رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الهجوم الإيرانى على إسرائيل.. ما خريطة توازنات القوى فى الشرق الأوسط؟

الهجوم الإيراني على
الهجوم الإيراني على إسرائيل

أثار الهجوم الإيراني مساء السبت على الاحتلال الإسرائيلي بعشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الجدل بشأن قوة الاحتلال وضعف قدرته على التصدي لهجوم بمفرده، حيث استعان الاحتلال بحلفائه الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا لإسقاط هذه الصواريخ.

وتعتمد إسرائيل بدرجة كبيرة على قوتها العسكرية في تحقيق أمنها بصفة عامة وفي تأكيد قدرتها على الردع بصفة خاصة، وتسعى لاسترداد هذه الميزة عبر توسيع دائرة الهجمات سواء في لبنان أو سوريا بخلاف ضرب المصالح والقيادات الإيرانية.

كذلك وتعتمد إسرائيل على الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي في دعم قدراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية في مواجهة التهديدات التي تتعرض لها، وكذلك تحقيق مصالح واشنطن والدول الغربية، ورغم الانتقادات التي تعرضت لها واشنطن بسبب دعم الاحتلال في حرب غزة إلا أنها تواصل تقديم هذا الدعم وصد الهجمات التي تتعرض لها سواء من إيران أو سوريا والعراق واليمن ولبنان.

كما يمتلك الاحتلال الإسرائيلي قدرات عسكرية استراتيجية متقدمة بفضل الدعم الغربي، ليست فقط تقليدية ولكن نووية وسيبرانية وتكنولوجية جعلته يمتلك جيش متقدم، إلا أنه فشل حتى الآن في حسم حرب غزة أو تحقيق الردع المطلوب لخصومه وخاصة إيران. 

ومع استمرار حرب غزة للشهر السابع على التوالي تعرض الاقتصاد الإسرائيلي لخسائر مستمرة بلغ مليارات الدولارات، إلا أن الدعم الأمريكي والغربي المستمر للاحتلال ومرونة الاقتصاد الإسرائيلي والتقدم التكنولوجي أسهم في استعادة اقتصاد الاحتلال تعافيه وتحسن المؤشرات الاقتصادية في الربع الأول من العام الجاري.

ورغم الهزائم التي يتعرض لها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أن الداخل الإسرائيلي يحافظ على قوة تيار اليمين الذي تمثله أغلب القوى السياسية المؤثرة في النظام الحزبي، مع وجود انتقادات حادة لحكومة نتنياهو، وفي حال توقف الحرب ستنتهي هذه الحكومة وسيجري عقد انتخابات جديدة واختيار حكومة متوازنة.

تداعيات مستمرة

وأمام التصعيد المستمر من قبل الاحتلال واتساع تداعيات حرب غزة، تتجه المنطقة إلى تشكيل التحالفات والتكتلات، على رأسها تحالف تقوده إيران ويشارك فيه وكلاؤها من الجماعات المسلحة المنتشرة في المنطقة، وقد يحظى بدعم من قوى كبرى مستقبلًا، بجانب تحالف آخر تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه إسرائيل ودول أخرى من المنطقة ولكن بدرجات أقل وعدم وضوح كبير.

وأمام هذه الاضطرابات المستمرة تواصل مصر الحفاظ على سياسة "التوازن الاستراتيجي" للحد من تبعات هذا التصعيد على الدولة وعلى شعوب ودول المنطقة ومنع تحولها لساحة حرب إقليمية، مع التركيز على عمليات البناء والتنمية الاقتصادية.

 أما مستقبل التوازن في الشرق الأوسط فسيتوقف بدرجة كبيرة على  تطور الصراع بين إيران وإسرائيل ومدى قدرة الولايات المتحدة على السيطرة على تحركات الدولتين، وسط توقعات بتوجه إيران للتصعيد في الوقت الراهن حفاظًا على عنصر المفاجأة إذا ما أرادت الرد على إسرائيل في ظل تنافس دول أخرى بالمنطقة على تعزيز قوتها الإقليمية ما ينذر بمزيد من عدم الاستقرار.