بعد سياسات التجويع والحرب.. البحث عن تمويل إعادة إعمار غزة

خلال الفترة الماضية تزايدت التساؤلات بشأن إعادة إعمار غزة لاسيما بعد نحو 6 أشهر من تدمير الاحتلال الإسرائيلي مناطق سكنية كاملة مأهولة بالسكان في غزة.

ومنذ السابع من أكتوبر وتقصف إسرائيل قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني مع توسيع عملياتها البرية في القطاع ومنع دخول الغذاء والمياه والكهرباء ومعظم المساعدات إلى القطاع.

ونتيجة ذلك دمرت إسرائيل أكثر من 50% من المناطق والمخيمات في غزة ضمن سياسة التدمير الشاملة التي  تنتهجها في عدوانها المستمر على قطاع غزة.

والآن بدأت تتصاعد أصوات التساؤلات عن كيفية إعمار غزة إذ أفادت قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها بأن الأمم المتحدة ستوجه نداء دوليا لجمع 2.8 مليار دولار لصالح قطاع غزة والضفة الغربية.

وعلى الرغم من بدء البحث عن وسائل إعمار غزة إلا أنه حتى الآن يصعب حصر حجم الخسائر المادية وأيضًا البشرية الناجمة عن الصراع في القطاع نظرا لتزايد عدد الضحايا.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن تكاليف إعادة بناء ما دمره القصف الإسرائيلي في غزة ربما تتجاوز عتبة الخمسين مليار دولار أي ما يعادل 46.4 مليار يورو، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقف إطلاق النار أولاً

وفي هذا الصدد أوضح الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، أن أكثر من 70% من البنية التحتية في غزة، تم تدميرها وسط تجويع كل سكان الشعب الفلسطيني فالجوع يستشري في كل أنحاء القطاع بسبب نقص إمدادات الغذاء والدواء وانقطاع التيار الكهربائي في ظل وقف إمدادات الوقود على مدار أكثر من 200 يومًا منذ اندلاع الحرب.

وأضاف الهباش أنه بعدما دمرت إسرائيل غزة الآن يبحثون عن تبرعات من الدول والمنظمات الدولية من أجل عملية إعادة الإعمار، مشيرا أنه يجب أولًا أن نعمل على وقف إطلاق النار في القطاع ومن ثم النظر في الامور السياسية والانتخابات والحكومة ومن يمثل الشعب الفلسطيني.

نتيجة 6 أشهر من حرب إسرائيل على غزة

وفقا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة:

• قُتل أكثر من 33 ألف فلسطيني، وفقد أكثر من مليون منازلهم، وفقا لبيانات البنك الدولي، وتعرض ما يقرب من 90% من المرافق الصحية للأضرار أو للتدمير، ودُمرت المدارس أو تحولت إلى ملاجئ للنازحين الجدد.
   
• فقدت أكثر من 200 ألف وظيفة في غزة، وهذا نتيجة فقدان حوالي 90% من الوظائف في القطاع الخاص، و15% من الوظائف في القطاع العام، فضلا عن خسارة وظائف جميع العمال من غزة الذين كانوا يعملون في الاقتصاد الإسرائيلي.
   
• وقدرت المنظمة كذلك أن خسائر الدخل هناك وصلت إلى 4.1 مليون دولار يوميًا، وهو ما يعادل انخفاضا بنسبة 80% في الناتج المحلي الإجمالي للقطاع.

عمليات جيش الاحتلال في الفترة بين 7 أكتوبر الماضي و2 أبريل الجاري أدت إلى تخريب أو تدمير أكثر من 50% من المباني في غزة، بما في ذلك أكثر من 70% في المناطق الشمالية، بحسب تحليل بيانات أقمار صناعية، أجراه جامون فان دين هويك من جامعة ولاية أوريغون، وكوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك.

شروط مبادرة الإمارات لإعمار غزة

رهنت الإمارات العربية المتحدة، مساهمتها في إعادة إعمار غزة بعد الحرب بـ”الالتزام” بإقامة "دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة".

وجه الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بوضع شروط وآلية محددة في سبيل المبادرة بإعادة إعمار غزة، إذ أعلن وزير خارجية الإمارات، عبدالله بن زايد آل نهيان تخصيص مبلغ 5 ملايين دولار لدعم منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة

كما شدد في هذا الصدد على ضرورة وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أية عوائق، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة.