رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تخرج هوليوود الشرق من النفق؟


لمدينة الإنتاج الإعلامى مكانة فى نفسى، منذ أن كانت «هوليوود الشرق» ــ هكذا تُكنّى ــ منطلقاً للأعمال الدرامية نحو العالم العربى، فى إنتاج مشترك، بلغت ذروته عام 2003م، بنحو خمسة وثلاثين مسلسلاً، شارك فيها جميع نجوم مصر من الفنانين والكتاب والمخرجين،
... قام عليها، الأب الروحى لهذا المكان، المهندس عبدالرحمن حافظ، الذى عُرِفت فترة رئاسته لمدينة الإنتاج، بالعصر الذهبى، للمدينة وللدراما المصرية، إذ حققت الأعمال التى أنتجتها المدينة فى آخر سنوات قيادته لها نحو 52 مليون جنيه، صافى أرباح، قبل أن تتكالب عليه دسائس ومؤامرات، قطب نظام مبارك، وآخر وزراء إعلام عصره، أنس الفقى، الذى لم يعجبه من عبد الرحمن حافظ أن لفت نظره ــ أى أنس ــ إلى عدم مناسبة لقائه بسفير إنجلترا فى مصر، فيما يخص المشكلة المطروحة للتحكيم الدولى بين المدينة وشركة سكانسكا البريطانية.

وقد انتهت مؤامرة أنس بالإطاحة بحافظ، لتبدأ المدينة عهداً تخلت فيه عن دورها الريادى فى صناعة الدراما المصرية، ورضيت فيه لنفسها أن تتحول إلى مجرد ستوديوهات مُؤجرة للقنوات الفضائية، وسط شح مالى كبير، وفقر إنتاجى فى الأعمال الدرامية، لا يمكن أن نلوم عليه رجلين توليا المسئولية بعد عبدالرحمن حافظ، واحداً تلو الآخر، أولهما الأستاذ المحاسب سيد حلمى، والثانى الإعلامى الأستاذ حسن حامد، وكلٌ منهما قيمة فى مجال تخصصه الأصلى، لكن الإنتاج الدرامى شأن آخر، وليبقى المُلام فى القضية هو من لم يُحسن اختيار الرجل المناسب للمهمة المناسبة، لأن العيش لابد أن يُعطى خبازه.. وهكذا كان عبدالرحمن حافظ.

ولأننى من الناظرين لبقعة الضوء فى نهاية النفق المُظلم، فإن الأمل يحدونى على الدوام بأن لكل كبوة قياماً ونهوضاً واستقراراً، ثم تقدماً وازدهاراً.. وهذا هو المؤمل لدى بالنسبة للمدينة، خاصة بعد القرار الأخير بتعيين رئيس قطاع القنوات المتخصصة الأسبق، على عبد الرحمن، رئيساً لمجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى، ذلك أن “علي” شخصية وثابة طموحة، سلحت نفسها بسلاح العلم والخبرة الكبيرة فى مجاله، ثم هو من بدأ السلم من أولى درجاته داخل التليفزيون المصرى، قبل أن يصل إلى قمة درجاته، وبالتزامن مع انطلاقه مدرساً فى بعض الجامعات المصرية.. وقبل كل ذلك، فهو من جيل الشباب، طاقة خلاقة، أعلم أنها ستنطلق باتجاه مدينة الإنتاج الإعلامى، تبحث فى كل ركن منها، عمن يمكن أن يكون ساعداً من سواعد إعادة هذه المدينة للحياة من جديد.

أعلم أن الأمر ليس باليسير على على عبدالرحمن، لأن تراكمات السنين بادية على المدينة، وقد اعتاد الناس فيها على ما هم فيه من تكبير الدماغ، وشح الإمكانيات، ناهيكم عن تلك العُسرة المالية التى تعانيها المدينة، من كثرة مصروفاتها وقلة مواردها.. ولذا فإن على رئيس مجلس إدارتها الجديد استنهاض الهمم الخاملة فى هذا الكيان المترامى المساحة، والدفع بالشباب الموجودين بداخلها للعمل معاً، يداً بيد، للعودة بالمدينة إلى سابق عهدها.

وإن كان من شكر لعصام الأمير ــ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والقائم بأعمال وزير الإعلام ــ على خطوة الدفع بعلى عبد الرحمن رئيساً لمدينة الإنتاج، فإنه لابد أن يتبعها بتوفير بعض من الدعم المالى اللازم لعودة عجلة الدراما المصرية فى المدينة إلى سابق دورانه، ومن ثم ريادتها.