رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القديس إيلاريون واستفانوس الصانع العجائب

 الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى استفانوس الصانع العجائب ، والذي اضطهد ومات لأجل الايمان القويم في عهد الإمبراطور لاون الأرمني محطم الإيقونات المقدسة (813-820)، بالاضافة الى القديس إيلاريون وهو من أبرار الرهبان في القرن الثامن.

العظة الاحتفالية للكنيسة البيزنطية بمصر

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: حين افترق عن أمّه، اختار الرّب يسوع أصدقاء من البشر، الرسل الاثني عشر، وكأنّه كان يرغب في وضع تعاطفه فيهم. قال إنّه اختارهم ليكونوا "لا خَدَمًا، بل أحبّاء". وجعل منهم أصدقاء حميمين؛ أطلعهم على أمور لم يقلها للآخرين. كانت إرادته بتمييزهم، وبإبراز كرمه لهم، كما الوالد تجاه أولاده المفضّلين. من خلال ما كشفه لهم، أصبحوا سعداء أكثر من الملوك والأنبياء وحكماء العهد القديم. سمّاهم "يا بَنِيَّ"؛ لمنحهم مواهبه، فضّلهم على "الحكماء والأذكياء" في هذا العالم. عبّر عن فرحته وشكرهم لأنّهم ثبتوا معه في محنته. وكعربون امتنان، أعلن لهم أنّهم سيجلسون على العروش ليدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشر. لقد وجد المواساة في صداقتهم عند اقتراب محنته الكبرى.

جمعهم حوله في العشاء الأخير، لينال دعمهم في هذا الوقت المصيري. "اِشتَهَيتُ شَهْوَةً شديدةً أَن آكُلَ هذا الفِصْحَ مَعَكم قَبلَ أَن أَتأَلَّم". إذًا، كان هنالك عاطفة متبادلة وتعاطف عميق بين المعلّم وتلاميذه. لكنّ إرادته كانت تتمثّل بتخلّي أصدقائه عنه وبتركه لوحده، إرادة جديرة بالعبادة. لقد سلّمه أحدهم، وأنكره آخر؛ فيما هرب الباقون وتركوه بين أيادي الأعداء... إذًا، كان وحده حين واجه الآلام. أجل، أراد الرّب يسوع القدير والقدّوس الذي امتلأت نفسه بالمجد الكامل للطبيعة الإلهيّة، أراد إخضاع نفسه لجميع عاهات طبيعتنا. وكما ابتهج بصداقة خاصّته، تقبّل بؤس تخلّيهم عنه. وحين أراد ذلك، اختار حرمان نفسه من نور حضور الله.