرنا ويحاول صندوق النقد الآن أن ينفذ شروطه القاتلة بإسقاط أموالنا واعتبارها فى ذمة التاريخ تحت شعارات مجنونة بتخفيض الدين العام بأموال الأرامل والأيتام وليس من أموال الذين نهبوا هذا الدين العام نفسه!!

أرجو المعذرة يا سيادة الرئيس اننى كمواطن مصرى لست مع هذا الوزير وسياسته وصندوقه المعادى للشعوب هل يتذكر أصحاب الشأن والمسئولون أن وزير التخطيط الدكتور أشرف العربى هو نفسه الذى فتح اعتمادًا إضافيًا للخزانة العامة فى حكومة الببلاوى وحصل على 17.7 مليار جنيه من أموال التامينات ويقوم بتسديد مستحقات رجال الأعمال والمطالب الفئوية ويترك أصحاب هذه الأموال دون الحد الأدنى للمعاشات ويمنح اموالهم للحد الأدنى للأجور هل هذه عدالة!؟

لكن سأقول لسيادتك ما لم يسمعه أحد من قبل لقد اقال نظام مبارك وزير التخطيط نفسه عندما كان رئيسا لمصلحة الضرائب وتحت قبة البرلمان اخرج أحد الأعضاء مستندًا بأجره الشهرى الذى تجاوز المليون والنصف وبعد ذلك تمت اقالته من وظيفته وهو الان وزير تخطيط حكومة الثورة التى تنادى بالحرية والعدالة الاجتماعية. هل يمكن يا سيادة الرئيس أن نقبل هذا الأمر؟

لكن الكارثة الكبرى عندما يستمر «محمد معيط» المسئول الأول عما حدث لمئات المليارات من أموال التأمينات وقد شارك فى الاعتداء بنفسه على هذه الأموال وقد ادانته إحدى المحاكم بذلك هل من المعقول أن يستمر معيط بعد هروب زعيمه بطرس غالى إلى لندن نائبًا لكل وزراء المالية لشئون التامينات ثم تعينه حكومة الإخوان نائبًا لرئيس هيئة الرقابة المالية؟

هل هذا منطق؟ هل يمكن أن نقبل هذا؟ الغريب كان هناك وزير للنقض تم ابعاده فى التعديل الأخير سبق لنظام مبارك الفاسد أن أطاح به بعد فساده العلنى حيث قدمت ضدده استجوابا فى السنوات السابقة لحصول زوجته على توكيلات ملاحية مستغلا وظيفته.. إننى أسال يا سيادة الرئيس ماذا قالت التقارير الأمنية والرقابية عن هؤلاء الناس؟ اننى يا سيادة الرئيس اعترض على وجود عناصر تمثل صندوق النقد تدير شؤننا المالية وهى التى تسببت فى ميدان التحرير فلم يأت هذا الميدان من فراغ بل أتى نتيجة تراكمات فاسدة اعتدت على كرامة المصريين هل هؤلاء يستمرون ويسلم أنفسنا مرة أخرى لهؤلاء الناس؟؟

يا سيادة الرئيس أن هناك الآلاف من خريجى مدرسة القوات المسلحة تعلموا وتثقفوا فى جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية ونالوا اعلى الشهادات هم الان فى منازلهم حصلوا على لقب المتقاعدين.. واسال كل دول العالم أن المتقاعدين لديهم من جنرالات جيوشهم هم الذين يديرون المؤسسات المالية والاقتصادية والصناعية الآن.. ونحن لدينا حاجز نفسى بشع وهو الخوف من كل من ارتدوا الكاكى.. إن من يروجون لذلك هم الفاسدون الذين يريدون الاستيلاء على ثروات الوطن والإطاحة بكل كفاة وتلويث كل شريف!!

إننى أرجو يا سيادة الرئيس سرعة عزل هذه العناصر فهم يمثلون باستمرارهم كارثة وطنية.. ليسوا كفاءات بل جانبًا من ماضى كريه لا نريد العودة إليه.. إن خلفك جماهير حاشده غاضبة تدعوك لتطهير الوطن من الفساد فهو العدو الأول مناصفة مع الإرهاب حيث يقتلنا الفساد بالفقر والمرض ويقتلنا الإرهاب بالقنابل الموقوتة.. كلهم إرهاب!!

رئيس اتحاد أصحاب المعاشات