رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دبلوماسيون مصريون: حكومة نتنياهو تحاول استدراج المشهد الإقليمى إلى مزيد من العنف من أجل البقاء فى السلطة

نتنياهو
نتنياهو

أجمع دبلوماسيون مصريون على أن المنطقة مرشحة لمزيد من التصعيد، فى حال تم السماح باستمرار السياسات الاستفزازية لحكومة الاحتلال الإسرائيلى، وفى ضوء ما أقدمت عليه إيران، أمس، من هجوم بالصواريخ والمُسيّرات على إسرئيل ردًا على قصف الاحتلال سفارتها فى دمشق.

وأكدوا، لـ«الدستور»، ضرورة أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لمنع أى تصعيد أو رد على إيران، بعد ضربة أمس الأول، والسماح بالتوصل إلى صفقة وقف لإطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

قال الدكتور يوسف الشرقاوى، سفير مصر السابق باليمن، إن الأعمال العسكرية الإسرائيلية الاستفزازية بالمنطقة، وتقاعس المجتمع الدولى عن وقف الحرب على قطاع غزة، هما ما أديا إلى اتساع رقعة الصراع.

وحذر السفير الشرقاوى من أن منطقة الشرق الأوسط على وشك الانفجار بسبب عجز المجتمع الدولى ومجلس الأمن عن ردع حكومة تل أبيب عن انتهاك سيادة القانون الدولى، وعدم احترام الأعراف والمواثيق الدولية، والاعتداء على سيادة الدول المجاورة، واستهداف قنصلية إيران فى دمشق.

واعتبر أن إفلات إسرائيل من المساءلة والمحاسبة على جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وتنفيذ عمليات عسكرية لأهداف بداخل دول الجوار، فى تعدٍ صريح على سيادة تلك البلدان، جعلها فوق القانون الدولى، وأعطاها الضوء الأخضر للتمادى فى سياستها المتهورة وعمليتها غير المدروسة التى تستدرج المنطقة لحرب إقليمية.

وقال إنه يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية، التى قدمت دعمًا لا محدودًا للحكومة الإسرائيلية فى حربها ضد الفلسطينيين، أن تضاعف جهودها لإثناء إسرائيل عن الاستمرار فى حربها ضد قطاع غزة ووقف توجيه ضربات داخل سوريا ولبنان؛ من أجل تفادى أى ردود لإيران التى تنذر باشتعال النار فى الإقليم.

وشدد السفير الشرقاوى على أن مصر، التى سبق وحذرت من اندلاع حرب إقليمية بسبب تداعيات حرب إسرائيل ضد قطاع غزة، مستمرة فى جهودها واتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.

ونبّه إلى أن غياب الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط سيوفر فرصًا لعودة ظهور جماعات مسلحة وإرهابية مرة أخرى، علاوة على إنشاء تكتلات واستقطابات تضر بمصالح بلدان المنطقة وتورطها فى صراعات وأزمات.

قال السفير الدكتور محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الاعتداءات الإسرائيلية ضد مواقع داخل سوريا ولبنان، خاصة على القنصلية الإيرانية فى دمشق، كانت محاولة من حكومة تل أبيب لاستدراج المشهد الإقليمى لمزيد من المواجهة والعنف؛ للبقاء فى السلطة حتى لو عرّضت مصالح وأمن بلادها والمنطقة للخطر، خاصة أنها تعلم تداعيات المواجهة مع طهران إقليميًا ودوليًا.

ورأى السفير حجازى أن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى إلى البقاء فى السلطة عبر جر منطقة الشرق الأوسط إلى مواجهات، خاصة عقب تصدى مصر والقوى الإقليمية والولايات المتحدة لخطة تنفيذ هجوم عسكرى على مدينة رفح الفلسطينية، علاوة على عدم تمكن الجيش الإسرائيلى من تحقيق الأهداف التى حددها منذ بداية الحرب، وهى القضاء على حماس واستعادة الرهائن، بجانب إدراك إسرائيل أن الإفراج عن الأسرى يستلزم وقفًا لإطلاق النار وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأضاف: «حكومة تل أبيب ورئيس وزرائها اعتبرا أن توسيع نطاق العنف واستمرار الحرب لأشهر مقبلة، وصولًا لمرحلة الانتخابات الأمريكية، سيمكن الحكومة من البقاء فى الحكم وتفويت معادلة إنهاء الحرب فى غزة، ومواجهة ومحاسبة الحكومة داخليًا، وكذلك ما قد تفرضه إدارة جو بايدن من مسار قد يقودها لتنازلات باتجاة حل الدولتين؛ ما استدعى توسيع نطاق النزاع من خلال عملية ممنهجة ومدروسة بقصف القنصلية الإيرانية بدمشق، وبالتالى دفع إيران إلى ضرورة الرد، حفاظًا على سمعتها الإقليمية ومواجهة الرأى العام الداخلى».

واعتبر السفير حجازى أن إيران لا تسعى إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة التى تدرك أن عملية استدراج طهران لمواجهة إقليمية خطر يهدد مصالحها وسيقود إلى صراع شامل واسع النطاق فى الشرق الأوسط، مرجحًا أن تعمل الولايات المتحدة على كبح جماح أى رد فعل إسرائيلى بعد الضربة الإيرانية، خاصة عقب إعلان طهران عن أنها توقفت بالفعل عند هذا الحد، ومنع توسيع نطاق المواجهة الإقليمية، ليس فقط لمخاطرها على دول وشعوب المنطقة، ولكن أيضًا على الأمن والاستقرار فى أوروبا والعالم.

أكد السفير محمد العرابى، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن اتساع رقعة الصراع بمنطقة الشرق الأوسط يأتى نتيجة لتمادى إسرائيل فى انتهاكاتها بالمنطقة، فى ظل وجود غطاء قوى من بعض الدول الغربية ودعم لا محدود لحكومة تل أبيب.

وقال «العرابى» إن وقف آلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وكل الأعمال العسكرية الاستفزازية بالشرق الأوسط بات أمرًا ضروريًا لإنقاذ المنطقة والأمن والسلم الدوليين من الانهيار.

ونبّه إلى أن ما يجرى الآن فى سماء منطقة الشرق الأوسط من هجوم عبر المُسيّرات هو ما سبق وحذرت منه مرارًا وتكرارًا القيادة السياسية المصرية، التى أنذرت من تداعيات الحرب الإسرائيلية على اتساع رقعة النزاع، ودخول أطراف أخرى إلى حلبة الصراع.

قال السفير أشرف حربى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الموقف المصرى كان قويًا وواضحًا منذ بداية الأزمة والعدوان على قطاع غزة، حيث تم التحذير من تبعات وتداعيات هذه الحرب إقليميًا ودوليًا، والتصعيد الذى تدخلت فيه أطراف إقليمية، وهذا ما حذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، سواء على مستوى اللقاءات والاتصالات الثنائية مع قادة الدول، أو المؤتمرات الدولية.

وأوضح «حربى»، لـ«الدستور»، أن الاعتداء على القنصلية الإيرانية فى دمشق كان يتطلب رد فعل عليه، لكن ما حدث من إيران أمس الأول لم يكن ردًا قويًا، لأنها تعلم أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ستتصدى لهذه الصواريخ والمُسيّرات، بالتالى هذا الهجوم لن يؤدى لخسائر مادية أو بشرية، وقد تم تدمير ٩٩٪ منها قبل الوصول لأهدافها.