رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البيزنطية تحتفل بتذكار البارّ مرقس أسقف الأرثوسيين وكيرلس الشماس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية تذكار البارّ مرقس أسقف الارثوسيين وكيرلس الشماس وآخرين الذين جاهدوا على عهد يوليانوس الجاحد.

وكان البار مرقس في عهد قسطنطين الملك هدم معبداً للأوثان وشيّد محلّه كنيسة. ففي زمن يوليانوس الجاحد استعاد الوثنيون عصبيتهم وقتلوه سنة 362. وهكذا فعل أيضاً الوثنيون في بعلبك بالشماس كيرلس، وفي عهد عسقلون وفي غزّة. مستغلين حقد يوليانوس الجاحد ونقمته على المسيحيين.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: آلام المسيح لها رموزها ومعانيها التقليديّة الروحيّة:  فالدم والماء اللذان خرجا من جنب يسوع اليمين، يرمزان إلى المعموديّة (الماء) والافخارستيا (الدم ). الصلب صار في اليوم السادس (الجمعة) وهو يوم خلق الانسان كما ورد في سفر التكوين وتم في الساعة السادسة (الساعة الثانية عشرة ظهرًا). التي فيها علق على الصليب، في الساعة عينها التي فيها مدّ آدم يده ولمس العود المنهي عنه وسقط في الخطيئة.

وهكذا ففي اليوم الذي فيه خلق الإنسان وفي الساعة التي فيها سقط، فيهما أيضًا تخلّص وتجدد. وحصل ذلك في بستان كما طرد آدم من جنة الفردوس. الشراب المرّ الذي تناوله المسيح رمز إلى مذاقة الخطيئة المرّة .

واللطمة مقابل الكرامة التي حصلنا عليها بآلام السيد المسيح. وإكليل الشوك ليبعد عنا اللعنة. واللباس البرفيري مكان الالبسة الجلدية التي لبسها آدم وحواء في الفردوس بعد السقطة. وترمز إلى حلتنا الملكية.

والمسامير رمز إلى تسمير جسدنا ونفسنا بالخطيئة. والصلب على عود وخشبة رمز إلى الشجرة التي كانت في وسط الفردوس. والجنب المطعون يرمز إلى جنب آدم الذي منه خرجت حواء التي تسببت في سقوط آدم. والحربة رمز إلى الحربة اللهيبية في فردوس عدن. والماء الفائض رمز إلى المعموديّة. والدم والقصبة حرر لنا بهما المسيح العِتقَ بكتابةٍ حمراء كملك، ومنحنا العودة إلى الوطن، إلى الفردوس الذي نفينا منه بالمعصية.

وتشير الجمجمة المرسومة تحت أسفل الصليب إلى جمجمة آدم، التي تروّت بالدم السائل من الصليب. وهي إشارة إلى انه في نفس المكان الذي فيه خطئ آدم (في الفردوس وبالاكل من الشجرة أوالعود)، هناك أيضًا وبنفس الطريقة تخلص وتحرر من الخطيئة والموت. ولهذا السبب نرى دائمًا الجمجمة تحت رسم الصليب المقدس. كما انه تحت الجلجلة (في كنيسة القيامة) نجد معبدًا يحمل اسم معبد آدم، الذي أعتقه المسيح آدم الجديد من اللعنة القديمة.