رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول يوم السبت في ثمانيّة الفصح

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول يوم السبت في ثمانيّة الفصح، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: حيث تكثر العلامات والشهادات، يقلّ استحقاق الإيمان.. لذلك لا يجترح الله الأعمال العجيبة إلاّ متى كانت ضرورية جدًّا لحث الناس على الإيمان. لذلك، ولئلا يُحرم تلاميذه من استحقاق الإيمان فيما لو اختبروا بأنفسهم حدث قيامته قبل ظهوره لهم، رتّب الربّ يسوع الأمور لكي يؤمنوا من دون أن يروه بنفسه.

 

فقد أظهر لمريم المجدليّة أولا القبر الفارغ، ثم أعلمها من خلال الملائكة، لأن "الإِيمان إِذًا مِنَ السَّماع"، كما قال القدّيس بولس. فأراد أن تؤمن بالسَّماع قبل أن ترى؛ وعندما رأته، كان بشكل بستاني، وذلك لكي ينجز تعليمها بالإيمان.

 

أمّا بالنسبة إلى التلاميذ، فإنّه أرسل إليهم أوّلاً النسوة القدّيسات لتقلن لهم إنّه قام من بين الأموات. وجعل قلْبَيّ تلميذيّ عمّاوس متّقدًا بالإيمان قبل أن يكشف عن ذاته لهما. ثمّ وبّخ كلّ تلاميذه لعدم إيمانهم. أمّا بالنسبة إلى توما الذي أراد أن يلمس جروحاته، فقال له: "أَلِأَنَّكَ رَأَيتَني آمَنتَ؟ طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا". 

 

إنَّ رسالةَ العلمانيّين هي اشتراك في رسالةِ الكنيسة الخلاصيّة بالذات. فالربُّ بنفسه انتدبهم كلّهم إلى هذه الرسالة بالعماد والتثبيت. فبالأسرار، لا سيّما بالإفخارستيا المقدّسة تُمنح وتتغذّى هذه المحبّة نحو الله والإنسان، تلك المحبّة التي هي روح كلِّ رسالة. والعلمانيّون هم مدعوّون بصورةٍ خاصّةٍ إلى أن يجعلوا الكنيسةَ حاضرةً وفعّالة في تلك الأماكن والظروف التي لا يمكنها إلاّ بواسطتهم أن تكون ملح الأرض . وهكذا إنّ كلّ علمانيّ، بقوّةِ النِّعَم التي أعطيها، شاهدٌ وفي الوقت عينه أداةٌ حيّة لرسالةِ الكنيسة بالذات "على مقدار موهبة المسيح". 

 

إذًا، على كلّ العلمانيّين تقع المسؤوليّة الرّائعة في العمل المستمر على أن يصل التدبير الخلاص الإلهي إلى كلِّ الناس في كلّ زمانٍ ومكانٍ يومًا بعد يوم. وبالتالي يجب أن تُفتحَ الطريقُ فسيحةً أمامهم من كلّ الجهات حتّى يتمكّنوا من أن يشتركوا باجتهادهم أيضًا على قدر قواهم وحسب حاجات العصر في عمل الكنيسة الخلاصي.